توزيع القيادة .. ما يحتاج إليه القادة الناشئون وما يفتقرون إليه

توزيع القيادة .. ما يحتاج إليه القادة الناشئون وما يفتقرون إليه

شاع استخدام مصطلح القيادة في الشركات في الفترة الأخيرة. يتجاوز هذا المصطلح معنى إدارة الآخرين، فالقيادة لا تكون بمجرد المنصب وإنما هي فن يتيح لمن يجيده القدرة على التأثير في الآخرين وتحفيزهم وتمكينهم من الإسهام في زيادة فعالية المؤسسة التي يعملون فيها ونجاحها.
طرأ تغير كبير في ثقافة القيادة، فالقادة الناشئون اليوم من المناصب التي كان سابقوهم يسعون إليها في السنوات الماضية. يناقش الكتاب الطرق التي يمكن أن يستخدمها القادة الكبار في المؤسسات للاتصال بالقادة الناشئين في مؤسساتهم.
لا يزال العديد من القادة الكبار الذين تدربوا على القيادة بالأساليب التقليدية متشبثين باستخدام هذه الأساليب بما فيها الاعتماد على إلقاء الأوامر والتحكم على الرغم من كل ما يسمعونه عن أهمية تمكين الموظفين في المؤسسة وإعطائهم قدرا مناسبا من المسؤولية ليتمكنوا من العمل بجد ولاستخراج كل ما لديهم من طاقات وأفكار.
يحتوي الكتاب على قصة مشوقة لشركة تدعى بروكريم، يواجه قادتها تحديا برسم طريقهم للوصول إلى العالمية في المستقبل. يدمج الكتاب بين حكاية القصة ودراسة مفهوم القيادة من ناحية ربط جيلين من القادة المخضرمين منهم والجديد ويعلمهم كيف أن العلاقات مع الآخرين هي الطريق إلى تحسين الأداء في المستقبل.
يتعثر العديد من المؤسسات في محاولاتها اختيار وتحديد جيلها المقبل من القادة ويؤمن الكثيرون بأن هذا التعثر بسبب أزمة في القيادة. يناقش الكتاب موضوع وجود مثل هذه الأزمة أيضا. ويتناول الكتاب قدرة المؤسسات بقادتها الحاليين على إنتاج قادة أقوياء في المستقبل، فقد ولت الأيام التي كان يقتصر فيها معرفة جدول أعمال الشركة على عدد قليل من العاملين فيها. وبالتالي صار القائد يحتاج إلى الكثير من العلاقات مع الآخرين لينجح في دوره القيادي. يساعد الكتاب القارئ على تكوين العلاقات التي يحتاج إليها من أجل ضمان نجاح مؤسسته.
لقرون خلت كانت عملية تنظيم الجهد البشري تتطلب استخدام التنظيم الهرمي لتحديد وتوزيع الأدوار المختلفة التي يلعبها القادة خاصة في الأنظمة المعقدة. كذلك كان مفهوم القيادة في الأنظمة العسكرية أداة فعالة لتحديد صاحب الأمر والنهي.
يستعرض الكتاب التشبيه التقليدي للشركة على أنها كالجسم الذي يتحكم فيه العقل بتحركات باقي الأعضاء، مشيرا إلى أن هذا التشبيه وإن كان حقيقيا في الماضي فإنه لا يمكن تطبيقه على الشركات المعاصرة. يرى مؤلف الكتاب أن قادة الشركات اعتادوا على لعب دور القيادة وإعطائهم الكثير من السلطة أكثر مما يحتاجون لأداء مهامهم.
يقترح الكتاب تعديل قدر السلطة الممنوحة للقادة الحاليين في المؤسسات لإفساح الفرصة لقادة المستقبل للتدرّب على المهام التي يكلف بها القادة في الأنظمة التقليدية ولصقل مهاراتهم القيادية.

الأكثر قراءة