شمشون الشعر
شمشون الجبار الذي كان يعتد بقوته ويعزوها إلى طول شعره الذي ينثره على كتفيه باعثا الرعب في قلوب أعدائه، لم يلبث أن انهار بعدما قامت زوجته (دليلة) بخيانته وقص شعره أثناء نومه، كيف لا وقد قضت هذه الشريرة على رمز قوته الذي كان يفاخر به ولو معنويا، ولكن وبعيدا عن الشعر (بالفتح) وقريبا من الشعر (بالكسر) يفاجئ الشاعر ياسر التويجري جمهوره بهذا البيت الجميل الذي يوضح به أيسر السبل للتعرف عليه فيقول مفاخرا:
إيه شاعر والدلالة "كسرة في سنه"
لنعمى ينطح بوجهه نطحه العمياني
ولكن هذه الدلالة لم تصمد طويلاً حيث قام الشاعر نفسه بجبر هذا الكسر "في سنه" كما يجبر أبيات قصيدته، ليوقع جمهوره ومحبيه بعد ذلك في حيرة كبيرة عند البحث عنه وعليه، فبين خائف على ياسر "شمشون الشعر" من أن يؤول لما آل إليه "شمشون الجبار" بعد قص شعره، وبين مطمئن على سهولة التعرف على قصائد شاعره الكبير دون الحاجة إلى البحث في أفواه الشعراء، تبقى القصائد القادمة من ياسر هي الفيصل في ذلك، ليثبت لمحبيه أن الأسنان الجديدة ليست إلا بداية جديدة لقصائد أكثر بياضاً ونضارة كابتسامته الآن.
وعجبي..!