دعوة من عرفات لإطلاق خطة اقتصادية وتأسيس مركز مالي إسلامي

دعوة من عرفات لإطلاق خطة اقتصادية وتأسيس مركز مالي إسلامي

يستقبل جسر الجمرات الجديد منذ الساعات الأولى من فجر اليوم ملايين الحجاج لرمي الجمرة الكبرى بعد أن دشن مرحلته الأولى أمس خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز بحضور الأمير سلطان بن عبد العزيز ولي العهد.
وتفقد الملك عبد الله الجسر، الذي من المقرر أن تستكمل مراحله على مدى الأعوام المقبلة، واستمع إلى شرح من الأمير متعب بن عبد العزيز وزير الشؤون البلدية والقروية رئيس هيئة تطوير مكة المكرمة والمدينة المنورة والمشاعر المقدسة عن المشروع.
وكان حجاج بيت الله الحرام قد وقفوا أمس في صعيد عرفات الطاهر وفق خطط أمنية محكمة نفذتها جميع الأجهزة الحكومية والأهلية بدقة متناهية، وأعلن الأمير مقرن بن عبد العزيز رئيس الاستخبارات العامة نائب أمير مكة المكرمة في الحج ظهرا عن نجاح خطة التصعيد إلى عرفة في وقت قياسي.
من جانبه، قال سماحة مفتي المملكة الشيخ عبد العزيز آل الشيخ إن شريعة الله لا حرج فيها وشريعة الله لا تقف أمامها مشكلة من المشكلات. وأن من اجتهد ورأى وأفتى برمي الجمار قبل الزوال ( يومي 11 و 12 ) لشدة الزحام وكثرة الناس وعجلتهم وحرصهم على الذهاب وما سيحصل عليهم من طواف الوداع فلا إشكال فيه لأن الذي أفتاه اجتهد ورأى أن النصوص تقتضي ذلك وأفتى عن اجتهاد وتحر للصواب ولكل مجتهد اجتهاده في حدود التشريع.
على الصعيد ذاته، قال المفتي في خطبة في مسجد نمرة أمام أكثر من ثلاثة ملايين حاج إن العالم يسير نحو الهاوية بسبب مادة طاغية وأخلاق منهارة وحروب متأججة وأوضاع متأزمة.
وقال " إن السياسات المالية قامت على مناهج بائدة صنعتها عقول حائرة لم تعد على الأمة إلا بالدمار والبلاء "مؤكداً أن الحل لهذا العالم نظام الإسلام الذي خاطب الروح بعقيدة راسخة وتعاليم عادلة تراعي مصالح الجميع باعتدال واتزان بديع وتراعي مصالح العمل وتعطي كل ذي حق حقه وتشجع العمل والإنتاج، وحدد علاقة المسلم بالمسلم وعلاقته بربه وعلاقته الاجتماعية والسياسية والأخلاقية .. لأن مصدره من رب العالمين لم تصنعه أيدي البشر وإنما هو تنزيل من حكيم عليم.
ودعا المفتي في خطبته رجال الأعمال إلى عمل خطة اقتصادية تكفل استغلال خيرات الأمة في بلادها، وخاطبهم قائلا " يا رجال الأعمال الربا قد طغى وأصبح أمرا عاما وشرا وبلاء فهلا تشمرون عن ساعد الجد لإيجاد مركز مالي إسلامي يخلص الناس من وبال الربا".

في مايلي مزيداً من التفاصيل:

