جملة إسمنتية

جملة إسمنتية

ردود أفعال الجميلين على صفحات "بالمحكي" في أول ظهور لها الأسبوع الماضي، علامة تستحق أن توضع في القلب ويُغلق عليها بـ"ترباس"، حتى لا تُنسى ولا تضيع، لتظل حافزا دائما لبلوغ الأفضل من سابقه بإذن الله، إلا أن ما استثار هذه المقالة رسالة مؤدبة من قارئ محب رفض مبدأ الاستفادة من الشعر كوسيلة لجذب القراء، مستدلا بذلك على جملة من المقالة السابقة قلت فيها: "هدفنا المعلن البسيط هو خدمة أنفسنا والصحيفة التي ننتمي إليها، بإيراد شيء محبب قراءته للناس الذين يمثلون قراء الصحيفة".
أنا لا ألوم هذا القارئ الجميل على عتبه وتعجبه من الصراحة التي افتقدها فترة ليست ببسيطة مما يتلقى من معطيات ساحته الشعرية بمطبوعاتها وصفحاتها، فقد تعود لفترة تقارب الـ20 عاما على جُمل وأهداف إسمنتية لا تقبل التغيير، مثل "هدفنا خدمة الموروث الشعبي"، وهذه الجملة قالها كل مسؤول صفحة أو مسؤول مجلة أو صحيفة تُعنى بالشعر، حتى أصبح "شق" الفهم أكبر من رقعة "الصراحة"!
يا سيدي، نحن الآن في زمن أكثر انفتاحا من السابق، حتى الحكومات العربية أصبحت تميل فيه إلى الشفافية، وتريدني أن أبقى على عقلية أقلام الرصاص الصحفية؟! لا يا "عمي"، والله إننا نسعى إلى النجاح الذي يضيف لنا كمطبوعة وأسماء، بشكل محترم وبعيد عن الابتذال، وهي معادلة لا تعني الخروج من تقديم جهد جميل ومُتابع من الجميع، ولكنه يحتاج إلى نَفَس طويل لمتابعه، قد يحكم بعد زفير هذا النفس أن الصراحة أكثر جمالا من خيالات مؤطرة بـ "كذب".
أطلب منك يا سيدي القارئ أن تتابع ما يعجبك، وتترك ما لا يعجبك، إن لم نعجبك في "بالمحكي" فلا تتابعنا، وإن أعجبناك فارض بصراحتنا ولو رأيتها وقحة بعض الشيء!

[email protected]

الأكثر قراءة