تأثير الطعام قي زيادة النشاط عند الطفل

زيادة النشاط عند الأطفال عبارة عن أعراض ربما تكون ناتجة أساسا من شخصية الطفل وهي حالة مؤقتة من القلق تتميز بخلل في سلوك الطفل يظهر في صورة سرعة الانفعال والغضب والشعور بالإحباط وسهولة الاستثارة والاستفزاز. كما يبدو الطفل مضطربا وغير مطمئن وسهل الانزعاج وقد يبدو عنيفا في بعض الأحيان ودرجة تركيزه منخفضة وفترة الانتباه لديه قصيرة إضافة إلى زيادة حركته.
تظهر هذه الأعراض عادة في سن دخول المدرسة للطفل ثم تختفي بالتدريج حتى سن البلوغ وفي حالات قبل سن البلوغ، قد يؤثر الغذاء في وظائف المخ عن طريق المواد المضافة (ملونة ـ حافظة) التي تضاف إلى الأغذية حيث أثبتت بعض الدراسات أنه قد يكون هناك علاقة بين وجود هذه المواد وحدوث بعض الأمراض النفسية والعصبية عند الأطفال نتيجة تناولهم الأطعمة المحتوية على هذه المواد, وكذلك إقبالهم على تناول رقائق البطاطس بنكهاتها المتعددة، ويعتبر (جلوتاميت أحادي الصوديوم) من أهم المواد المضافة التي تسبب هذه الحالة. وهي عبارة عن مادة صناعية مكسبة للنكهة تضاف إلى بعض الأطعمة كـ "الأندومي" لتحسين نكهتها، أيضا مادتا التراترازين E 102 والكونيلين E 104 المستخدمتان كمواد ملونة للطعام هاتان المادتان رغم كونهما تعطيان الطعام جاذبية كبيرة وتساعدان على فتح الشهية إلا أن بعض الأطفال يعانون من أعراض الحساسية وزيادة النشاط عند استخدام الترترازين E 102 في الأطعمة.
هناك بعض المركبات الكيماوية توجد في بعض الأطعمة بصورة طبيعية تؤدي إلى زيادة النشاط عند الطفل. هذه الحساسية تحدث نتيجة إفراز أجسام مضادة في الجسم لمقاومة بعض المواد الغريبة في الطعام. من هذه المواد بعض البروتينيات الموجودة طبيعيا في بعض الأطعمة كاللبن والقمح وبياض البيض.
وقد اقترحت بعض الدراسات لعلاج هذه الحالة عند بعض الأطفال معرفة السبب أولا، فإذا كان السبب حساسية غذائية يعالج عن طريق الغذاء مع تناول الأدوية والعقاقير المنبهة, حيث إنها مواد تعمل على الحد من النشاط الزائد عند الأطفال وتزيد من تركيزه وخاصة عند تحصيلهم الدراسي. وهناك طريقة أخرى للعلاج وهي تعديل سلوكيات الطفل تحت إشراف طبيب نفسي. وقد أثبتت الدراسات المتعددة أن سبب زيادة النشاط قد لا يكون سببا واحدا بل عدة أسباب مختلفة. إن إهمال هذه المشكلة قد ينجم عنها مشكلات سلوكية في حياة الطفل مستقبلا.
لذا يجب على الوالدين والقائمين على شؤون الطفل الانتباه لتلك الحالة المرضية عند أطفالهم، وعمل نظام غذائي للطفل يحتوي على جميع العناصر الغذائية التي يحتاج إليها، مع مراعاة الأطعمة التي قد تؤدي إلى ظهور أعراض حساسية لديه.

*متخصصة في التغذية