نجمة البحر والعنكبوت: القوة الكاسحة للشركات التي لا قائد لها
بعد خمس سنوات من البحث عن أسباب تميز بعض الشركات ووصولها القمة، توصل مؤلفا الكتاب إلى أن المؤسسات تنقسم إلى فئتين: الفئة الأولى هي العناكب التقليدية، وفي هذه الشركات يكون هناك ترتيب إداري صارم وتتبعا قيادي من أعلى إلى أسفل، وهناك نجوم البحر، وهي الشركات الجديدة التي تقوم على قوة العلاقات بين العاملين فيها على اختلاف مستوياتهم الإدارية.
يستعرض الكتاب ما يحدث عندما تقوم إحدى الشركات المنتمية إلى فئة نجوم البحر بشراء شركة من نوع العناكب. كما يتناول الكتاب تعلم المؤسسات التقليدية كيفية دمج أساسيات العمل في الشركات من فئة نجوم من أجل تحقيق النجاح.
يهدف الكتاب إلى تزويد القراء بالمعرفة الخاصة بأهم القوى التي تربط بعضا من أكثر الشركات المعاصرة نجاحا. هكذا يعقد الكتاب مقارنة بين نوعين من الشركات يشبه المؤلفان أحدهما بالعنكبوت الذي يصاب بالشلل عن الحركة إذا ما قطعت أرجله، وبالطبع يموت إذا ما قطعت رأسه.
أما النوع الثاني من الشركات فيشبهه الكتاب بنجمة البحر التي يمكن أن تنمو لها قدم أخرى إذا ما قطعت إحدى أقدامها، وفي الوقت نفسه فإن القدم المقطوعة يمكنها النمو لتصبح نجمة بحر جديدة كاملة.
فعلى الرغم من أن نجمة البحر والعنكبوت يتكونان من التركيب الأساسي نفسه، وهو جسم مركزي تخرج منه عدة أطراف، إلا أن التركيب الداخلي لهما مختلف إلى درجة كبيرة. فالمؤسسات اللامركزية مثل الإنترنت وقبائل الأباتشي، وهي من الهنود الحمر تتركب من العديد من الوحدات الأصغر القادرة على العمل بمفردها والنمو والتكاثر مستقلة عن الوحدات الأخرى، ما يجعل من الصعب على القوى الخارجية أن تفرض سيطرتها عليها أو أن تهزمها.
يستعرض الكتاب وجهات نظر جديدة في موضوع الإدارة بين المركزية واللامركزية، كما يقدم ثلاث تقنيات للفوز في المنافسة مع شركة تطبق نظام الإدارة اللامركزية، وهذه التقنيات باختصار هي: محاولة تغيير أيديولوجية المنافسين، أو إجبارهم على التحول إلى مؤسسات تتسم بمركزية الإدارة، أو أن تتحول الشركة نفسها إلى نظام اللامركزية.
كما يتناول الكتاب بالتحليل واحدة من أكبر المؤسسات الإرهابية في العالم، وهي منظمة القاعدة، على الرغم من أن النظام الإدارى الذي تطبقه هذه الجماعة هو نظام مركزية الإدارة، ما يقلل من وجهة النظر التي يقدمها الكتاب والقائلة إن الجماعات التي تدار بأسلوب لا مركزية الإدارة أكثر نجاحا وفعالية وقدرة على التعافي من الكوارث والتأقلم مع الظروف المتغيرة أكثر من تلك التي يسود فيها أسلوب المركزية الإدارية.