الساحة المحكية
عندما تم طرح مفردة "المحكي" كبديل للأسماء المتشابهة التي تُطلق على الشعر العامي، لم يكن يدر بخلدنا أن يكون لهذه المفردة قبول واسع من متعاطي الشعر ومدمنيه، وهنا أود أن أشكر تلك النقاشات التي جمعتنا بالشاعر الراقي وعيا واللذيذ شعرا "إبراهيم الوافي"، والتقاطات سامي الجارالله، الذي كان له دور كبير في التسمية.
أقول الحمد لله أن ابتعدنا عن مسميات أخرى قد تجر القارئ ذهنيا إلى ما لا نود أن تكون هذه الصفحات، فالشعر لغة سامية، والساحة الشعبية وشخوصها ساحة "لا تشرف" للأسف، فالطرح الطالح كان أكثر بروزا من الصالح، والمشاحنات الشخصية طغت على لغة الشعر السامية التي ننتظرها من هؤلاء، لذلك كان الخوف من الخلط بين هذه وتلك.
أطمح ويطمح غيري كثيرون أن تتشكل ساحة نظيفة طاهرة من بعض الآفات التي ابتليت بها "الساحة الشعبية"، تكون نظيفة عن تلميع الأحذية والجوخ، طاهرة عن كل ما يتردى بالشعر الراقي، يكون فيها التنافس على دهشة الشعر، لا على نقود من يمتلكون المال ولا يمتلكون الحس الذي يجعلهم يفرقون بين غث الكلام وسمينه، لا تعتمد على الواسطة أو التدليس أو مكالمات آخر الليل!
الوقوف معنا في هذا الأمر منوط بالقارئ فقط، قد نكون مخطئين أو مصيبين، إلا أن في الأفق بوادر ألوان زاهية ستجعل الشعر أهم بكثير من الشخوص المتعالية على نفسها قبل الآخرين!