شباب وأغلبية نسائية يواصلون الاتصال فضائيا بمشعوذين وسحرة
وسط تحذيرات شرعية من التعلق بالسحرة والكهان وقراء الكف وأبراج الحظ كشفتها متابعة لبعض مشاهدي القنوات الفضائية خصوصا من قبل بعض النساء اللاتي يعتبرن أكثر المتعاملات مع هذه القنوات رغم نصائح العلماء بالابتعاد عنها، وتتركز رغبات النساء على النجاح في الحياة الزوجية وبعض الأمور المتعلقة بحياتهن الخاصة وقد أكد عدد من العلماء والدعاة على حرمة التعامل مع هذه القنوات خاصة والتعامل مع السحرة عموما، كما اعتبر عدد من المتابعين من المواطنين والمواطنات أن التعلق بهذه الأمور مناف للشرع وينبغي على كل مسلم أن يكون تعلقهم برب العالمين حيث يقول محمد العبدلي إن من المؤسف أن نجد من أبناء جلدتنا من يحرص على الذهاب للكهنة أو الاتصال بهم عبر بعض القنوات الفاجرة وهذا أمر مؤسف نتمنى أن يختفي خصوصا في ظل نصائح العلماء ودعوتهم بالابتعاد عنها على ضوء الشريعة الإسلامية، كما قالت أم عبد الله الحربي إن حرص بعض الأخوات على البحث عن علاج لما ينتابهم من مشكلات وأحزان من قبل بعض السحرة والمشعوذين أمر مشاهد سواء في واقع الحياة أو عبر اتصالهم بالقنوات الفضائية أو عبر الذهاب مباشرة إلى هؤلاء السحرة والكهان ونتمنى أن تستفيد الأخوات وغيرهن من فتاوى العلماء والبعد عن معصية الله، كما قالت التربوية فاطمة السعد إن وجود حالات نسائية تتجه إلى المشعوذين والسحرة سببها ضعف الوازع الديني لديهن فهن بدلاً من أن يلجأن إلى الله يلجأن إلى هذا الطريق المحرم وعليهن أن يتقين الله ويتجهن إلى الله في كل أمور حياتهن.
الرأي الشرعي
ومن جهته قال الشيخ الدكتور صالح الفوزان عضو هيئة كبار العلماء إنه لا يجوز الذهاب إلى السحرة ولا تصديقهم وحتى لو أن المسلم أصابه شيء من السحر فإنه لا يحله بسحر مثله ولكن على المسلم إذا ابتلي بشيء من هذا أن يلجأ إلى الله عز وجل، وأن يستعيذ به وأن يستعمل الأدعية الشرعية ويستعمل قراءة القرآن الكريم تشافياً به وطلباً للشفاء من الله عز وجل بآياته وكلماته التامة هذا الذي ينبغي للمسلم. ومن توكل على الله كفاه. ومن لجأ إليه حماه. أما أن يذهب المسلم إلى المخرفين والسحرة والدجالين والمشعوذين فهذا مما يزيده مرضاً نفسياً جسيماً ويسيطر عليه شياطين الإنس والجن ويكدرون عليه حياته ويفسدون عليه عقيدته فلا ملجأ للمؤمن من الله إلا إليه، وقال فضيلته السحر عمل شيطاني - وهو عبارة عن رقى شيطانية، وعقد وأبخرة - والسحر يؤثر في جسم المسحور: فيقتل، أو يمرض، وفي قلبه: فيفرق بين المرء وزوجه، وبين الأحبة، وكل ذلك بقضاء الله وقدره كما قال تعالى: (وَمَا هُمْ بِضَآرِّينَ بِهِ مِنْ أَحَدٍ إِلا بِإِذْنِ اللَّهِ) [البقرة : 102] أي بقضائه وقدره وهو يوجب على المسلم اللجوء إلى الله، والاستعاذة به من شر السحرة، كما أمر الله نبيه وعباده المؤمنين أن يستعيذوا برب الفلق من النفاثات في العقد، ومن السحر ما هو تخييلي، وليس