المقاصف المدرسية ليست بديلا عن الفطور المنزلي

 المقاصف المدرسية ليست بديلا عن الفطور المنزلي

أكد الدكتور صالح بن سعد الأنصاري -مدير عام الصحة المدرسية (بنين) بوزارة التربية والتعليم- أن وزارة التربية والتعليم تبذل كل ما في وسعها من أجل تأمين وجبات صحية ملائمة للطلاب من خلال اختيار الشركات المتخصصة ذات السمعة الجيدة لتزويد المقاصف المدرسية بالأغذية الصحية المناسبة لجميع الطلاب.
وأكد الأنصاري في حديثه لـ "الاقتصادية" أن إدارة الصحة المدرسية تراقب إنتاج هذه الشركات من خلال الزيارات الميدانية لمقاصف المدارس، ونوه إلى أن هناك ملايين الوجبات السليمة التي تقدم في جميع أنحاء المملكة مقابل عدد نادر من الوجبات الفاسدة التي يتم التحقيق في حالة اكتشاف أي منها.
وأكد الأنصاري في توضيح لأولياء الأمور أن وجبات المقاصف المدرسية ليست بديلا عن الفطور المنزلي الذي يجب أن يكون غذاء صحيا متكاملا.
وألقى الأنصاري الضوء على المزيد من النقاط المتعلقة بوجبات المقاصف المدرسية في ثنايا الحوار التالي:

ما مدى سلامة وصحة الأغذية التي تباع في المقاصف المدرسية؟
نظراً لصعوبة توفير الظروف الملائمة لإعداد الأغذية الطازجة في المدرسة. تقوم الشركات المشغلة للمقاصف بإعداد الوجبات خارج المدرسة مع مراعاة توفير الشروط الصحية لنقلها للمدارس, ما يضمن أكبر قدر من سلامة وصحة هذه الأغذية وخاصة لدى الشركات المتخصصة وذات السمعة الجيدة في تحضير وتقديم الأغذية.

هل هناك رقابة على هذه الأغذية؟ وما آلية هذه الرقابة؟
بالتأكيد فالصحة المدرسية ومن خلال الزيارات الميدانية لأطباء الوحدات الصحية المدرسية على المدارس يتم الإشراف على المقاصف من ناحية التطبيق الكامل للاشتراطات الصحية, وأيضاً من خلال الزيارات الخاصة في حال ظهور أي حالة طارئة غير صحية, إضافة إلى دور مدير المدرسة في المتابعة المستمرة بالتعاون مع بقية أعضاء الأسرة التربوية في المدرسة للمقصف وما يعرض فيه.

يشكو البعض من رداءة بعض الشطائر المبيعة في هذه المقاصف بسبب طول الفترة بين إعدادها وتقديمها للطلاب. ما تعليقكم؟
تعتبر هذه الشكوى من الحالات النادرة, والملاحظ في الأغلب أن هناك إقبالا على تناول هذه الشطائر من قبل الطلاب, والأهم من ذلك هو التركيز على التحضير والتقديم الصحي لهذه الشطائر.

الوجبة التي يشتريها الطالب من المقصف تكون عبارة عن: كروسان أو شطيرة جبن أو فلافل مع شراب تبلغ نسبة العصير فيه 10 في المائة إضافة إلى البطاطس أو قطعة شكولاتة. هل هذه وجبة صحية متكاملة؟ وإذا لم تكن كذلك فما البديل الصحي لذلك؟
يجب ألا نجعل المقصف بديلا عن الأسرة والمنزل في تقديم إفطار "متكامل"،وتحديد هوية غذائنا اليومي, وخاصة في ظل العديد من الصعوبات التي يواجهها المقصف المدرسي. فاليوم الدراسي في نظام تعليمنا قصير نسبياً. كما أن ظروف البيئة المدرسية سواء العمالة المشغلة للمقصف وربحية متعهدي المقاصف لا تساعد على أن يتحمل المقصف دورا يعتمد عليه في توفير وجبة إفطار "متكاملة". بل توفير وجبات غذائية متنوعة يكون دورها إعطاء وجبة خفيفة في منصف اليوم الدراسي وليس إفطاراً كاملاً.

