الأسواق الناشئة والسلالة الجديدة من الشركات العالمية
خلال الـ 15 عاما الماضية شهدت النظم الاقتصادية نموا سريعا للأسواق الناشئة الجديدة على الرغم من الكوارث المتلاحقة، واحتلت شركات من: البرازيل، روسيا، الهند، المكسيك، والصين، وكذلك من العديد من الدول الصغيرة الأخرى موقع الصدارة في العديد من المجالات.
في كل عام تشتري الدول الغربية كميات متزايدة من الطائرات من البرازيل، والثلاجات من الصين، وأجهزة الهاتف النقال من تايوان، والغاز الطبيعي من روسيا.
يحلل الكتاب كيف يمكن للشركات المنتجة لهذه السلع أن تكتسح الأسواق العالمية بهذه السرعة، والأسباب التي تجعلها تتفوق على منافسيها في الدول الغربية والأساليب التي على الشركات الغربية اتخاذها في مواجهة احتدام التحديات من أجل البقاء في الأسواق العالمية، ناهيك عن الازدهار فيها.
يكشف الكتاب الاستراتيجيات التي تطبقها هذه الشركات من أجل تحقيق النمو، ويحلل تأثير الهيمنة التي تفرضها هذه الشركات على السوق وعلى المنظومات الاقتصادية في الدول المتقدمة.
يتيح استيعابنا لهذه الشركات واستراتيجياتها فهما أعمق لمستقبل العولمة والتحديات التنافسية في القرن الحادي والعشرين، لهذا يقدم الكتاب معلومات قيمة ليس فقط للمستثمرين، وإنما أيضا لمديري الشركات الذين يواجهون منافسة الأسواق الناشئة.
يشير الكتاب إلى الطرق التي يمكن بها للغرب تحقيق أقصى استفادة من الفرص التي تقدمها هذه الشركات في الدول النامية، وفي الوقت نفسه يوضح كيف يمكن للغرب أن يحشد قواه لتوجيه رد فعل قوي للتحديات التي يطرحها وجود هذه الشركات.
يقدم الكتاب ملخصات لقصص 25 شركة من هذه الشركات لتأكيد خطأ الاعتقاد بأن الشركات التي تأتي من الدول المتقدمة هي التي ستستمر في قيادة الوجود العالمي في التكنولوجيا والتصميم، والأهم من ذلك في الاعتراف بالعلامات التجارية والقدرات التسويقية.
كان لمؤلف الكتاب خبرة طويلة في التعامل مع مثل هذه الشركات من خلال عمله مع مجموعة البنك الدولي، ما يضفي أهمية على استعراض نقاط القوة والضعف فيها. توضح الملخصات الشيقة التي يقدمها الكتاب حلولا إدارية مبتكرة يتجاهلها الكثير من كتب إدارة الأعمال ودراسات الحالة الخاصة بالشركات، نجح أفضل هذه الشركات في تحويل التحديات غير الشائعة في النظم الاقتصادية في الدول المتقدمة إلى فرص غير عادية للربح.
إلا أنه على القارئ أن يلزم جانب الحذر في فهمه الرسالة التي يسعى مؤلف الكتاب إلى نقلها للقراء، فالكتاب لا يحذر المستثمرين من أن الاستثمار في الشركات الكبرى ليس هو الاستثمار الأفضل في جميع الأحوال، لكنه في حقيقة الأمر يشير إلى أن الأرباح التي تحققها هذه الشركات قد لا تعود دائما بالنفع على حاملي الأسهم. كما أن أسهم هذه الشركات قد يكون مبالغا في تسعيرها.