له حقيقة، وهو ما يسمى بالسحر التخييلي، وبالقمرة بحيث يظهر الأشياء أمام الناظر على غير حقيقتها كما قال تعالى: (سَحَرُوا أَعْيُنَ النَّاسِ) [الأعراف : 116]، وكما في قوله تعالى: (فَإِذَا حِبَالُهُمْ وَعِصِيُّهُمْ يُخَيَّلُ إِلَيْهِ مِنْ سِحْرِهِمْ أَنَّهَا تَسْعَى) [طه : 66] وهذا النوع هو الذي يستعمله المشعوذون من الصوفية، ومن الذين يسمون بالبهلوانيين . الذي يكتب هذا النوع من الكتابة، يكتب كتابة ليحبب بها الزوجين بعضهما ببعض أو يفرق بين الزوجين المتحابين هذا ساحر، كما قال الله تعالى في السحرة الذين يعلمون وفي الذين يتعلمون منهم قال تعالى{فَيَتَعَلَّمُون مِنُهمَا مَا يُفرقُون بِهِ بَينَ المَرءِ وزَوجِهِ ومَا هُم بِضارّينَ بِهِ من أَحدٍ إِلاَّ بِإِذنِ الله}{البقرة 102{، وهذا ما يسمى بالصرف والعطف فهذا السحر، والسحر كفر بالله عز وجل والساحر كافر لأن الله سبحانه وتعالى ذكر في كتابه أن السحر كفر في قوله تعالى{واتَّبعُوا ما تتلُو الشَّياطينُ عَلى مُلكِ سُليمانَ وما كَفَرَ سُليمانُ وَلَكنَّ الشَّياطينَ كَفَروا يُعَلِمُون النَّاسَ السِحَر ومَا أُنزِل عَلى المَلكينِ بِبابِل هاروتَ ومَاروتَ ومَا يُعَلّمانِ مِن أَحدٍ حتَّى يقُولا إِنَّما نَحنُ فِتنَةٌ فَلا تَكفُر فَيتَعلَّمونَ مِنهُما مَا يُفَرِقونَ بِهِ بَينَ المَرء وزَوجهِ ومَا هُم بِضارّينَ بِهِ مِن أَحدٍ إِلاَّ بإِذنِ اللهِ ويتَعَلمَّون ما يَضُرُّهُم وَلاَ ينَفَعُهُم ولَقَد عَلِمُوا لَمنِ اشتَراهُ مَا لَهُ في الآخِرةِ مِن خلاق وَلبِئسَ ما شَرَوا بِهِ أَنفُسَهُم لَو كانُوا يَعلَمُون}{البقرة 102}. الآية دلت على أن السحر كفر وأن تعلمه كفر وأن الساحر كافر في مواضع من هذه الآية الكريمة وجاء في الحديث، أن حد الساحر ضربة بالسيف، أي أن يقتل مرتدّا عن دين الإسلام على الصحيح.
وقال الشيخ عبد العزيز الراجحي الأستاذ في جامعة الإمام محمد بن سعود أنه لا يجوز الإتيان إلى السحرة ولا إلى الكهان ولا إلى المنجمين ولا سؤالهم، وقد جاء الوعيد على السؤال قال صلى الله عليه وعلى آله وسلم: [من أتى عرافا، فسأله عن شيء لم تقبل له صلاة مدة أربعين يوما ] أما من أتى كاهنا، فصدقه بما يقول فقد كفر بما أنزل على محمد صلى الله عليه وعلى آله وسلم.
والكاهن: هو الذي له رئي من الجن يخبره عن المغيبات في المستقبل يقال له: الكاهن.
والساحر: هو الذي يتصل بالشياطين ويكون كفره عن طريق الأدوية والتدخينات والعقد والعزائم والرقى.
والمنجم: هو الذي يدعي الغيب عن طريق النظر في النجوم, وأن لها تأثيرا في الحوادث الأرضية.
والعراف: هو الذي يدعي معرفة الأمور بمقدمات يستدل بها على المسروق، ومكان الضالة. وكذلك أيضا من يكتب أبجد هوز حطي كلمن سعفص قرشت ثخذ ضظغ . هذه الحروف الأبجدية يكتبونها ويستدلون بها على المغيبات, أما من كتبها ليستفيد منها ولا يستدل بها على الغيب، فيستدل بها على الوفيات وما أشبه ذلك فلا يدخل في هذا.
