متوسط عدد ساعات نوم الحجاج لا يتجاوز 3 ساعات في اليوم
أصبحت حالة النوم والخلود إلى الراحة في المشاعر المقدسة من الأمور الأكثر صعوبة في نسك الحاج محمود البدري، الذي من الله عليه بزيارة الأراضي المقدسة لأداء فريضة الحج، كاشفا لـ"الاقتصادية" عن معاناته المستمرة مع النوم، منذ أن بدأ في أداء فريضته هذا العام، مؤكدا أنه لم يحظ بالقسط الكافي من النوم وفقما كان معتادا عليه.
ويوضح البدري أن مشكلة عدم النوم من المشاكل، التي أصابت الكثير من أقرانه في رحلة الحج، مرجحا أن ذلك ربما يكون نتيجة لانتقالهم إلى بيئة تختلف كثيرا عما اعتادوا عليه في حياتهم العادية.
وأوضح الحاج بدري، أنه لايزال يتذكر جيداَ آخر مرة استيقظ فيها كانت ليلة السابع من ذي الحجة، ومنذ ذلك التاريخ والنوم لا يستغرق معه أكثر من ثلاث ساعات، مرجعاً أسباب ذلك إلى عدم تعوده على النوم خارج المنزل إضافة إلى التفكير المستمر في أداء النسك، مؤكدا أن حالة الضوضاء والحركة المستمرة في المشاعر المقدسة ليلا ونهارا، جعلت مسألة النوم العميق في مثل هذه الأجواء خارجة عن حدود المنطق والتفكير.
وأشار البدري إلى تخوفه من عدد الساعات، التي قضاها مستيقظا، مرده إلى عزمه على أن يؤدي نسكه في أفضل طاقاته الجسدية والفكرية، وأن ابتعاد النوم عنه في اليومين الأخيرين من شأنه أن يخفض مستوى الطاقة اللازمة لإكمال بقية فروض الحج.
ويراوح عدد ساعات النوم عند الحجاج أثناء أدائهم فريضة الحج ما بين ساعتين إلى أربع ساعات كحد أقصى، ويرجع البعض هذا إلى كثرة تنقلاتهم بين المشاعر المقدسة، وعدم استقرار أوضاعهم المعيشية على النحو المعتاد، فيما يرجع البعض أسباب عدم النوم إلى رغبتهم في زيادة أجرهم خلال الحج بالتقرب إلى الله عز وجل بصلاة في المسجد الحرام والبقاء أطول وقت ممكن في الأماكن المقدسة لقراءة القرآن والإكثار من الدعاء وإقامة النوافل وكل الأمور الجالبة للحسنات بإذن الله. وأن هذا يدفع بجوارحهم نحو الاستيقاظ الدائم.
وأوضح أطباء لـ"لاقتصادية" في هذا الصدد، أن مثل هذه الحالات تعتبر من الحالات المؤقتة والمتوقع حدوثها أثناء أداء الفريضة، مؤكدين زوالها بمجرد زوال السبب وهي ليست من الحالات المرضية، وشدد الأطباء على الحجاج بأن يبتعدوا عن الانفعالات الشخصية، فلا علاج لمثل هذه الحالات التي من المتوقع أن تزول بمجرد انتهاء مناسك الحج.
وأشار الأطباء إلى أن متوسط عدد ساعات نوم الحجاج أثناء أدائهم نسكهم يقدر بنحو ثلاث ساعات في اليوم الواحد.
وأن متوسط ساعات الاسترخاء يتجاوز الرقم الأخير بنحو ساعتين على الأقل، وأن 80 في المائة من الحجاج، يتوقع أن يخلدوا للنوم مباشرة بعد انتهائهم من آخر نسك في الحج على عكس الـ20 في المائة الآخرين، الذين سيضطر عدد منهم إلى مراجعة الطبيب بحثاً عن علاج لمسألة نقص معدلات النوم عندهم.