"إعمار" و"البحر الأحمر" وهروب الهوامير
إعمار
هيئة السوق المالية أقرت أن يكون الرقم 4220 هو الرمز الخاص بشركة إعمار المدينة الاقتصادية في جدول الأسهم السعودية وأن تدرج تحت اسم "إعمار". ستدرج الشركة ضمن قطاع الخدمات رابع قطاعات السوق الذي يضم ثمانية قطاعات، وعليه يكون عدد الشركات المنضوية تحت قطاع الخدمات 11 شركة وستكون شركة إعمار أكبر شركة في هذا القطاع. بمعنى آخر - وحسب نظام قياس مؤشر سوق الأسهم - سيكون لشركة إعمار ثقلها في عملية تحريك المؤشر نظراً لارتفاع رأسمالها. موعد إدراج أسهم "إعمار" سيكون في الأسبوع الثالث من شهر شعبان الجاري ويتوقع المحللون أن يراوح سعر سهم الشركة في اليوم الأول لإدراجه بين 80 و120 ريالاً.
حائل الاقتصادية
الأسبوع الماضي شهد إعلان شركة التطوير العقاري المشرفة على مشروع مدينة الأمير عبد العزيز بن مساعد الاقتصادية في حائل إطلاق طرح أولي بنهاية العام الجاري. الشركة ستطرح 150 مليون سهم تمثل حصة 30 في المائة من رأسمالها البالغ خمسة مليارات ريال (1.33 مليار دولار) وسيقتصر حق الاكتتاب في الطرح العام الأولي على المواطنين السعوديين. كنا نتمنى أن تكون النسبة أكثر من 30 في المائة، فما زالت السيولة المتوافرة أكبر من الوعاء الاستثماري المعروض بعدة أضعاف. كذلك يستعد مستثمرون سعوديون وخليجيون لتأسيس صناديق استثمارية بمبالغ تتجاوز عشرة مليارات ريال للاستثمار في القطاعات الرئيسية في مدينة الأمير عبد العزيز بن مساعد. فهل تحرك المدينة السوق؟
شركة البحر الأحمر
أنهت إدارة تداول إضافة الأسهم المخصصة للمواطنين المكتتبين في شركة البحر الأحمر لخدمات الإسكان إلى قاعدة البيانات لدى تداول. كذلك تم تحديث نحو 1.22 مليون محفظة لدى جميع البنوك المحلية، وتم توزيع جميع البيانات الخاصة بالمكتتبين على البنوك وتحديث أنظمة البنوك الداخلية تمهيدا لبدء التداول على أسهم شركة البحر الأحمر بعد استكمال الإجراءات النظامية. الشركة ستعقد جمعيتها العمومية في 13 أيلول (سبتمبر) الجاري، وبغض النظر عما يُنْشِر (وما لا يُنْشَر) عن هيكلة الشركة، فالأمل أنها ستعمل على تحريك مياه السوق الراكدة.
هامور
أطلق الأسبوع الماضي سراح موظفي أموال في الجنوب بعد توقيفهما ما يقرب من سبعة أشهر والتحقيق معهما وقد تثبت أنهما وسطاء للهامور الأكبر الذي ما زال هاربا خارج الوطن. اعترف الهاموران بحصولهما على مبالغ بقيمة 223 مليون ريال من عدد كبير من المواطنين بهدف استثمارها. وقد تم إطلاقهما بالكفالة "الحضورية والغرامية" والتعهد على متابعة القضية ولا يتم إعفاؤهما من المبالغ التي تسلموها من المواطنين لتشغيلها. ولكن ماذا عن "الهامور الأكبر"؟ ترك البارقي عمله بأحد القطاعات الحكومية برتبة جندي يساعده في جني أرباح المساهمين شقيق له يعمل معلماً بثانوية الرصراص وبإدارة والدهما المتقاعد من أحد القطاعات الحكومية، يعني شركة عائلية وقد توقفوا عن دفع الأرباح للمساهمين منذ نحو عام ونصف. لا يزال البارقي هارباً بعد أن جمع من نحو 19 رئيس مجموعة مبالغ تقدر بمليار ريال وهرب بها خارج الوطن. صدق سيدي القارئ أو لا تصدق أن الهامور الأكبر أبرم عقوداً مع رؤساء عدة مجموعات بل وعدهم بتشغيل أموالهم بأرباح خيالية. انتهت مدة العقد منذ عام واختفى المواطن الهامور بعد أن تنقل بين دول الخليج واليمن السعيد تاركاً رؤساء المجموعات في مواجهة المساهمين. النتيجة الحتمية أن رؤساء المجموعات تلقوا تهديدات بالاعتداء على ذويهم في منطقة عسير.
الاستنتاج الوحيد هو أن السوق لن تستقيم أحوالها ما لم تعمل الهيئة المالية بجدية على تطبيق الإجراءات والتعامل بكل شفافية ووضوح ومتابعة الشركات والهوامير الذين يعملون على خداع المستثمرين. الثقة مازالت مفقودة من جراء التذبذبات الواضحة أخيراً طالما أن هناك تباطؤا في إظهار الحقائق ولا تتم محاسبة المتلاعبين بالسوق ولا تتم محاسبة الشركات التي لا تبث أخبارها ولا تظهر قوائمها المالية.
باحث اقتصادي
<p><a href="mailto:[email protected]">alamiaa@yahoo.com</a></p>