خبير تغذية يطالب وزارة الصحة بإعادة النظر في قرار فسح مشروبات الطاقة
فنّد خبير تغذية ما صدر أخيرا عن وزارة الصحة من إلغاء تحذيراتها من مشروبات الطاقة معتبرا هذا القرار غير صائب إضافة إلى أنه جاء في وقت يعاني فيه المجتمع من نقص كبير في ثقافته الغذائية.
واعتبر حبيب علي الحبيب –عضو الجمعية السعودية لعلوم الغذاء والتغذية- هذا التصريح "خطوة إلى الوراء" تتخذها وزارة الصحة مطالبا الوزارة بأن تعمل على تثقيف المجتمع غذائيا بدلا من أن تزيد الطين بلة –على حد تعبيره.
وأوضح الحبيب أن مشروبات الطاقة مادة غذائية تحتوي على نسب عالية من الكافيين, الجورانا, التورين, جلوكيور, نولاكتون, كربوهيدرات, ومواد أخرى ويتم تسويقها بادعاء إنها تنشط وتحيي الجسم والمخ وتحسن الأداء النفسي والجنسي وترفع المعنويات.
وأكد عضو الجمعية السعودية لعلوم الغذاء والتغذية أن هذه المميزات ما هي إلا ادعاءات لا يوجد لها أساس علمي وأنها مجرد تجارة. مضيفا أن الشبهات بدأت حول هذه المشروبات بعد وفاة شاب عمره 18 سنة في إيرلندا عام 2000، وكان الشاب قد توفي بينما كان يشارك في مباراة كرة سلة بسبب خلل في انتظام قلبي وحسب الشهود فإن الشاب شرب ثلاث علب من أحد المشروبات المنبهة قبل المباراة.
وأضاف الحبيب إلى ذلك حالة أخرى في السويد حيث مات هناك ثلاثة شبان عام 2001 بعد تناولهم مشروب الطاقة لممارسة نشاط رياضي.
لا تناسب الرياضيين
وأكد الحبيب أن المشروبات المنبهة غير مناسبة كمشروبات للأداء الرياضي أو ممارسة تمارين إذ إنها لا تشبه مشروبات الرياضة (ذات الفعالية الإسموزية المشابهة لسوائل الجسم) حيث إنها لا تفي بالمتطلبات الضرورية الموصى بها لمشروبات الرياضة (الإسموزية وتركيز الكربوهيدرات والإلكتروليتات) التي تضمن الحصول على الأداء الأمثل.
وأضاف الحبيب أن الكثيرين يجهلون التأثيرات السلبية المحتملة على أداء التمارين وتوازن السوائل خلال الأداء الرياضي والذي قد ينشأ عن تفاعل أو تدخل المكونات الرئيسة للمشروبات المنبهة، وأوضح أن مشروب الطاقة يحتوي على الآتي:
1 ـ الكافيين: يحتوي المشروب على 80 ملليجرام/ علبة من الكافيين وتناول الكافيين بكمية كبيرة مثل هذه يثير القلق والاهتمام خاصة فيما يتعلق بالتأثيرات الصحية الحادة للكافيين مثل زيادة ضربات القلب وارتفاع ضغط الدم والجفاف، وكذلك تأثيره في التصرفات والإدراك. ونظرا لارتباط الكافيين بأطفال ناقصي الوزن والإجهاض الذاتي عند استهلاك كميات عالية من الكافين فإن التوصيات تحث المرأة الحامل على ألا تستهلك كميات عالية من الكافيين.
2 ـ الجورانا: هي مادة شبيهة بمادة الكافيين وقد أشارت تقارير علمية إلى تأثيرات سامة مرتبطة بالجورانا في التجارب التي أجريت على الحيوانات. وتمنع إدارة الغذاء والدواء الأمريكية حاليا استخدام الجورانا في الأغذية والمشروبات كما أن الجهات التشريعية في المملكة المتحدة والدول الأوروبية تراجع أيضا سلامة استخدام الجورانا في المواد الغذائية.
3 ـ التورين: بالرغم من محدودية المعلومات المتوافرة عن التورين إلا أن هذه المعلومات تشير إلى عدم وجود دلائل على تأثيرات سلبية للتورين ولم تستطع اللجنة العلمية للغذاء في الاتحاد الأوروبي في تقريرها حول هذا الموضوع الوصول إلى قرار عن سلامة التركيز الحالي من التورين المستخدم في المشروبات المنبهة حيث يتطلب ذلك إجراء المزيد من البحوث عن هذا المكون.
مضاعفات على الحوامل والأطفال
وحذر الحبيب من تناول هذه المشروبات وخصوصا بالنسبة للنساء الحوامل والأطفال، حيث إن المواد المحتوية على كافيين عال لها تأثيرات سلبية في الحامل، وكذلك في الأطفال الذين تقل أعمارهم عن 16 سنة. وتتجلى هذه التأثيرات في سلبية في التصرفات مثل زيادة الإثارة وفرط التهيج والعصبية والقلق. وحذر من تناول المشروبات المنبهة عند ممارسة الرياضة والتمارين لإرواء العطش.
الجدير بالذكر أن وزارة الصحة السعودية كانت قد أصدرت بيانا تؤيد فيه مشروبات الطاقة معللة ذلك بأنها لا تحتوي على أي مواد مخدرة أو ضارة، وأكدت في بيانها عدم حصول أي وفيات نتيجة استخدام مثل هذه المشروبات، في الوقت الذي كانت الوزارة نفسها قد أطلقت تحذيرات سابقة بنتها على دراسات علمية تحذر من هذه المشروبات وخطرها، خاصة على الأطفال.