إنسان آلي جديد لرعاية وصُحبة المسنين والمعوقين
"بول بوت" هذا هو الاسم الذي أُطلق على الإنسان الآلي الجديد صغير الحجم، والذي لا يتعدى طوله خمسة أقدام، ويسير بشكل متوازن على طرفه الذي يبدو مثل كرة البولنج، وعندما يتأرجح هذا الإنسان الآلي وهو يسير بخفة على أرضية المعمل، يبدو الجزء المصنوع من الألومنيوم الذي يغطيه وكأنه آيل للسقوط في أية لحظة.
ولكن كما تفعل الحيوانات في السيرك حينما تحاول حفظ توازنها وهي تمشي على كرة الشاطئ، يحاول الإنسان الآلي "بول بوت" عمل الشيء نفسه في محاولة منه لحفظ توازنه، يساعده على ذلك استمرار عمل المحرك الموجود به، وإصدار أزيزه المتواصل لإبقاء هذا الجهاز واقفاً في وضع عمودي.
ويأمل بعض الخبراء في أن إنساناً آلياً بمواصفات "بول بوت" يمكن استخدامه يوماً ما في تقديم العناية والرعاية والصحبة للمعوقين والمسنين الموجودين بكثرة في تعداد هذا العالم.
ويقول لويز وايتكومب، أستاذ الهندسة الميكانيكية بجامعة جونز هوبكنز "نحن بارعون في اختراع آلات تجيد القيام بالعمليات الحسابية بمنتهى الدقة، أو تجيد لعب الشطرنج بمنتهى البراعة، ولكن للأسف نحن لا نتميز بمثل هذه البراعة عند محاولة تطوير الآلات لتتمكن من التفاعل الجسدي مع الإنسان، أو لتقدم له يد المساعدة فيما يحتاجه من خدمات".
ويضيف وايتكومب "إن الإنسان الآلي "بول بوت" الذي اخترعه رالف هوليز الأستاذ بجامعة كارنيج ميلون، يمثل العمل الرائد وباكورة إنتاج الحقل الناشئ الجديد المختص بـ "الأجهزة الآلية المرتبطة بخدمة الإنسان".
ويقول رودريك جروبن، مدير معمل الأجهزة الآلية الإدراكية بجامعة ماساشوسيتس، أمهرست : بالفعل، يلقى مثل هذا الحقل رواجاً كبيراً في بلاد مثل اليابان وكوريا، حيث ترتفع نسبة المسنين في التركيبة السكانية لهذه البلاد، مما يرفع التوقعات بوضع مزيد من المطالب الهائلة على عاتق موظفي الرعاية الصحية الأصغر سناً".
ويضيف جروبن "يمكن أن تقوم أجهزة الإنسان الآلي عندئذ بسد الفجوة وملء الفراغ الموجود، فمثلاً يمكن للإنسان الآلي طلب المساعدة لمريض سقط على الأرض ولا يستطيع النهوض مرةً أخرى".
كما أن الإنسان الآلي يستطيع مراقبة الوظائف الحيوية للمريض حتى تصل إليه المساعدة.
ويوضح جروبن نقطة أخرى مفادها، أنه على العكس من أجهزة الإنسان الآلي الأخرى المصممة للتعامل مع البشر، فإنه بمقدور الإنسان الآلي "بول بوت" التحرك في أي اتجاه دون الحاجة إلى الالتفاف أو الدوران، وذلك بسبب أن محاوره تمشي على كرات. وهذه الخاصية تمكنه من التعايش والعمل في المساحات الضيقة المحدودة التي غالباً ما يعيش فيها الناس.
ويعكف الباحثون حالياً على تطوير الإنسان الآلي "بول بوت" وتزويده بإضافات جديدة مثل تزويده بذراعين، وربما نظام رؤية متطور. ولكن وكما يقول هولينز "ربما تكون التكنولوجيا التي يتم استخدامها في ابتكار الإنسان الآلي تكنولوجيا واعدة، إلا أن التطبيقات العملية المرجوة من هذه التكنولوجيا ما زالت بعيدة المنال".
ويضيف هولينز قائلاً "نحن لا نعرف حتى الآن هل سيكون النجاح حليفنا أم لا؟ ولكننا نحاول بكل ما أوتينا من قوة الوقوف خلف هذه الفكرة ودفعها قدماً بقدر استطاعتنا".