المرأة شريك أساسي في أي عمل تنموي يراد له النجاح في المنطقة العربية
أكدت الدكتورة معصومة المبارك أول وزيرة عربية تتقلد منصب وزير النقل والمواصلات أن اختيارها هذا المنصب يأتي تجسيدا للأهمية التي تحتلها المرأة الكويتية داخل مجتمعها ويعكس مدى مشاركتها في عملية التنمية بجانب الرجل، إلى جانب أنه يمثل مؤشرا حيويا ومهما على قدرة المرأة الخليجية والعربية على خوض كل تجربة جديدة في العمل، متى منحت الفرصة اللازمة لذلك.
وقالت المبارك في حوار مع " الاقتصادية "، إن المرأة شريك أساسي في أي تنمية اقتصادية واجتماعية وسياسية يراد لها النجاح في المنطقة، على اعتبار أنها تشكل نسبة كبيرة من عدد السكان، إلى جانب أنها أكثر المتضررين من سنوات التراجع العلمي والثقافي الذي شهدته الدول العربية على مدى سنوات عجاف مضت.
وتطرقت الوزيرة الكويتية إلى تجربتها في مجال العمل، وعدد من القضايا النسائية الإقليمية المهمة فإلى تفاصيل الحوار:
تعد وزارة النقل والمواصلات من الوزارات المهمة ويتطلب العمل فيها مجهودا ضخما، فهل تمثل هذه المسؤولية تحديا جديدا لك، وللمرأة العربية عموما؟
في الحقيقة تكليفي بهذا المنصب شرف كبير لي وهو يعد المحطة الثانية في مشوار عملي كوزيرة ولكنه ليس بالبعيد عن مسؤولياتي في المنصب السابق حيث كنت أعمل وزيرة للتخطيط، إذ تتولى وزارة التخطيط العمل على توجيه التنمية الاقتصادية والاجتماعية في الدولة، كما تختص الوزارة بجمع وإعداد وتحليل البيانات المتعلقة بأوجه النشاطات الاقتصادية والاجتماعية في الدولة, وقد ساعدتني هذه الخبرة في وزارة التخطيط كثيرا وشجعتني على قبول تولي وزارة المواصلات.
ما أهم اختصاصات وزارة المواصلات في الكويت؟
تختص الوزارة بالإشراف العام على النقل البري والهيئة العامة للطيران والبحري والموانئ، إضافة إلى توفير البنية التحتية اللازمة لخطط التنمية المستقبلية، من شبكات طرق وغيرها، إذ إن تطور أي قطاع حيوي في البلد هو مرتبط بكل تأكيد بتطور قطاع النقل.
ما أحدث المشروعات التي تقوم وزارة المواصلات الكويتية بدراستها ؟
من أهم المشروعات التي تهتم بها الوزارة مشروع المخطط العام الهيكلي للسكك الحديدة ومترو الإنفاق في الكويت وذلك بالتعاون مع إحدى الشركات الأسبانية، إذ يشكل هذا المشروع أحد أهم مهام وزارة النقل للسنوات القليلة المقبلة.
وما طبيعة المشكلات التي يواجهها قطاع المواصلات في الكويت؟
كغيرها من البلاد توجد بعض المشكلات المتعلقة بالزحام, ولذا تحاول الحكومة إيجاد بدائل للنقل الداخلي من والى مدينة الكويت,ولهذا نحاول توفير وسائل نقل إضافية كالسكك الحديدية والأرضية المعلقة ومترو الأنفاق التي تعمل في قنوات تحت الأرض.
وماذا عن العمل العربي المشترك في مجال المواصلات والنقل؟
نحرص دائما على تعميق التعاون العربي في مجال النقل والمواصلات وشاركنا في اجتماعات وزراء النقل العرب بمقر الجامعة العربية منذ أسابيع, وأكدت الكويت أهمية الربط بين شبكات السكك الحديدية في الدول العربية وضممنا صوتنا إلى باقي الأشقاء العرب بضرورة التصديق على الاتفاقية العربية لتنظيم نقل الركاب على الطرق بين الدول العربية تمهيدا لدخولها حيز التنفيذ.
