عافت.. ليتسلّق المتسلّقون!

عافت.. ليتسلّق المتسلّقون!

عاد البركان الخامد لنشاطه، وغالبا ما تتسبب البراكين في هدم كل شيء حولها، لتكوّن بعد ذلك تربة خصبة تنبت فيها أجمل الأزهار والأشجار لعشرات من السنين.
فهد عافت.. ترك الصالح بعودته صالحا، وهذه ميزة البراكين الصحافية القوية والصادقة، بشظايا "شطحاته"، تحركت معظم الأقلام لانتقاد طريقة عودته ومكانها الذي اختاره، بل إن بعض الانتقادات لم يغب عنها طابع الشتم المبطّن أو حتى الصريح، والواقع أن حضور عافت سواء في قمّة الصحف - إن كان لدينا قمّة - أو في قاعها سيمغنط غيره ويثيره، ويحرك المياه التي ملّ السباحون والصيادون والسائحون والسمك من ركودها!
وكما هو ملاحظ أن كل من يكتب عن فهد بغضب أو بسخط أو بتهجّم مستفيد من هذه الكتابة لأنها تخص الرجل الأهم والأبرز في عالم الصحافة الأدبية المحكية، هذا الرجل الذي قدّم للشعر وللفكر ما لم يقدمه غيره في عصره، هذا الرجل الذي قدّم الكثير من الشعراء الذين لم تجيبوا عن اتصالاتهم ولم تهتمّوا بفاكساتهم ولم تبادروا بالوصول إليهم، هذا الرجل أقصد هذا القلم أقصد هذا الرجل الشعر، إن أصاب أفادكم وإن أخفق أيضاً أفادكم بإخفاقاته، فهي فرصة لتملّقكم وتسلّقكم واستعراض أشمغتكم الحديثة التي اشتريتموها أخيرا - مباركة عليكم- وعرضها في الصحف علّكم بعد ذلك تملأون الأعين ويوضع لكم اعتبار أو أهمّية.
يا عالمنا الصحافي الأدبي، قارنوا سيرتكم بمسيرتكم ودعوا الأتقياء أتقياء وإن أذنبوا غالبا/أحياناً - كما تحبون- لأنهم أفضل منكم في نتاجهم وإن اتقيّتم في حالات نادرة وغير ملموسة بل إنها غير محسوسة أيضا، ولم يسبق بأن شُهِد لها.
رغم كل ذلك تصورته كحالكم من الغطرسة والاعتقاد بالنفس والفلسفة المزعجة ووجدته كما يفترض أن يكون باستثناء جنونه الحميد ومسيرته التي تتماشى معه في كل خطوة يخطوها لتفرض احترام كل من يقابله ذات صدفة أو ذات موعد، وبمناسبة الصدفة: كيف حال الصدف معكم؟
نسيت أن أقول إن الهدف الرئيس من كتابتي هذه هو التسلّق!، ولكن "روقونا" وفكروا في تهذيب المسيرة، وفي معنى الرسالة الأدبية والصحافية على حد سواء، وسابقوه إلى الأفضل بدلا من وقوفكم على شكل طوابير عند سلّمه.
فهد عافت لم ينشر لي نصا ولا بيتا ولا حرفا، فهد عافت لم يعجبني في بعض حالاته، فهد عافت لا أحفظ له الكثير من الشعر، ولكن: فهد عافت.. فهد عافت.. فهد عافت.. هكذا ترددون اسمه ثلاث مرات في المرة .. أأنتم مجبرون؟

[email protected]

الأكثر قراءة