وكذلك أيضا من يفتح الكتاب ويحضر الجن ومن يقرأ في الفنجان أو يقرأ في الكف. كل هؤلاء إذا كانوا يدعون الغيب كلهم كفار, لكن طرقهم مختلفة ـ كلهم يدعون الغيب كلهم كفار ـ فإن كان ادعاء الغيب عن طريق العزائم والرقى والعقد والأدوية والتدخينات سمي ساحرا.
وإن كان عن طريق المغيبات في المستقبل سمي كاهنا. وإن كان عن طريق النظر في النجوم سمي منجما. وإن كان عن طريق معرفة المسروق ومكان الضالة سمي عرافا. وكذلك إذا كان يضرب بالحصى أو يخط في الأرض ويدعي علم الغيب كل هؤلاء كفار, كل هؤلاء منجمون.
ومن جانبه قال الشيخ الدكتور عبد الرحمن البراك الأستاذ السابق في جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية إن ما تبثه بعض القنوات من علم السحر والشعوذة والكهانة من أعظم المنكرات ومن أعظم الفساد، وإضلال الناس. وهي علوم تقوم على الكذب والدجل ودعوى علم الغيب بما يدعونه من النظر في النجوم والطوالع كما يقولون، أو مما يتلقونه من أصحابهم من شياطين الجن، وقد لا تكون لهم خبرة في هذه العلوم الشيطانية ولكنهم يدعونها كذباً وزوراً لكسب المال .. وهذه العلوم لا تروج إلا على الجهال والمغفلين وضعفاء الدين.. وقد ذم الله السحر والسحرة والكّهان كما قال الله تعالى {وَلا يُفْلِحُ السَّاحِرُ حَيْثُ أَتَى} وقال {فَيَتَعَلَّمُونَ مِنْهُمَا مَا يُفَرِّقُونَ بِهِ بَيْنَ الْمَرْءِ وَزَوْجِهِ وَمَا هُم بضارين بِهِ مِنْ أَحَدٍ إِلاَّ بِإِذْنِ اللّهِ وَيَتَعَلَّمُونَ مَا يَضُرُّهُمْ وَلاَ يَنفَعُهُمْ وَلَقَدْ عَلِمُواْ لَمَنِ اشْتَرَاهُ مَا لَهُ فِي الآخِرَةِ مِنْ خَلاَقٍ} وقال تعالى في سحرة فرعون {قَالَ مُوسَى مَا جِئْتُم بِهِ السِّحْرُ إِنَّ اللّهَ سَيُبْطِلُهُ إِنَّ اللّهَ لاَ يُصْلِحُ عَمَلَ الْمُفْسِدِين} وثبت في صحيح مسلم أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((من أتى كاهنا فسأله عن شيء لم تقبل له صلاة أربعين يوماً)) وجاء في السنن ((من أتى كاهناً أو عرافاً فسأله عن شيء فصدقه بما يقول فقد كفر بما أنزل على محمد)) وسواء ذهب السائل إليهم ببدنه أو اتصل عليهم بواسطة الهاتف فالحكم واحد. وعلى هذا فيجب الحذر من مشاهدة هذه البرامج فمشاهدتها ولو لمجرد الفرجة حرام وأما الاتصال على أصحاب هذه البرامج لسؤالهم ففيه الوعيد المتقدم. ويجب على أولياء أمور الأسر منعهم من مشاهدتها أو الاتصال على هؤلاء السحرة والمشعوذين فقد قال صلى الله عليه وسلم: "كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته" وقال صلى الله عليه وسلم: "من رأى منكم منكراً فليغيره بيده فإن لم يستطع فبلسانه..". ويجب على المسلمين التناصح والحذر والتحذير من التواصل مع هذه القنوات التي هم أصحابها كسب المال ولو من الحرام.. بل أكثرهم يقصد الفساد والإفساد فنقول حسبنا الله ونعم الوكيل .