مؤرخون:مسلسلات رمضان التاريخية تحوي أخطاء ولابد من عرضها على المختصين

مؤرخون:مسلسلات رمضان التاريخية تحوي أخطاء ولابد من عرضها على المختصين

أثارت المسلسلات التاريخية التي تعرض عبر التلفاز سواء هذا العام، مثل مسلسل "أبناء الرشيد" و"خالد بن الوليد" أو تلك التي عرضت قبل هذا العام، ضجة كبيرة وسط المتخصصين في دراسة التاريخ بمراحله المختلفة كالتاريخ الإسلامي وفترة الحروب الصليبية. مؤكدين أن تلك المسلسلات تتضمن خلطاً تاريخياً خاطئاًً وتعتمد على روايات ضعيفة، لتحصد الحبكة الفنية الدرامية التي تجتذب المشاهدين. مشددين على أن المشكلة في المسلسلات التاريخية هي أن الأجيال الشابة تتابعها بشغف وتعرف منها التاريخ وتحفظه بصورة أكثر من المناهج الدراسية. ونوه عدد من المختصين بأهمية عرض مثل تلك المسلسلات على أساتذة التأريخ ليحكموا على صحتها وذلك قبل إنتاجها وتمثيلها لعرضها على الجمهور بشكل مزور للتاريخ .
من جهته عبر الدكتور سعد الغامدي المتخصص في التاريخ الإسلامي وعضو هيئة التدريس في قسم التاريخ بكلية الآداب في جامعة الملك سعود عن غضبه من الأخطاء الموجودة في "مسلسل أبناء الرشيد الأمين والمأمون " مؤكدا أن 95 في المائة من المسلسل يحتوي على أغلاط تاريخية ويعتمد على روايات ضعيفة غير موجودة في المصادر التاريخية المعروفة. مشيرا إلى أن الهدف من المسلسل التاريخي عادة ما يكون لرغبة المؤلف في التعبير عن موقف أو قضية سياسية أو إيصال رسالة للجمهور أو كهروب من الرقابة والمنع من قبل المسؤولين، فيلجأ إلى تناول فترة من التاريخ عن طريق مسلسل ويقحم في المسلسل ما يشاء من أفكار وتوجهات دون مراعاة منه بأن هذا تشويه وتزوير للتاريخ. ولفت الغامدي في حديثه إلى المشكلة الكبيرة التي تكمن في الأطفال والأجيال الشابة حينما يشاهدون المسلسل فإنهم يتأثرون به بشكل أكثر من المناهج الدراسية، وهو ما يخلق لهم بلبلة وعدم فهم للأمور على حقيقتها. ويشدد المختص في التاريخ الإسلامي على أهمية أن تعرض مثل تلك المسلسلات قبيل إنتاجها وتمثيلها على متخصصين وذلك كنوع من التحكيم لتلك المسلسلات للتقليل من الأغلاط التاريخية الموجودة فيها والتي تؤدي إلى تزوير التاريخ في عقول غير المتخصصين المتابعين لتلك المسلسلات ولمنع تشويه التاريخ في عقول الأطفال.
من ناحيته أوضح الدكتور حسن عبد الوهاب سليم المتخصص في فترة الحروب الصليبية وعضو هيئة التدريس في كلية الآداب في قسم التاريخ في جامعة الملك سعود أن المسلسلات التاريخية تحتوي على أحداث غير حقيقية ولا تمت للتاريخ بصلة. مشيرا إلى أن مؤلف المسلسل يعمد إلى إضافة أحداث كنوع من التشويق والإثارة لجذب الجمهور دون مراعاة للإنصاف التاريخي ووصف سليم حجم المشكلة بأنه كبير لأن تلك المسلسلات هي التي تعلق في ذاكرة المشاهدين خاصة الأطفال بخلاف مناهج الدراسة والتي تنسى فورا وهو مايؤدي إلى فهم التاريخ بصورة مغلوطة ومزورة. مشيرا إلى ضرورة تشريع نظام يجبر مؤلف المسلسل التاريخي على عرضه على أساتذة متخصصين في تلك الفترة لتحكيم المسلسل ومنع أي تزوير بالأحداث فيه حتى لا يحدث تشويه للحقائق في عقول المشاهدين.
من جهة أخرى عبرت الأستاذة فوزية البابطين معلمة التاريخ عن استيائها مما يعرض من مسلسلات يقال عنها إنها تاريخية. مشيرة إلى أن تلك المسلسلات تعتمد على الحبكة الفنية والدرامية لجذب الجمهور وإضافة نوع من التشويق للأحداث دون مراعاة صحة تلك الأحداث وتأثيرها في عقول الأطفال، مشيرة إلى أن العديد من الطالبات ممن يشاهدن المسلسلات التاريخية يختلط عليهن الأمر و كثيرا ما يحفظن التاريخ من تلك المسلسلات دون اعتقاد منهن باحتمالية خطأ ذلك المسلسل من الناحية التاريخية وهو ما يحدث مشاكل لهن خاصة لو تصادم ماجاء بالمسلسل مع ما جاء في المنهج التاريخي. وتضيف حول نقطة تعارض المنهج مع المسلسل قائلة:" أجيب طالباتي بأن المسلسل عمل فني أولا وأخيرا و يحتمل الكثير من الأخطاء". وتقترح فوزية بالإضافة إلى تحكيم المسلسل عبر متخصصين أن تكتب في مقدمة المسلسل جملة "المسلسل عمل فني يحتوي على إضافات درامية غير الحقائق التاريخية" كتوعية للمشاهدين بأن هذا العمل ليس تجسيدا للتاريخ.

الأكثر قراءة