رسالة الخطأ

  • Notice: unserialize(): Error at offset 8 of 9 bytes in variable_initialize() (line 1202 of /var/www/html/includes/bootstrap.inc).
  • Search is temporarily unavailable. If the problem persists, please contact the site administrator.


ألف باء الأسهم

القاهرة مزدحمة بالعرب وهموم العرب، وكنت قد قدمت محاضرة هنا في لقاء ثقافي في أقدم حضارات الأرض ثقافة وأدباً. على ذكر المحاضرات تنفذ هيئة السوق المالية سلسلة ورش عمل في أكثر من 14 مدينة سعودية لرفع معدلات الوعي الاستثماري لدى المتعاملين والذي يتجاوز تعدادهم ثلاثة ملايين ونصف مليون متداول، بتمويل مشترك بين الهيئة وتسعة بنوك محلية. الحمد لله أن وعي المستثمر أصبح اليوم يهم الهيئة ولذلك فهي تنسق لإعداد 81 محاضرة عن استراتيجيات الاستثمار في أسواق المال وكيفية قراءة القوائم المالية وميزانية الشركات ولمحة عن نظام السوق المالية ولائحة سلوكيات السوق. لا شك أن توقيت هذه المحاضرات مهم جداً وخاصة أن سوق الأسهم السعودية تدخل اليوم مرحلة جديدة تعيد فيها قوى السوق ترتيب أهدافها ومحافظها وتنظيم تصوراتها المستقبلية لنهاية أعمال الربع الثالث من العام الجاري. لعل المستثمر يستفيد من هذه الحملة ويتخذ قراراته الاستثمارية وفقاً لقراءات مالية موضوعية بعيدة عن الاعتماد على الشائعات لحماية استثماره من القرار العشوائي.

هناك مثلاً استفسارات عن القرارات الصعبة التي يواجهها المستثمر عند شراء أو بيع الأسهم. إن هذه القرارات في الغالب تتم بناء على رأي أو توصيات محللين أو أكاديميين، والتي بدورها تكون مبنية على معلومات وأرقام افتراضية وإحصائية بحتة، أو مستخلصة من القوائم المالية للشركات المعنية، والتي قد تكون "مفبركة" بحسن نية أحياناً وبغير ذلك أحياناً أخرى. نشر الوعي بين المستثمرين حول ماهية وكيفية قراءة إشارات التحليل الفني هو هدف جيد، إلا أنه من غير المقبول تغييب التحليل الأساسي وهو الأكثر أهمية. العوامل التي تتحكم في قرارات الكثير من المستثمرين عادة ما تكون النصيحة الشخصية أو النشرات التي تبثها وسائل الإعلام، أو الكتيبات التي تصدرها الشركات، أو شائعات ربما تكون مضللة وتهدف في الدرجة الأولى إلى الترويج لأسهم شركة معينة في فترة معينة. لعل حملة التوعية تشرح كيفية اتخاذ القرار المناسب وطريقة حساب أرباح الشركات المحققة والمتوقعة، خلفية علاوات الإصدار، القيمة الدفترية لسهم الشركة، النمو في أداء الشركة، ومديونيات الشركة مقابل ملاءتها.
هناك أيضاً تساؤلات عن احتمال تصنيف الشركات المدرجة في السوق إلى مجموعتين (رئيسية وثانوية)، أو ثلاث أسواق (رئيسية، موازية، وثانوية) ولعل المحاضرات تشرح توجه الهيئة في هذا الأمر. كذلك وردت تكهنات عن موعد هذا التقسيم وعلاقة ذلك بوصول (أو عدم وصول) السوق إلى العمق الكافي من ناحية تعداد الشركات والأسهم المتداولة، وشروط اكتمال الكفاءة القيادية في مجالس إدارات شركات في السوق، وكذاك أهمية العوامل التنظيمية والتشريعية في السوق. في حال قسمت السوق إلى ثلاثة أقسام، قد تكون أسهم شركات العوائد ضمن الشركات المدرجة في السوق الرئيسية، فيما تكون أسهم الاكتتابات الحديثة في السوق الموازية، وتنطوي أسهم المضاربة ضمن الأسهم المدرجة في السوق الثانوية. تصنيف الشركات يعطي دلالات مهمة للمستثمر في تحديد جهة استثماراته بناء على مقدار الخطورة التي يعكسها وجوده في إحدى السوقين أو الثلاثة.
من المفيد أيضاً أن تؤكد المحاضرات أهمية إفصاح الشركات بموجب أنظمة الشركات السعودية عن نتائج الأعمال والأنشطة والمشاريع ومعدل الأرباح أو الخسائر المحققة. التوقيت ملائم جداً ولاسيما أن الربع الحالي يشهد تطبيق أنظمة هيئة السوق المالية الجديدة المتعلقة بإلزام الشركات الإفصاح الكامل والعادل والشامل عن النتائج المالية بشفافية وتعريف المساهمين بمدى ربحية الشركات من أنشطتها التشغيلية. هناك استفسارات عن أسباب وتداعيات ارتفاع أسعار أسهم المضاربة، وأثر ذلك على حجم المخاطرة في الشركات التي تسجل مكرراتها الربحية بالسالب. لقد تكررت حالات الشركات الخاسرة دون ربحية حقيقية مع ارتفاع غير مبرر في قيمتها السوقية. قد يكون من المفيد أن يتم توضيح أسباب هذا الارتفاع والذي قد يكون نتج عن عامل المضاربة البحتة نظرا لقلة عدد أسهمها وسهولة السيطرة عليها من ضمن أمور أخرى. الهدف في نهاية الأمر هو التسويق الإيجابي لنشر التوعية الاستثمارية لدى المتداولين.

اقتصاد تسويق
مبادئ التسويق تنقسم إلى ثلاثة أقسام: ترى فتاة جميلة، تذهب إليها وتقول: "أنا غني جداً، هل تتزوجيني؟" هذا تسويق مباشر. ترى فتاة جميلة، أحد أصدقائك يذهب إليها ويقول لها مشيراً إليك: "هو غني جداً، تزوجيه" هذه حملة دعاية. ترى فتاة جميلة، تذهب إليها وتأخذ رقم هاتفها وفي اليوم التالي تتصل بها وتقول: "أنا غني جدا، تزوجيني". هذا تسويق عن بعد.

باحث اقتصادي
<p><a href="mailto:[email protected]">alamiaa@yahoo.com</a></p>

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي