جدران
عاطف الحربي، يحضر من خلال لغة رائعة، يصور وجدانه بحرفيّة كبيرة، حيث إن أدواته لا تخذل حضوره البهي، فيأتي شعره جميلا متماسكا وصاخبا
وكأن للذائقة صوتا يشكره مع كل قراءة.
بين جدران ٍ تصيح وفوضوية
نامت الظلمة على شبّـاك عيني
من هنا راحل.. بدون أيّـة هوية
وأخضر الماضي يراودني يبيني
صاحبي.. وعراقنا ما هو قضية
لا كتبت اللي كتبت ومِـتّ فيني
الحزن له من سنين يذوب فيّـه
عاجزٍ لـ اعبر حدوده واحتويني
عمْر هالليلة عُمر.. ما هو شويّه
عمرها أطول من عمر باقي سنيني
ذي يديني.. واذبْـلت.. قلنا هديّـة
للحبيب اللي شرب لهفة يديني
ذا زماني.. واندثر.. قلنا عطيـّـة
للمكان اللي كرهني من حنيني
وش بقى يا بو دموع ٍ سرمدية
والمناديل اكتفت من دمعتيني
أغترب وجه الصباحات النديّـة
وابتسمت أكذب على نفسي وعيني
صرت من نفسي أضيق..وهيّ هيّـه
لا نجيت.. ولا قدرت أضيع فيني !
شعر: عاطف الحربي