كان للكويت دور مهم في دعم لبنان خلال الاجتياح الإسرائيلي للبنان وبعده حديثنا عن طبيعة هذا الدعم؟
لبنان بلد شقيق وغال على قلب كل عربي ومنذ بدء الاجتياح حرصت الكويت على مساندة لبنان حيث قدمت الكويت دعمها لإعادة إعمار مرافق لبنان خاصة في مجال تقديم الخبرات الفنية والتأكيد على ما قرره الاجتماع الاستثنائي للمجلس الاقتصادي والاجتماعي الذي عقد في بيروت خاصة إعفاء الشاحنات اللبنانية من الرسوم والعبور في أراضي الدول العربية لمدة عامين وإعفاء المنتجات اللبنانية من رسوم الموانئ والتخزين لفترة ثلاث سنوات.
تحرص وزارة المواصلات الكويتية على تحديث البنية التحتية للاتصالات والمعلومات فما الدور الذي تقوم به الوزارة في هذا الشأن؟
بالفعل تهتم وزارة المواصلات الكويتية بهذا المجال لذلك تحرص الكويت على تطوير قدرة كل أفراد المجتمع خاصة النساء أو الشباب وذوي الاحتياجات الخاصة وتطوير التعليم, حيث تم إنشاء هيئة خاصة لمتابعة تنفيذ مشروع الحكومة الإلكترونية ومشروع إنشاء المدينة العلمية ومشروع إدخال التعليم الإلكتروني واستخدام الإنترنت لجميع مراحل التعليم.
إذا انتقلنا إلى وضع المرأة العربية والكويتية داخل مجتمعها كيف تقيمينه؟
وضع المرأة الكويتية رائع ومميز وعطاؤها ملموس داخل الكويت وخارجها, وأي مكسب للمرأة الكويتية هو في الحقيقة مكسب للمرأة العربية، كما أنني ومن خلالكم أستطيع القول إن ما شهدته الساحة النسائية العربية في السنوات الأخيرة، ومنها دولة الكويت، يشكل إنجازا مميزا لم تستطع المرأة العربية تحقيقه منذ زمن بعيد.
إذ ساهم تحرك المرأة نحو التعلم ومن ثم مجالات عمل أوسع، في عدد من الدول العربية، وكذلك قيامها باقتحام العمل السياسي والاجتماعي، ومشاركتها الفعالة في الكثير من المحافل الوطنية والإقليمية والعالمية، في كسر الكثير من القواعد الجامدة، والتي كانت سببا في تحييد المرأة عن العمل والعطاء، والمشاركة في التنمية الوطنية.
وماذا ينقص المرأة الكويتية؟
هناك بعض الحقوق الاجتماعية التي تحرم منها المرأة الكويتية فبعض الحقوق سنت في شكل يبخس المرأة حقوقها مثل قانون الخدمة المدنية وغيرها مما يتضمن تمييزا ضد المرأة.
هل تؤيدين فكرة "الكوتة" أي أن تكون هناك حصة للنساء من مقاعد مجلس الأمة؟
بالتأكيد أؤيده وأعتقد أن الحد الأدني للمشاركة في مجلس الأمة هي 30 في المائة من عدد المقاعد.
ماذا عن نظرتك لمستقبل المرأة العربية ؟
أعتقد أن المرأة العربية، وكما قلت سابقا قطعت شوطا جيدا نحو العدالة الاجتماعية، إلا أنه لا يزال أمامها الكثير من المهام والمتاعب التي عليها المثابرة لتحقيقها، والاستفادة من المناخ العام السائد نحو تمكين المرأة في الوطن العربي.