التسمم بالرصاص وخطورته على الصحة العامة
يعد التسمم بالرصاص من أنواع التسمم الكيماوي الذي يشكل خطورة على صحة الإنسان وسلامته إلى جانب الكادميوم والزئبق والزرنيخ. وحيث إنه يوجد بصورة طبيعية وبكميات قليلة في التربة إلا أنه يدخل في العديد من الصناعات كصناعة الورق. وحروف الطباعة والقصدير والبطاريات والصناعات النفطية وصناعة الثقاب.
ينتج الرصاص الذي يسمم ويلوث الغذاء من عمليات التصنيع كتدوير مخلفات البطاريات وصهر الحديد وإلقاء مخلفات المصانع في الأنهار والتربة دون معالجة فيلوث المياه الجوفية. كما يحتوي الوقود على الرصاص فيؤدي ذلك إلى تلوث المزروعات (خضراوات وفواكه) القريبة من الطرق التي تمر بها السيارات حيث يترسب عنها ناتج احتراق الوقود.. كذلك يصل الرصاص إلى الأغذية المحفوظة في العلب التي تصنع من مواد يدخل الرصاص في أماكن اللحام بها. من ناحية أخرى تصرف مخلفات المصانع المحملة بالرصاص إلى المسطحات المائية كالأنهار والبحار فيؤدي إلى تسمم الأسماك التي بدورها تنقلها للإنسان عبر السلسلة الغذائية.
يؤدي تآكل الأنابيب التي تحمل مياه الشرب إلى زيادة تركيز الرصاص كما تزداد تلك المركبات أيضا في مياه الشرب عند طلاء خزانات المياه المصنوعة من الرصاص. كذلك ينتقل الرصاص إلى الأغذية المكشوفة التي يتم تحضيرها في الهواء الطلق كما في الشاورما عن طريق عوادم السيارات. يصل الرصاص من خلال مياه الشرب والغذاء لجسم الإنسان عن طريق الفم وبعد امتصاص الجسم الرصاص يسير في الدم ويتوجه إلى أعضاء الجسم كالكبد والكلية والرئة والمخ والعضلات والقلب, وبعد عدة أسابيع من دخوله الجسم يتحرك إلى العظام والأسنان ويستقر بها ويحل محل الكالسيوم ويبقى فيه لعشرات من السنين وقد يعود مرة أخرى إلى الأعضاء, يتدخل الرصاص في تكوين الهيموجلوبين مما يؤدي إلى حدوث أنيميا حادة كذلك له تأثير على خلايا المخ والجهاز العصبي حيث يتراكم في أنسجة المخ ويؤدي إلى الهذيان والهلوسة والتشنجات فيحدث الصرع ثم الوفاة.
كذلك تؤثر مركبات الرصاص في الحوامل والأجنة حيث تخترق مركبات الرصاص جدار المشيمة وتحدث تشوهات للأجنة وتسبب الإجهاض. أيضا للرصاص تأثير على عمليات التمثيل الحيوي للجسم فيثبط نشاط الأنزيمات.
كذلك تؤثر مركبات الرصاص في قدرة المصاب على التركيز وقد تؤدي إلى ضعف الذاكرة والأطفال هم أكثر الفئات حساسية لمركبات الرصاص فقد تؤدي تغذية الطفل بغذاء ملوث بالرصاص إلى إعاقة نموهم وإصابتهم بالتخلف العقلي والتهاب الدماغ وله تأثير سلبي على الجهاز المناعي لهم. أما التركيزات العالية من الرصاص فتؤدي للوفاة المفاجئة لهم. كذلك أثبتت بعض الأبحاث أن للرصاص ومركباته وخاصة التركيزات العالية منه تأثيرا في حيوانات التجارب إذ أحدثت لهم سرطانا، كما أن تعرض الرجل للرصاص بتركيز عال يؤدي إلى انخفاض من خصوبته حيث يقل عدد الحيوانات المنوية.
أعراض التسمم بالرصاص:
يعاني المصابون بتسمم الرصاص من مغص شديد وآلام في البطن لعدة أيام وزرقه في اللثة وضعف في العضلات.
ولقد حددت لجنة المواد المضافة والتلوث المنبثقة عن لجنة خبراء منظمة الصحة العالمية ومنظمة الأغذية والزراعة القدر المسموح بتناوله من الرصاص بـ 25 ميكروجراما / كجم أسبوعيا.
للوقاية من أخطار الرصاص ومركباته نتبع ما يلي:
1- يجب أن يحتوي الغذاء على نسبة عالية من الألبان (الفواكه والخضراوات).
2- تناول البقوليات (العدس – الفول – الحمص).
3- تناول الأغذية الغنية بالثوم والبصل لأنها تساعد على التخلص من الرصاص ومركباته.
4- لا تدخن ولا تكن مدخنا سلبيا.
5- عدم استخدام أنابيب المياه ذات سبيكة تحتوي على الرصاص.
6- عدم استخدام أوان رصاصية لتجهيز وإعداد الغذاء.
7- ضرورة عدم ترك الذبائح مكشوفة سواء عند نقلها من المجازر وعرضها للبيع في محال الجزارة خوفا من تلوثها بالرصاص.
8- عدم عرض المأكولات مكشوفة أو إعدادها وتحضيرها أمام المطاعم في الطرقات خوفا من تسممها بالرصاص.
9- وضع الضوابط والمقاييس الصحية للنسب القصوى لوجود الرصاص في الأغذية بحيث لا تضر بصحة الإنسان وسلامته.
10- التأكد من غسل الأيدي قبل تناول الطعام.
11- ترك الصنبور مفتوحا عند أول استخدامه.
12- تجنب استخدام ورق الصحف في الأكل عليها أو تغليف الأطعمة بها.
13- تجنب ملامسة الدهانات القديمة وعدم تعرض الأطفال لها.
14- عدم غلي الماء أكثر مما ينبغي لعدم تركيز الأملاح فيها.
15- يجب اختبار المياه للتأكد من مستويات الرصاص فيها.