"شائر المليون": سيولة ضخمة.. طاقم أجنبي.. وغضب خليجي

"شائر المليون": سيولة ضخمة.. طاقم أجنبي.. وغضب خليجي

"شاعر المليون" برنامج تلفزيوني جديد تتحضر قناة أبو ظبي الفضائية لبثه الشهر المقبل، تقوم فكرته أساسا على رواج "الشعر النبطي" لدى الشرائح الخليجية المختلفة وقبوله التسويقي العالي لدى هذه الشرائح، ويهدف المشروع كما أعلن القائمون عليه إلى "توسيع قاعدة الشعر النبطي، والمحافظة على تراث الشعر النبطي، وإبقائه حيا"، وسيدعم المشروع كما أوضح هيئة أبوظبي للثقافة والتراث وشركة "بيراميديا" المنفذة للمشروع.
ومع بوادر هذا المشروع بدأت أصوات كثيرة تعلو من المهتمين بالشعر المحكي حول تسبب الموضوع بإرجاع صوت هذا الشعر إلى الوراء مئات السنين، خصوصا وأن "الكتاب باين من عنوانه"، والقائمون على المشروع لا يملكون أي خلفية عن مسيرة الشعر المحكي الذي قفز كثيرا بحركات تجديدية قام بها شعراء كثر للنهوض بمستوى الشعر المغلق على بيئته، وهو ما سيعيده هذا البرنامج حسبما أكد منظموه.
البرنامج بدأ بتوزيع نشراته الإعلامية على وسائل الإعلام، وهو ما أثار حفيظة بعض المهتمين، عندما علموا من خلال هذه النشرات أن 90 في المائة من القائمين على هذا البرنامج فنيا هم من الأجانب (غير الناطقين باللغة العربية)، فيما يغلب على البقية أنهم من جنسيات عربية لا يفقهون في الشعر العامي الخليجي شيئا!
الشاعر والصحافي هاني الظاهري قال رأيا حادا حول هذا الموضوع، يقول هاني: "قد يجهل البعض الأسباب الحقيقية التي تجعل من هذه المسابقة كارثة على الشعر الشعبي في الخليج، رغم أنها تقدم نفسها كناصر للقصيدة الشعبية في إعلاناتها المتناثرة هنا وهناك وفي أحاديث منظميها من خلال مؤتمرهم الصحافي الذي عقدوه ليبينوا مدى الجهد المبذول لخروج هذه المسابقة، وأنا أعتقد بكل أمانة أن اللجنة المنظمة وقعت في فخ كبير إذا افترضنا حسن نواياها وهو فخ قصر الرؤية وعدم إدراك تاريخ المسيرة الشعرية الشعبية في الخليج خلال العقدين الماضيين!".
ويؤكد الظاهري أن ما ذكره يتجلى من خلال انطلاق هذه المسابقة من مرجعية "متخلفة" ورؤية قاصرة للشعر الشعبي تجعل منه "فلكلورا" لا عملاً إبداعيا، مشيرا إلى أنه لم يستغرب عندما اتخذت المسابقة بيتين من الشعر للشاعر الراحل "بن ظاهر" شعارا لها، كانا في عهد قائلهما مقبولين ويمثلان البيئة الخليجية قبل عقود زمنية بعيدة، لكنهما الآن يمثلان ضربا من "التخلف" و "الرجعية" الشعرية حسبما قال، وينمان عن رغبة المنظمين في قذف الحركة الشعرية الشعبية في الخليج بأكملها 200 سنة إلى الوراء.
عبد الله الفلاح شاعر كويتي وأشرف على عدد من الملفات الصحافية المتخصصة في الشعر العامي ذهب إلى الاتجاه نفسه الذي ذهب إليه صاحبه، وقال: "لمناقشة نجاح هذا البرنامج من عدمه يجب أن أذكر كومار بائع البخور المتنقل في حينا، فهو يستخدم الشعر الشعبي لجذب زبائنه بغنائه لهم أبياتا لا يفهم معناها وقد لا يفهمه بعض من يسمعونه لأنه يقول الشعر بلكنة هندية مكسرة"!.

الأكثر قراءة