دشن خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز عصر أمس المرحلة الأولى من مشروع تطوير جسر ومنطقة الجمرات، حيث قص الشريط ورفع الستار عن اللوحة التذكارية للمشروع.
واستمع خادم الحرمين إلى شرح مفصل عن مشروع الجسر من الأمير متعب بن عبد العزيز وزير الشؤون البلدية والقروية، ورئيس هيئة تطوير مكة المكرمة والمدينة المنورة والمشاعر المقدسة.
عقب ذلك تجول الملك على إسكان المشروع واطلع على الخطط المنفذة والمرحلة المستقبلية والتنظيم المتبع والخطط، التي سيتم العمل بموجبها هذا العام، لتسهيل حركة الرمي لحجاج بيت الله علي جسر الجمرات، وفى نهاية جولته، حث الجميع على بذل المزيد من العمل لخدمة ضيوف الرحمن وتسهيل كل ما يمكن من أجل أداء فريضتهم بالشكل المناسب.
كان في استقبال خادم الحرمين الأمير سلطان بن عبد العزيز ولي العهد وزير الدفاع والطيران والمفتش العام، الأمير نايف بن عبد العزيز وزير الداخلية رئيس لجنة الحج العليا، الأمير متعب بن عبد العزيز وزير الشؤون البلدية والقروية، الأمير مقرن بن عبد العزيز رئيس الاستخبارات العامة نائب أمير منطقة مكة المكرمة لشؤون الحج، وعدد من الأمراء والوزراء والمسؤولين والقيادات الأمنية لحج هذا العام.
وتبلغ تكلفة جسر الجمرات والمنطقة المحيطة به نحو أربعة مليارات ريال، ويعد الجسر إحدى العلامات البارزة في موسم حج هذا العام ونقلة نوعية باستخدام التقنية المتطورة للتسهيل على الحجاج في أداء شعيرة رمي الجمرات. ويمثل بحسب الكثير من المختصين "نقلة حضارية وهندسية" توفر انسيابية في حركة الحجاج وتوفير وسائل السلامة والخدمات المساندة أثناء تأديتهم لنسك رمي الجمار أيام التشريق التي عادة ما تشهد أحداث تدافع وازدحام تخلف عددا من المصابين والموتى.
ويحظى المشروع برعاية واهتمام خاص من القيادة السعودية التي انتقلت بالكامل إلى المشاعر المقدسة للمتابعة المباشرة للخدمات المقدمة لضيوف الرحمن بما يمكنهم من أداء مناسكهم بأيسر السبل وأفضلها حتى يعودوا لديارهم سالمين غانمين. وقد شهد جسر الجمرات منذ إنشائه عام 1974 عددا من الأعمال التطويرية بتوسعته بعرض 40 مترا، وبمطلعين من الجهة الشرقية والغربية ومنحدرين بجوار جمرة العقبة من الدور العلوي من الجهة الشمالية والجنوبية وذلك لنزول الحجاج.
وتواصل الاهتمام بتطوير الجسر ليشهد في عام 1978 تنفيذ منحدرات من الخرسانة المسلحة "مطالع ومنازل" إلى المستوى الثاني من الجمرات على جانبي الجسر مقابل الجمرة الصغرى. وفي عام 1982 شهد الجسر توسعة بزيادة عرضه إلى 20 مترا وبطول 120 مترا من الجهة الشمالية الموالية للجمرة الصغرى إضافة إلى توسعة أخرى عام 1987 بزيادة عرضه إلى 80 مترا وبطول 520 مترا وتوسيع منحدر الصعود إلى 40 مترا بطول 300 متر وإنشاء خمسة أبراج للخدمات على جانبي الجسر وتنفيذ اللوحات الإرشادية والإنارة والتهوية وبلغت مساحته الإجمالية 57.600 متر مربع.
ودخل جسر الجمرات مرحلة جديدة من التنظيم والتطوير، إذ أجريت في عام 1995 عملية تعديل على مراحل مختلفة وبشكل جمع بين منظر الجسر، وتمثيل حركة الحجاج عليه أعقبتها تعديلات مماثلة عام 2005 شملت بنية الجسر وتعديل شكل الأحواض من الشكل الدائري إلى البيضوي وتعديل الشواخص.