على أي أساس يتم اختيار الشركة المزودة للمقاصف المدرسية؟ هل يتم على أساس الجودة أم السعر الأقل؟
تحتاج هذه الشركات إلى مواصفات خاصة، مثل الاستثمار على المدى الطويل فالعام الدراسي تقريباً 170 يوما فقط, ومدة تشغيل المقصف في كل يوم دراسي محدودة بالدقائق. وبالتالي فالشركات لا بد أن تكون لها القدرة على تحمل هذا المدى فنياً ومادياً, إضافة إلى التخصص والكفاءة في إعداد الأغذية, وإمكانية حفظها, وتقديمها في المدرسة بكفاءة.

ينتقد البعض بيع الشاي في المقاصف المدرسية بسبب عدم فائدته لصحة الطالب إضافة إلى تسببه في منع امتصاص الجسم عنصر الحديد.
قد يكون هذا صحيحاً في حالات تناول الشاي المركز جداً وبكميات كبيرة، أما تناول الشاي المعتاد والخفيف باعتدال فليس لهه مضار. إلا أنه ينبغي أخذ الحيطة لأنه من المشروبات الساخنة وقد يخشى من إصابة الطلاب وحروقهم وخاصة في المراحل الابتدائية.

ينتقدون أيضا بيع البطاطس الذي يحتوي على نسبة زيوت تراوح بين 20 و30% من مكوناتها. ما مدى صحة هذا النوع من الغذاء؟
هناك لائحة جديدة للاشتراطات الصحية للمقاصف المدرسية قيد الإعداد، وسوف يمنع بموجبها بيع مثل هذه المأكولات، والاكتفاء بأصابع البطاطا الطبيعية المغلفة آلياً والخالية من الملونات الصناعية, والمواد المخرشة للجهاز الهضمي (البهارات, الحوامض, الملح الزائد .. إلخ).

شكا بعض مديري المدارس من وجود روائح كريهة من بعض الشطائر وكتبوا محاضر في ذلك ومع ذلك فقد تكرر الأمر, ما تعليقكم؟
في المقابل هناك ملايين الوجبات تقدم يومياً دون أية شكوى. وبوجود المراقبة الدائمة والمستمرة من الأسرة التربوية في المدرسة والوحدات الصحية المدرسية يمكن التعامل مع مثل هذه الحالات.

الحلويات والشوكولاتة قد يكون بعضها مفيدا بشرط عدم الإسراف فيها والطالب خصوصاً صغير السن لا يدرك ذلك, ما الواجب على الإدارة المدرسية حيال هذا الأمر؟
لائحة الاشتراطات الصحية للمقاصف المدرسية تنص على أن الحلويات والشوكولاتة من الأغذية الممنوع بيعها وتداولها في المقصف المدرسي, ولاشك أن للإدارة المدرسية والصحة المدرسية وإدارة التربية والتعليم دور مهم في المراقبة والتوعية الصحية لتربية النشء تربية غذائية سليمة تقوم على أسس علمية وتربوية بهدف رفع مستوى وعي الطالب والأسرة بالغذاء المتوازن.

نرجو إعطاء نبذة عن برنامج "الحليب المدرسي" الذي تنفذه الإدارة العامة للصحة المدرسية, وهل هناك رقابة على نوعية الحليب الذي يقدم من خلال هذا البرنامج؟
يهدف البرنامج إلى زيادة وعي الناس عامة والطلاب خاصة بأهمية الانتظام في شرب الحليب، وزيادة استهلاك الحليب ومشتقاته على المستوى العام, ويعمل على رفع ممارسة شرب الحليب وإدخاله إلى المقاصف المدرسية. كانت فكرة البرنامج في مراحله الأولى في تخصيص فترة زمنية من وقت المدرسة لشرب الحليب تسمى "فسحة الحليب" تبدأ قبل نهاية الحصة الأولى بخمس دقائق وتدمج في الفسحة التي تفصل الحصة الأولى عن الحصة الثانية، لتصبح فسحة الحليب عشر دقائق.
بدء تنفيذ البرنامج في العام 1422هـ كمرحلة تجريبية في 32 منطقة تعليمية مستهدفاً 9571 طالباً, ثم المرحلة الأولى في عام 1423هـ وشارك فيها 33031 بـ 38 منطقة, تلتها المرحلة الثانية في 30 منطقة وشارك فيها 68375 طالبا, والمرحلة الثالثة نفذت في 29 منطقة وبمشاركة 113258 طالبا, والمرحلة الرابعة والأخيرة في 1426هـ وشارك فيها 174439طالبا، وهو من البرامج الرائدة على مستوى الخليج إن لم تكن المنطقة العربية ولله الحمد.

الأكثر قراءة