لغة الإشارة.. يستخدمها الشعراء ولا يفقهون معناها!
تظل الحركات المصاحبة للشعراء أثناء إلقاء قصائدهم، محل اهتمام كبير بالنسبة للجمهور، حيث ينشغل الوجدان بالتعامل مع الشاعر عبر قصائده ومعانيها، في حين أن حركة اليد تعتبر ذات دلالة كبيرة، تعكس البعد النفسي لدى الشاعر.
ومن خلال متابعة لبعض الشعراء وجدنا أن هناك أنواعا لحركات اليد تعكس شخصية الشاعر وانفعالاته الداخلية أثناء الإلقاء، أولى هذه الحركات حركة اليدين في وقت واحد، وغالبا لا يفعل ذلك سوى الشعراء الذين يحفظون قصائدهم، ويمتازون بذاكرة جيدة تحضر أثناء الإلقاء.
أما البعض الآخر من الشعراء فيستخدم يدا واحدة، بشكل يتمثل في رفع اليد أو إنزالها عبر حركات غير منتظمة وبشكل متتابع، ولعل الشاعر خلف بن هذال العتيبي أبرز من يستخدم يده أثناء الإلقاء خاصة في القصائد الوطنية التي اشتهر بها، ويبدو أن اندماج الشاعر بهذا الانفعال الوجداني أثناء الإلقاء هو السبب حين كسر كأس الماء الذي كان أمامه وهو يلقي إحدى قصائده.
وعلى الجهة الأخرى نجد أن الحماس المبتذل من بعض الشعراء قد يفسد على الجمهور متعة الاستماع والإنصات، في الوقت الذي نجد فيه البعض الآخر، يتعرض لمواقف طريفة أثناء إلقائه وهو يومئ بيديه منسجما مع القصائد التي يلقيها، وقد حدث أن سقط "شماغ" الشاعر ياسر التويجري من رأسه وهو يلقي قصيدة أمام الجمهور حيث أفقدته حركات يديه القدرة على البقاء بشكل ثابت، فبدأ جسمه بالاهتزاز حتى سقط "شماغه".
وفي اتصال لـ "بالمحكي" مع الشاعر ياسر التويجري وسؤاله عن حركة يديه الشهيرة، قال إن تلك الحركة غير مصطنعة، مشيرا إلى أنه لم يلحظ إن كانت حركة يديه خارجة عن التعبيرات الفعلية للقصيدة.
ويرى مجموعة من الشعراء أن قوة الصوت وغرض القصيدة أهم المؤثرات التي تجعل الشاعر يحرك يديه باستمرار فهم يرون أن القصيدة الموجهة للمحبوب لا يمكن أن تكون ذات حركات كثيرة فهي تدل على الحب والمسالمة، وتتركز حركات اليد باتجاه الصدر الذي يضم القلب، بينما قصائد الفخر والهجاء والحماسة لابد أن تكون فيها اليد حرة طليقة تعبر عن المشاهد التي تحويها القصيدة بانفعال يعتبر مساعد لإيصال الفكرة.