الأربعاء, 23 أَبْريل 2025 | 24 شَوّال 1446


أطفالنا وعاداتنا الغذائية

تلعب العوامل النفسية والاجتماعية والمادية والثقافية دوراً كبيراً في غرس العادات الغذائية لدى الطفل وتشكيل هذه العادات منذ السنوات الأولى من عمره عن طريق الأبوين, وتعتبر الأم المدرسة الأولى التي يكتسب منها الطفل عاداته الغذائية سواء جيدة أو سيئة وذلك عن طريق غرس بعض العادات السلوكية السيئة عند الطفل كوضع المشروبات الغازية في زجاجات حليب الطفل أو تقديم الحلوى عند بكائه أو إعطائه الشاي عند رغبته في ذلك من أجل إسكاته وعدم بكائه وغيرها.
فبعض الدراسات التي أجريت في الوطن العربي والمجتمع الخليجي خاصة أن تعليم الأبوين وخاصة الأم يساعد على غرس العادات الغذائية الجيدة، إضافة إلى العوامل الأخرى كذلك تشكل المدرسة دوراً مهما في تغيير سلوك الطفل الغذائي واكتسابه عدادات غذائية فهناك مجموعة الأصدقاء والزملاء فقد يرفض الطفل تناول طعام ما لتناوله في المدرسة خشية من سخرية زملائه له. وأيضاً لا نغفل دور المقصف المدرسي في ترسيخ العادات الغذائية من خلال ما يقدم من أطعمة وكذلك دور المدرسة في تنمية ذلك من خلال البرامج والأنشطة اللاصفية. كما أسلفنا سابقاً أن الطفل يتأثر بعوامل عديدة تؤثر في تنمية العادات الغذائية لديه فقد تلعب المعتقدات الثقافية في غرسها لدى الطفل, أيضاً وسائل الإعلام المختلفة لها تأثير كبير في تنمية هذا الجانب من خلال الإعلانات التجارية لمختلف السلع الغذائية.
كذلك نجد أن الطفل يتخذ والديه قدوة حسنة له في جميع النواحي وخاصة السلوك الغذائي, فقد يرفض الطفل تناول أطعمة معينة أو يقبل عليها نتيجة رفض أو إقبال والديه على تلك الأطعمة. أيضاً تشكل السلوكيات الغذائية التي يمارسها الأهل في تعزيز العادات الغذائية لدى الطفل, فعدم تناول الخضراوات والفواكه وشرب العصائر الطازجة من قبل الوالدين يقوي هذا الجانب، كذلك الإقبال على شراء الأطعمة ذات القيمة الغذائية المنخفضة, وكذلك استخدام الطعام وسيلة للعقاب والثواب لدى الطفل, وهذا السلوك الغذائي الخاطئ يدفع الطفل إلى مكافأة نفسه بنوع معين من الطعام عندما يواجه مشكلة معينة أو ينجز عملاًً ما. كذلك إهمال وجبة الفطور من قبل الوالدين وعدم تناولها مع أطفالهما وتشجيعهم على تناولها، وأيضاً عدم تشجيع الأطفال على شرب الحليب والتمر وبعض الأطعمة ذات القيمة الغذائية الجيدة كالأكلات الشعبية.
ما دور المنزل والمدرسة؟
للمنزل دور كبير في غرس العادات الغذائية الجيدة عند الطفل منذ نشأته وحتى بلوغه, وعلى الوالدين أن يكونا قدوة حسنة لتعزيز هذا الجانب, أما دور المدرسة فبما أن المدرسة صرح تعليمي كبير يتلقى فيه الطفل معلوماته ومهاراته منها فإن من الواجب على القائمين على المؤسسات التربوية والتعليمية تنمية نتيجة السلوك الغذائي السليم عند أطفالنا من خلال ما يقدم لهم من برامج توعوية وتثقيفية وتقديم الوجبات الغذائية الصحية التي تفي بالمقررات الغذائية للطالب من خلال ما يقدم في المقصف المدرسي, كذلك وسائل الإعلام المختلفة عليها مسؤولية عظيمة في نتيجة هذا السلوك الغذائي السليم.

*متخصصة في التغذية

الأكثر قراءة