إعدام صدام حسين.. يحفز الشعراء وشجاعته "بيت القصيد"..!

إعدام صدام حسين.. يحفز الشعراء وشجاعته "بيت القصيد"..!

كان إعدام الرئيس العراقي السابق صدام حسين، محور نتاج الكثير من الشعراء، حين اتضح أن مشهد إعدامه كان الملهم لقصائدهم ، حيث تداولت الكثير من المنتديات ووسائل الإعلام اللحظات الأخيرة بتفاصيلها كاملة، وشكلت مشاهد هذه اللحظات ردة فعل، وتمازجت مع الحدث بتفاعل أدبي تتضح صوره في القصائد المطروحة عقب "موته"، وقد اتفق البعض على شجاعته في مواجهة الموت، فيما لم يخف البعض فرحته بمغادرة صدام الدنيا، ولكن تظل المشاعر التي سُطرت شعرا متباينة باختلاف التعامل مع فترة حكمه، ولعل الكثير من المنتديات الأدبية وغيرها على الشبكة العنكبوتية قدمت لنا نتاجا مشحونا بمشاعر غاضبة لا تؤيد هذا "الإعدام"، وفي صورة أخرى قدمت لنا نتاجا بارك تطبيق هذا "الحُكم"، في مشهد يوضح أن الشعر هو أحد أهم طرق التفاعل السريع، والراصد الأهم لمعطيات الحياة بتوجهاتها السياسية والاقتصادية والاجتماعية كافة.
ولعل ثبات الرئيس العراقي السابق صدام حسين في نطق الشهادة، وابتسامته التي استنكر بها قبل لحظات من موته، محاولة بعض المحيطين به استفزازه، أزالت صورته السابقة لدى البعض، وكان هذا المشهد هو "محل فكرة" من أيده وحزن عليه، يقول الشاعر أسعد الروابة في قصيدة طاغية الحزن:

زغردي يا دمعة عيوني علـى قبـر الشهيـد
وغردي يا طيور حزني وسط غابات السهاد
النشيج يضج في صدري كما الطفـل الوليـد
كل ما طالت سنابل حلمنـا جانـا الجـراد

والمشهد هنا يمثل حالة تصاعد الحزن فيها من خلال شعر "موجوع"، ورفض يستنهض صوته من خلال أبيات كان "صدام" سبب "شحذ أفكارها".
أما الشاعر سعد عبد الله، من الواضح أن نطق صدام للشهادة بثبات، أيقظ الحرف لديه واتجه حزنه المعجون بإعجاب نحو "المشهد الأخير" حيث يقول:

ويل حــالــي من علوم ٍصاحت بصدري يايمه
يـوم قـالــوا في تمام السادسة آن الأوان
اقتــرب تنفيـذ حكمــه والعرب تنظـر لدمــه
الشهيد اللــي نطقهـــا مرتين بــلا هــوان

في حين كتبت الشاعرة هاجر البريكي، قصيدة ذات ضيق واسع، تستكمل بها الرفض المتناثر على آخر لحظة في عمر "صدام"، حيث تقول :

حرام تموت يا صـدام وذول النـاس ينعونـك
حرام تشيل في قبـرك "عـراق" تشـل تاليهـا
مسارح هالألم طالت وطال الصبر فجفونـك
وإذا كل القلوب تطيح أقول إن أنت تعليهـا

وفي المقابل، اعتلت الكثير من الأصوات التي لم تبارك سوى هذا "الإعدام"، بل وفرحت به، رافضة فكرة التعاطف معه، كما حاول الكثير سرد المواقف التي دعت لكره "صدام حسين"، وهنا تعامل الشعر معه كطاغية يستحق هذه النهاية، كون النتاج أتى مشحونا، يمسك بطرف العاطفة كي تعتلي وتغطي المشهد، وتتعامل مع الأحداث التاريخية التي تزامنت مع حكم صدام حين، يقول الشاعر محسن الدويخ :

كل فعله في مزابل هـالــزمن محذوفة
في كتاب المجد ما له لا جمــل أو ناقة
ما على مثله ملام ولا عليه حســـوفة
الوصل وصل "الصباحي" والفراق فراقه

أما الشاعرة خلود البراري، فقد تعاملت مع الموقف كذلك بسرد لماضٍ لا يقبل الغفران، حيث كتبت نص "أي عروبة" وهي تؤكد أن أفعاله لا يمكن أن تمرر من باب "صفح" حيث تتساءل عن الكثير:

وين ابويا!
وين اخويا!
وين اختي!
والرجال الطيبين!!
ويــن؟؟ وين؟؟
أي عروبـــة؟ أي دين؟؟
اسألوا قلب العجوز..
هل يجوز.. أو ما يجوز؟
اعتقال "أحمد وفوز"..
ذبحة الشايب وبنته..

وقد لا يخفى علينا أن ما يتم نقله هنا، مجرد رصد لحالة "الشعور" التي عقبت "إعدام" الرئيس العراقي السابق صدام حسين، وهو رصد ليس أكثر، وبين حزين وفرح، حضر الشعر واستطاع أن يجمع في صدره كل هذه التوجهات.

الأكثر قراءة