منى تعود إلى الهدوء وتستعد لمشاريع خدمة الحجاج العام المقبل

تعود منى بدءاً من اليوم إلى هدوئها المعتاد، الذي سيستمر نحو عام كامل يتخلله مزيد من المشاريع التي تخدم نحو 3 ملايين حاج سنويا يفدون إليها كل عام في أيام قليلة.
وتعتبر منى مدينة الأيام الثلاثة وهي تودع الحجاج اليوم وكأن لسان حالها يقول عودوا إلي فأنتم وفد الرحمن الذي يؤنس وحشتي. المتأمل في هذه المدينة التي تأخذك في خيال واسع وتبحر بك في بحوره حيث تتلاعب بك أمواجها وتقذف بك من مرسى إلى مرسى، وتتملكك بسحرها الذي يذكرك بعبق التاريخ وكأنها موعودة مع الأفراح منذ زمن بعيد حيث شهدت العديد من المناسبات التاريخية التي مازالت عالقة في ذاكرة التاريخ وها هو الموعد يتجدد مع أحبائها ولكن في هذه المرة اختلفت الأفراح التي كانت في السابق ذات خصوصية حيث تتشارك في هذه الأفراح أجناس مختلفة من البشر وجهتهم واحدة وربهم واحد فرد صمد لا يعبدون غيره.
وبدأت أمس مظاهر شد الرحال تظهر جليا والحجاج يحزمون حقائبهم تاركين خلفهم ذكريات جميلة متوجهين إلى المسجد الحرام ليلقوا النظرة الأخيرة على الكعبة المشرفة في طواف الوداع.
"الاقتصادية " رصدت هذا الموقف من خلال جولة ميدانية استطلعت من خلالها آراء بعض ضيوف الرحمن، حيث قال عيسى صابر حاج جزائري إن مشاعره وهو يغادر منى اختلطت بفرح مع حزن في آن واحد فأنا فرح لأني رميت الجمرات على خير وحزين على فراق منى التي قضيت فيها ثلاثة أيام من أفضل أيام عمري سأتذكرها ما حييت وسأحكيها إلى أهلي وأصدقائي، فهذه المشاعر التي أحس بها الآن لا تتكرر إلا مرة واحدة في العمر. ويضيف صابر بأنه لم يعان كثيرا في أداء حجته إلى الآن حيث ما زالت خطته التي رسمها تسير وفق ما خطط لها مع أن هناك بعض الملاحظات البسيطة التي أتمنى أن يقوم المسلمون بحلها مستقبلا ومن ضمنها رفض قوات الأمن لنا بأخذ الصور التذكارية من خلال جولاتنا الميدانية، إضافة إلى محاولة تدريب بعض المرشدين الذين نقوم بسؤالهم عن الأماكن خصوصا أننا نجهل هذه المنطقة ولابد لنا من مرشد، حيث واجهتنا بعض المشكلات بهذا الخصوص وهذه الأشياء تعتبر بسيطة في ظل ما قامت به المملكة من جهود تشكر عليها. ويتفق معه مصطفى الحلبي حاج سوري بقوله إن الأيام التي قضاها في منى لها طابع خاص يغلب عليه الطابع الروحاني والأخوي، وهذه الأجواء نفتقد إليها في حياتنا الطبيعية التي تغلب عليها متطلبات الحياة. وأشار الحلبي إلى أن منى منطقة يتجمع فيها ما يقارب 3 ملايين حاج بلباس واحد ووجهتهم واحدة، مما يجعلكم تتشاركون الأهداف نفسها التي من أجلها أتينا إلى الحج، وأتمنى من كل قلبي أن تتاح الفرصة لبقية أهلي وأصدقائي الذين لم يحجوا الى الآن، أن يتمكنوا من قضاء هذه الفريضة والاستمتاع بهذا الجو الروحاني.