استشاري يفند دراسة بريطانية حول ضرر المبالغة في تنظيف الأسنان
فند استشاري أسنان ما توصلت إليه دراسة بريطانية من أن تنظيف الأسنان أكثر من الحد المطلوب من الممكن أن يضر بها وباللثة. وأكد الدكتور عبد الناصر سكرية استشاري جراحة الوجه والفم والفكين وزرع الأسنان أن تقدير مدة تنظيف الأسنان يرجع أولا وأخيرا إلى الشخص نفسه، وأن طبقة المينا تتمتع بصلابة تحول دون تأثير فرشاة الأسنان فيها.
وكانت دراسة حديثة أكدت أن تنظيف الأسنان بشكل يزيد عن الحد المطلوب من الممكن أن يضر بها وباللثة. وأشار صاحب الدراسة بيتر هيمسان -الباحث بـجامعة نيوكاسل البريطانية- إلى أن تنظيف الأسنان بطريقة مبالغ فيها يعرض الأسنان إلى مخاطر تعرية مينا الأسنان، وذكرت التقارير أن الدراسة التي أجريت على 21 متطوعاً واستمرت فترة أربعة أسابيع، أكدت أن أفضل مدة لفترة تنظيف الأسنان هو دقيقتان.
و فند الدكتور عبد الناصر سكرية ما جاء في هذه الدراسة، وأكد عدم صحة ما توصلت إليه.
وأوضح سكرية أن الهدف من تفريش الأسنان هو إزالة بقايا الطعام عن الأسنان واللثة، ويشمل التفريش السطوح الخارجية للأسنان من جهة الخد، والداخلية من جهة اللسان والإطباقية الطاحنة والسطوح الملاصقة التي تقع بين الأسنان، وأضاف: "يجب أن يستمر التفريش حتى يتم التخلص من كل رواسب الطعام حتى لو استغرق ذلك 3 أو 5 دقائق، وهذا لا يؤذي اللثة إطلاقا، إنما قد يكون تفريش الأسنان بطريقة خاطئة هو الذي يضر باللثة".
وعن الطريقة الخاطئة في التفريش قال سكرية أنها تتمثل في التفريش عكس اتجاه اللثة، والمفروض أن يتم تفريش الأسنان العلوية من الأعلى إلى الأسفل، والعكس بالنسبة للأسنان السفلية، وذلك منعا للضغط والتدوير على أطراف اللثة الملاصقة للأسنان.
وبين سكرية أن نوع الفرشاة له دور في سلامة اللثة، وأوضح أن لفرشاة الأسنان ثلاثة أنواع: ناعمة ومتوسطة وقاسية، والقاسية لها استعمالات محدودة، وكذلك الناعمة التي تستعمل عند وجود حساسية في الأسنان، أما المتوسطة فهي التي يشيع استخدامها بكثرة بين الناس، وعند استخدامها بطريقة سليمة فإنها لا تؤذي اللثة حتى ولو طالت فترة التفريش.
وحول ما توصلت إليه الدراسة من أن التفريش المبالغ فيه يؤدي إلى تعرية مينا الأسنان نفى الدكتور سكرية ذلك موضحا أن المينا أصلب نسيج موجود في جسم الإنسان وهو أكثر صلابة من العظم وهو طبقة كتيمة جدا لا يفسدها إلا الجراثيم الفموية في حالة تغذيها ببقايا الطعام، وبدون هذه البقايا لا تستطيع الجراثيم تخريب طبقة المينا.
وأكد سكرية أن رأس فرشاة الأسنان قد خضع لكثير من الدراسات وأصبح يصنع على شكل دائري غير مدبب، ولذلك فهو لا يشكل أي ضرر على طبقة المينا، إلا في حالة إصابة الشخص بحالة تعرف بـ (تحلل أعناق الأسنان) أي: ضعف طبقة المينا عند مستوى أعناق الأسنان القريبة من اللثة، وهذه حالة خاصة تحتاج إلى عناية، وفي حالة بقائها دون معالجة فإن إطالة مدة التفريش قد تتسبب في إلحاق الضرر بهذه الطبقة.
وحول عدد الأشخاص الذين أجريت عليهم الدراسة وهو 21 شخصا أكد الدكتور سكرية أن هذا العدد قليل جدا وأن دراسة من هذا النوع تحتاج إلى ما لا يقل عن خمسة آلاف شخص لكي تشمل العينة كل حالات الأسنان المتنوعة، إذ تختلف الأسنان لدى البشر، والمعروف أن الشكل الطبيعي للسن يكون مخروطيا بينما تكون بعض الأسنان على شكل مربع مما يزيد من التماس بين الأسنان وتكون الفراغات بينها ضيقة جدا لذلك تحتاج إلى وقت تفريش أطول، ويضيف سكرية أن هناك أناساً يعانون من حالة (تراكيب) في الأسنان، وهم الذين يكون اصطفاف أسنانهم غير منتظم، وبحاجة إلى تقويم، ويحتاج هؤلاء أيضا لوقت تفريش أطول حتى يتحقق الهدف المنشود من التفريش.
وأضاف سكرية لتلك الحالات حالة وجود (منعكس تقيؤي) عند الأسنان الداخلية القريبة من أطراف اللسان الخلفية، إذا يعاني أصحاب هذه الحالة من نوبة تقيؤ في حالة ملامسة الفرشاة للأطراف الخلفية للسان، وبالتالي يضطر هؤلاء إلى التوقف عن التفريش ثم العودة بشكل بطيء، ويحتاج هؤلاء إلى وقت تفريش أكثر من خمس دقائق.