طوارئ من أجل الحج

ظلت وزارة الصحة منذ مدة ليست بالقصيرة توالي اجتماعاتها ولقاءاتها عبر لجانها المتخصصة في إطار الإعداد والتحضير لموسم حج 1427هـ، وقد توالت اجتماعات لجنة الطوارئ والطب الميداني ومجموعة التنسيق والإعداد من أجل تقديم خدمات متميزة لضيوف الرحمن الذين يفدون إلى أرض المملكة من كل فج عميق لتأدية مناسك الحج، وقد سارعت اللجنة ولله الحمد بتحديث وتهيئة مهابط الطائرات العمودية في مستشفيات عرفات العام، النور، وحراء، وتم التأكد الفعلي من جاهزيتها استعداداً لإجراء التجارب الفرضية للوقوف على مستوى الإجلاء والإنقاذ، فيما عملت اللجنة على إكمال أعمال الصيانة اللازمة لمحطات التطهير من التلوث الكيماوي والبيولوجي.
ولم تتوقف الجهود عند هذا الحد بل تواصل العمل بلا توقف استشعاراً لعظم المسؤولية التي ألقيت علينا من أجل خدمة ضيوف الرحمن، حيث تم التأكد من تطبيق تعليمات الدفاع المدني في جميع المستشفيات والمراكز الصحية، وإعداد برامج التجارب الفرضية للتأكد من سلامة الإجراءات وقدرة العاملين على تنفيذها وتم تكوين فريق الطوارئ للاضطلاع بمهامه التي يكلف بها، ولعل هذه الاستعدادات المكثفة تأتي في سياق الجهد الكلي الذي تقوم به وزارة الصحة في خدمة ضيوف الرحمن الذين يزيد عددهم على المليوني حاج وحاجة، وأمام هذه الأعداد الضخمة تصبح المسؤولية مضاعفة، وهو الأمر الذي يجعل كل فرد يبذل قصارى جهده حتى تكتمل صورة الخدمات الصحية، ونحن الآن على ثقة تامة بأن عملا متميزا سيتجسد على أرض الواقع منطلقين في ذلك من تجارب راسخة في مجال خدمات الحج منذ سنوات طويلة، وعندما نقوم بهذا الجهد لا نبتغي إلا وجه الله تعالى، كما هو حال القيادة الرشيدة التي رسخت لهذا النهج .. وهكذا نمضي على طريق خدمة ضيوف الرحمن، نسأل الله تعالى أن يوفقنا في ذلك.