"شجرة" عافت.. يشاهدها الأعمى ويسمعها الأصم!
شجرة "عافت": تحية متأخرة لشاعر متقدم
(5)
صار الغصن المتدّلي:
صبح يصلي!
عصفورين، اللي طاروا ..
صاروا:
آمين!
- تقرأه بهذا الشكل :تحاول أن تبتكر عنوانا آخر لهذا النص ..وبعد ألف محاولة جادة، ستصل إلى أن العنوان الوحيد والفريد لهذا النص هو عنوانه "شجرة" .. والذي هو جزء مهم من النص. أتذكر (أيام العمل في فواصل) العدد الهائل من النصوص الشعبية التي تأتي دون عناوين، ومرفق معها هذه الملاحظة (أنتم حطّوا لها عنوان!!).
- "فهد عافت" وبعشر كلمات قال ما لم يقله الآخرون بآلاف الكلمات.
- لست ناقدا، ولكن، أجزم أن لي ذائقة جيدة تمنحني الحق بأن أقول أن هذا النص القصير (الطويل بما فيه): أجمل وأعظم و"أشعر" ما كُـتب بالعامية العربية (فيما قرأته حتى الآن).
(4)
تقرأه بهذا الشكل:
صار الغصن المتدلي : صبح يصلي .... عصفورين اللي طاروا صاروا:
آمين!
- وتكتشف موسيقاه الرائعة.. بعد أن "لبننه" عافت، سترى "الرحابنة" ومعهم "فيروز" ترفع العتاب والموال إلى سماء "العصفورين اللي طاروا.."، ولا تدري أيهما استدرج الآخر لطقسه: عافت أم فيروز؟
هل "شجرة، غصن، عصفورين، صبح" هي التي استدرجت "عافت" إلى هذا الإيقاع الفيروزي ليتحوّل إلى "شحرور"؟... أم أن "عافت" هو الذي استدرج "فيروز" لتصبح "شجرة"! لا أعرف؟! الذي أعرفه أن "عافت"، حتى عندما يتم استدراجه، هو "يُستدرج" بمزاجه، وبوعي تام بطبيعة المكان الذاهب إليه .
(3)
تقرأه بهذا الشكل:
)صـ)ـار الغـ(صـ)ـن المتدلي (صـ)ـبح يـ(صـ)ـلي
عـ(صـ)ـفورين اللي طاروا.. (صـ)ـاروا : آمين!
هل لاحظتم حضور حرف ( الصاد ) في هذا النص؟ هل سمعتم (صوت) العصفورين اللي طاروا؟ .. إن لم تسمعوا، أعيدوا القراءة.
حرف (الصاد) أخبرني :أن فهد عافت خبّأ الكثير من العصافير داخل هذا النص!
(2)
هذا النص: يُـقرأ ويُسمع ويُـشاهد..ومن لم يستطع أن (يشاهده) و(يسمعه) بعد (قراءته)، فهناك خلل ما في حواسه وذائقته !
(1)
"عافت" كتب هذا النص البهي، الأخاذ، المليء بالشعر من عنوانه حتى آخر نقطة فيه: بعشر كلمات!، حاولت أن أقرأه لكم، وبشكل جيّد، بـ (296) كلمة!.. كم هو تعيس هذا النثر ..كم هو بهي هذا الشعر!
(0)
ترى، إلى أي الأشجار تنتمي هذه الـ"شجرة"؟