كما شملت هذه المرحلة تعديلات على مخارج طوارئ جديدة عند جمرة العقبة وتركيب لوحات إرشادية تشتمل على معلومات لتوعية الحجاج وتحذيرهم في حال التزاحم وتم ربط الشاشات واللوحات الإرشادية بمخيمات الحجاج مباشرة.
وتوجت هذه المشاريع التطويرية لجسر الجمرات في موسم حج هذا العام، باكتمال تنفيذ المرحلتين الأولى والثانية، اللتين تضمنتا إزالة الجسر القديم والحفريات اللازمة لأساسات الجسر الجديد، وإقامة سرداب والطابقين الأرضي والأول.
ويتكون مشروع الجسر الجديد الذي يبلغ طوله 950 مترا وعرضه 80 مترا من أربعة أدوار، تنتهي أعمال إنشائها قبل حج عام 2009م، حسبما توضح التصاميم، التي وضعها معهد خادم الحرمين الشريفين لأبحاث الحج بجامعة أم القرى ووزارة الشؤون البلدية والقروية بجانب دراسات أعدتها جهات أخرى منها الهيئة العليا لتطوير مكة المكرمة والمدينة المنورة والمشاعر المقدسة.
ووفقا للمواصفات، فإن أساسات المشروع قادرة على تحمل 12 طابقا وخمسة ملايين حاج في المستقبل إذا دعت الحاجة إلى ذلك ويرتفع الدور الواحد اثني عشر مترا فيما يتضمن ثلاثة أنفاق وأعمال إنشائية مع إمكانية التطوير المستقبلي.
ويوفر المشروع 11 مدخلا للجمرات و12 مخرجا في الاتجاهات الأربعة، إضافة إلى تزويده بمهبط لطائرات مروحية لحالات الطوارئ ونظام تبريد متطور يعمل بنظام التكييف الصحراوي، يضخ نوعا من الرذاذ على الحجاج والمناطق المحيطة بالجمرات ما يؤدي إلى خفض درجة الحرارة إلى نحو 29 درجة وأنفاقا أرضية، ورافقت مشروع تطوير جسر الجمرات تنفيذ مشاريع جديدة في منطقة الجمرات، شملت إعادة تنظيم المنطقة وتسهيل عملية الدخول إلى الجسر عبر توزيعها على ستة اتجاهات منها ثلاثة من الناحية الجنوبية و ثلاثة من الناحية الشمالية، وتنظيم الساحات المحيطة بجسر الجمرات، لتفادي التجمعات فيها والسيطرة على ظاهرة الافتراش حول الجسر إلى جانب مسارات الحجاج. وسيساعد المشروع على تنظيم وتخصيص الأماكن المناسبة للخدمات مثل الأغذية وأماكن الحلاقة ودورات المياه والخدمات الطبية والإسعافية وقوات الدفاع المدني والأمن العام.
ولتحقيق أعلى درجات الأمن والسلامة زود المشروع بآلات تصوير تقنية مطورة موزعة في عدة أماكن ومتصلة بغرفة العمليات، التي تشرف على الجسر والساحة المحيطة به لمراقبة الوضع بصورة عامة واتخاذ الإجراءات المناسبة وقت وقوع أي طارئء. وروعي في تنفيذ المشروع الضوابط الشرعية في الحج وازدياد عدد الحجاج المستمر وتوزيع الكتلة البشرية وتفادي تجمع الحجاج عند مدخل واحد وذلك عن طريق تعدد المداخل والمخارج في مناطق ومستويات مختلفة تناسب أماكن قدوم الحجاج إلى الجسر ومنطقة الجمرات حيث يبلغ عددها 11 مدخلا ومثلها من المخارج.
ويحتوي المشروع على أنفاق لحركة المركبات تحت الأرض لإعطاء مساحة أكبر للمشاة في منطقة الجسر ومخارج للإخلاء عن طريق ستة أبراج للطوارئ مرتبطة بالدور الأرضي والأنفاق ومهابط الطائرات.
ويؤمل أن يسهم تصميم أحواض الجمرات والشواخص بطول 40 مترا، بالشكل البيضوي عاملا مساعدا في تحسن الانسيابية وزيادة الطاقة الاستيعابية للجسر، ما يساعد في الحد من أحداث التدافع والازدحام بين الحجاج أثناء أداء شعيرة رمي الجمرات.

الأكثر قراءة