مختصون يحذرون من كريمات تمنع التعرُّق
شهدت الصيدليات في السنوات القليلة الماضية إقبالا ملحوظا على الأنواع المختلفة من مزيلات العرق، خصوصا في المناطق التي تشهد صيفا شديد الحرارة، ويتطلب على القاطنين فيها استخدام ذلك المستحضر والاستمرار عليه؛ لتفادي الروائح الكريهة الناتجة عن التعرق.
وبعد أن تعددت أنواع هذه المزيلات بدأ الجدل بين كثير من الناس حول الأضرار الناتجة من بعضها، وفي توضيح لهذا الجدل كشفت لـ "الاقتصادية" الدكتورة هيا الجوهر رئيسة قسم الأجهزة والدراسات في المختبر المركزي للأدوية والأغذية في وزارة الصحة، أن هناك نوعين من مستحضرات مزيل العرق منتشرة وبكثرة في الأسواق، النوع الأول يعمل كمضاد لرائحة العرق، ويكتب على عبوته Deodorant وهو نوع يحتوي في الغالب على المعطرات ويقوم بوقف نمو البكتيريا ومعادلة رائحة الجسم لاحتوائه على مواد تفيد هذا الغرض مثل: الكحول و triclosan"مضاد للميكروبات" أو metal chelant الذي يبطئ نمو البكتيريا، وهذا النوع هو النوع الآمن.
نوع ضار
وبينت الدكتورة الجوهر أن النوع الثاني من هذه المزيلات هو النوع الذي يعمل على منع التعرق، بسبب اعتماده على أملاح الألمنيوم، التي تكون غالبا على شكل ألمنيوم كلوروهيدريت أو ألمنيوم زركونيوم. ويكتب على عبوة هذا النوع كلمة anti-perspiration
وأوضحت الدكتورة الجوهر أن الشبة التي يستخدمها الكثير من الناس في إزالة العرق تحتوي أيضا على معدن الألمونيوم؛ لاحتوائها على الملح الذي هو في الأصل عبارة عن بوتاسيوم ألمنيوم سلفات، مبينة أن أملاح الألمونيوم –سواء في الشبة أو في غيرها- تقوم بسد قنوات التعرق نتيجة لتأثيرها القابض، مما يمنع إفراز السوائل، الأمر الذي يؤدي إلى ضعف في إفراز العرق مع الاستخدام المتكرر، موضحة في الوقت ذاته أن هذا التأثير يختلف من شخص لآخر.
وأشارت الجوهر إلى أن خطورة هذا المستحضرات تكمن في احتوائها على معدن الألمنيوم الذي قد يمتصه الجسم، وهو سم تراكمي يؤثر في أجهزة الجسم المختلفة، وبالأخص الجهاز العصبي المركزي، وبينت أن هذا النوع ليس المصدر الوحيد للألمونيوم، فهناك الكثير من المصادر الأخرى التي تعرض الجسم لهذا المعدن، كبعض الأواني المنزلية، أو بعض الأطعمة، أو مستحضرات التجميل المختلفة، أو من المحيط الخارجي.
وحول ما يشاع بين الناس عن تسبب هذا النوع من المزيلات في سرطان الثدي لدى النساء أوضحت أنه ذلك لم تثبته أي دراسة حتى الآن.
ونفت الدكتورة الجوهر ما يدعيه البعض من أن ضرر هذه المستحضرات ناتج عن احتوائها على barapen "مواد حافظة"، موضحة أن هذه المادة تستخدم كمادة حافظة في المستحضرات الصيدلانية كالأدوية التي تؤخذ عن طريق الشرب، والحقن، والكريمات، ولم يصدر أي تحذير دولي منها.
بدائل آمنة
ولفتت الدكتورة الجوهر إلى أن البديل الآمن لهذه المستحضرات يتمثل في النظافة الشخصية الدائمة، واتباع سنة النبي صلى الله عليه وسلم في إزالة الشعر، واستخدام بعض الأعشاب المطهرة المستخدمة موضعيا، أو عن طريق الشرب وأشهرها "المرامية، وعصير اللفت، وخل التفاح".
أساليب خاطئة
من جهته، أشار الدكتور أحمد إسماعيل إخصائي جلدية، إلى أن معظم مستحضرات مزيل العرق تسبب العديد من الأمراض الجلدية من أبرزها: التهيج والتهابات الجلد، وأوضح أن العلاج السليم للتخلص من الروائح الناتجة من خروج العرق هو العلاج الطبي كالحبوب ونحوها، فضلا عن الطرق الطبيعية.
وحول معاناة بعض الأشخاص من فرط التعرق أوضح إسماعيل أن أبرز الأسباب لظهور العرق بشكل كثيف تتمثل في تناول الوجبات الحارة المتنوعة، وكذلك التوتر والعصبية الزائدة عن حدها، إضافة إلى زيادة الوزن.
وبين أن البعض ممن يعاني من فرط التعرق بدؤوا أخيرا بإجراء عمليات قطع لأعصاب التعرق، وأكد أن هذه العمليات غير صحية حيث إنها تتسبب في العديد من الأمراض، موضحا أن هناك أجهزة مخصصة لإزالة العرق من الجلد تستخدم مرة واحدة في الأسبوع، وذلك عن طريق وضع اليد عليها مما تساعد على تخفيف ظهور العرق.
وبين إخصائي الجلدية أن منع ظهور العرق وذلك بواسطة وضع بعض المستحضرات يعمل مع مرور الزمن على الالتهابات البكتيرية والفطرية، إضافة إلى الكثير من الأعراض الجانبية.