أطفالنا وخطر الإعلانات التلفزيونية
يلعب التلفزيون دورا كبيرا كوسيلة من وسائل الإعلام المختلفة لما يترك من تأثيرات كبيرة على شخصية ونفسية المشاهد, وبذلك يكون أكثر الوسائل تأثيرا في أفراد المجتمع وتزداد خطورته كوسيلة إعلامية عندما توجه برامجه للطفل.
وتؤثر الإعلانات التجارية في المشاهدين وذلك لاتسامها بالجذب والإثارة والإبهار الضوئي والسمعي وتسيطر على عقولهم. ولقد أثبتت الدراسات الإعلامية مدى تأثير الإعلان التجاري على الطفل من جميع النواحي وأشارت إلى أن مشاهدة التلفزيون هو النشاط الأهم بعد المدرسة للأطفال الذين تراوح أعمارهم بين الخامسة والسابعة عشر من العمر, لذا قامت الشركات والمؤسسات بتوظيف هذا الجانب.
تعتبر الإعلانات التلفزيونية هي المصدر الرئيسي والأول للمعلومات الغذائية للطفل حيث يركز على الوصول إلى عقل الطفل وامتلاك حواسه وتوجيه رغباته إلى نوعية معينة من الأطعمة وذلك بأسلوب جذاب وبطرق تعبيرية مختلفة تلهب خيال الطفل وتعطيه وعودا خيالية.
لذلك فإن التلفزيون له تأثير في السلوك الغذائي للطفل, إذا يعمل على إبراز السلع والأطعمة الخاوية بطريقة جذابة ومغرية مما يزيد رغبة الطفل في اقتناء وشراء هذه الأطعمة. وقد أجريت دراسات وأبحاث عن تأثير الإعلان التلفزيوني في السلوك الغذائي للطفل, إذا سجلت البرامج والإعلانات بالفيديو في فترة الخامسة مساء لوحظ عرض 1305 إعلانات تجارية منها حبوب الإفطار والأطعمة سريعة التحضير والحلويات والمشروبات الغازية عن طريق إدخال شخصيات كرتونية أو خيالية أو بوجوه لامعه في المجتمع وبطريقة تبهر خيال الطفل.
استخلصت الدراسة اتجاه الطفل المتزايد لهذه الأطعمة والسعي للحصول عليها.وقد أدت سيطرة الإعلان التلفزيوني إلى تغيير سلوك الطفل الغذائي, مما أدى إلى نقص في بعض العناصر الغذائية المهمة مثل الأملاح المعدنية والفيتامينات (الخضراوات والفاكهة) وهذه يتطلبها الجسم نتيجة النمو السريع والتمثيل الغذائي له. كذلك إصابة الطفل بتسوس الأسنان نتيجة تناوله الحلويات والسكريات بكميات كبيرة, أيضا أدى جلوس الطفل ساعات طويلة أمام شاشة التلفزيون إلى إصابة الطفل بالبدانة نتيجة لقلة الحركة والنشاط وقد أثبتت ذلك الدراسات والأبحاث.
لذا تبقى الإعلانات التلفزيونية خطرا يهدد سلوكيات أطفالنا الغذائية ويؤثر في نموهم وصحتهم وفي اختياراتهم للأطعة, كذلك يؤثر في غرس السلوكيات الغذائية الحسنة. لذلك على القائمين إخضاع هذه الإعلانات للرقابه الصحية, وعلى الوالدين أن يكون لديهما الوعي الكافي بخطورة هذه الإعلانات.
*متخصصة في التغذية