ما بدر منك ياعبد الرحمن قصور
<a href="mailto:[email protected]">alamiaa@yahoo.com</a>
سجل تاريخ قرية آل مشاري (شمال تنومة) هذا الأسبوع إنجازاً مهما في صفحة الوطنية، فقد قدمت القرية أحد أبنائها المخلصين - شهيد الواجب عبد الرحمن حسن محمد الشهري - فداء لأمن الوطن. توفي عبد الرحمن يوم الجمعة 23/6/2006، وهو يدافع بقوة وصلابة عن أمن هذا الوطن في مواجهات مع الإرهابيين في حي النخيل في الرياض. عبد الرحمن، رحمه الله، كان نموذج المواطن الذي تربى على حب الوطن وعشق الشهادة. قرأت في أحد التقارير أن أبناء القرية عرفوا عبد الرحمن (رحمه الله) بحسن الخلق حتى أنهم أطلقوا عليه لقب (الفتى الطيب). ما إن أكمل عبد الرحمن المرحلة الثانوية، حتى انطلق بشغف طالب العلم إلى الرياض للدراسة الجامعية إلا أنه ترك الدراسة واتجه إلى ميدان الشرف لينضم إلى قوات الأمن الخاصة وقدم روحه فداء للوطن. لا بد أن عبد الرحمن قد استشهد وعلى وجهه ابتسامة رضا آمنة مطمئنة. قبيل لحظات من انطلاق حملة المداهمة في حي النخيل يوم الجمعة الماضي أرسل رجل الأمن عبد الرحمن الشهري رسالة إلى أخيه «ظافر» عبر الهاتف الجوال يقول فيها:
أدري مقصر بس لا صِرت مجبورْ
ودي تسامحني على حكم الأقدار
كني بدونك عقد لاصار منثورْ
وش يجمعْ المنثور دام الزمن جار
أحكي لكم أيضاً عن مواطن آخر استشهد في المواجهة الأمنية مع فئة الظلماء والتكفير في أحداث 12 أيار (مايو) 2003م اسمه ملهي سمير الحربي. قاوم رجل الأمن الحربي، رحمه الله، الإرهابيين وأطلق عليهم من سلاحه عدة طلقات نارية إلا أن الإرهابيين أطلقوا عليه رصاص الغدر فأصابوه في صدره. استمر الحربي في مقاومتهم حتى وهو جريح إلى أن استشهد وهو في مكان خفارته على المحور. ويقول فايز الحربي ابن الشهيد: "إن والدي، رحمه الله، عُرف بالشجاعة والإقدام، ولو كان عكس ذلك لما استشهد". نحن نشهد معك يا فايز أن والدك مات بطلاً ورفع رؤوسنا ببسالته وشجاعته.
أقص عليكم المزيد من إنجازات شهداء الوطن. فقد شيعت شواطئ ينبع جثمان الرقيب فرحان بن عايد الشمري إلى مثواه الأخير بعد أن استشهد خلال تبادل إطلاق النار مع إرهابيين نفذوا عمليات تخريب واسعة وعاثوا في الأرض فساداً. كانت ينبع على موعد مع الإرهاب في الأول من أيار (مايو) 2004م وكان فرحان الشمري على موعد مع الشهادة دفاعاً عن حرمة الساحل الغربي. انتصر فرحان على مخالب الشر التي أرادت تقويض صلابة هذا الوطن، ووقف للإرهاب بالمرصاد وقاتل دفاعاً عن سيف وعلم ونخل الوطن بكل قوة وشجاعة.
بعد أحداث ينبع الدامية بفترة وجيزة طوقت قوات الأمن الباسلة مجموعة من المطلوبين في إحدى الاستراحات في حي خضيرا في بريدة. بدأت المواجهة الشرسة عندما توصلت الجهات الأمنية إلى معلومات مهمة عن تجمع العصابة الإجرامية من أرباب فكر التكفير والفتنة والفساد. تمكنت قوات الأمن من رصد وجود الإرهابيين في وكر من أوكارهم المظلمة التي جعلوا منها مقرا لتجهيز أدوات القتل والدمار وتهيئة السيارات المفخخة وصناعة القنابل الأنبوبية. بادر الإرهابيون بإطلاق نار البغضاء فتم التعامل معهم على أيدي رجال الأمن - أبطال الوطن - فقتل أربعة منهم وأصيب خامسهم. فقد الوطن في ذلك اليوم بين يمام بريدة اثنين من أبنائه البررة هما المواطنان وكيل الرقيب نواف بن حمد الحربي والعريف عايض بن عوض الحربي.
هناك أيضاً العديد من المواطنين الذين توفاهم الله وهم يدافعون عن أمن الوطن من الجند بشتى رتبهم ومواقعهم في الصرر كما في وهج الصيف. بطبيعة الحال، المواجهات الأمنية هي الاختبارات الحقيقية الصعبة للالتفاف حول الوطن وحماية أرضه ونخيله. يسهر هؤلاء الأبطال على حراسة أمن الوطن وحفظ حدوده، ومنافذه، ومرافقه العامة والخاصة ليس فقط لأنهم أقسموا على كتاب الله عز وجل، بل لأنهم أيضاً مقتنعون بولائهم لولي الأمر والوطن والمواطن. يحرص هؤلاء الجنود البواسل على حماية أرض المملكة وشوارعها، أطفالها ومدارسها، ملاعبها ومتاجرها، ترابها وشجرها، علمها وسيفها ونخيلها قبل أن تمتد إليها كراهية وخناجر الإرهابيين.
نم قرير العين يا شهيد الوطن فما بدر منك يا الغالي قصور.