اللحظات الأخيرة في حياة الدبل.. نقاش حول سبب الخسارة ورشفة ماء لم تكتمل

 اللحظات الأخيرة في حياة الدبل.. نقاش حول سبب الخسارة ورشفة ماء لم تكتمل

غيب الموت عبد الله بن خالد الدبل (55 عاماً) عضو شرف الاتحاد السعودي لكرة القدم, رئيس لجنة الاحتراف في السعودية, رئيس لجنة المسابقات في الاتحاد الآسيوي لكرة القدم, البارحة الأولى بعد إصابته بأزمة قلبية حادة في أبو ظبي على هامش وجوده عضوا في الوفد السعودي المشارك في دورة الخليج الـ 18 التي تختتم غدا في الإمارات.
وتم نقل جثمان الفقيد عصر أمس على متن طائرة خاصة إلى الدمام مقر إقامته، وسيصلى عليه بعد صلاة عصر اليوم في جامع خالد الدبل، وهو الجامع الذي بناه المرحوم عبد الله وأشقاؤه وأسموه باسم والدهم المرحوم خالد الدبل، حيث سيلقي ذويه عليه النظرة الأخيرة قبل أداء صلاة الميت ومواراته في الثرى.
وقد ودع الأمير سلطان بن فهد الرئيس العام لرعاية الشباب رئيس الاتحاد السعودي لكرة القدم، جثمان الراحل رسميا عصرا من مطار البطين العسكري في أبو ظبي، واستقبله في الدمام في مطار قاعدة الملك عبد العزيز الجوية في الظهران الأمير نواف بن فيصل بن فهد نائب الرئيس العام لرعاية الشباب نائب رئيس الاتحاد السعودي لكرة القدم.
وتعود تفاصيل اللحظات والدقائق الأخيرة للفقيد كما رواها لـ "الاقتصادية" رفيق دربه الدكتور صالح بن ناصر وكيل الرئيس العام لرعاية الشباب الذي لازمه خلال العقدين الماضيين من خلال عملهما في الاتحاد السعودي لكرة القدم والبطولات والمناسبات والمشاركات والمحافل الدولية، حيث قال: في البداية خرجنا من ملعب الشيخ محمد بن زايد في نادي الجزيرة بعد انتهاء مباراة السعودية والإمارات في سيارة واحدة متجهين إلى فندق قصر الإمارات كالعادة للجلوس والعشاء في الصالون الخاص بالأمير سلطان بن فهد. وأثناء سيرنا في الطريق صادفنا ازدحام السير بسبب أفراح الجمهور الإماراتي بالفوز وكان ـ رحمه الله - يحذر السائق من السرعة وينبهه إلى الزحام وكثافة السيارات، وكان طبيعيا جدا. وبعد وصولنا إلى الفندق اتجهنا إلى الصالون الخاص بالأمير سلطان بن فهد ثم جلسنا وبدأنا نتجاذب أطراف الحديث مع الرئيس العام والحضور، وكان الدبل ـ رحمه الله ـ جالسا إلى يميني، وفجأة قال لي "أشعر بدوخة"، وبعدها بدقيقة قال لي مرة أخرى "زادت الدوخة"، فأخذت قارورة ماء وفتحتها وأعطيتها له، وفي هذه الأثناء انتبه الأمير سلطان له وقال "عبد الله ماذا به"، وفجأة أغمي عليه كلياً وقمنا بتمديده على الأرض وتم إجراء الإسعافات الأولية ثم استخدمنا الأجهزة الكهربائية وقمنا بنقله مباشرة إلى مستشفى الشيخ خليفة بن زايد بسيارة الإسعاف وهناك أخبرنا الأطباء بمفارقته الحياة إثر أزمة قلبية حادة، وقدر الله وما شاء فعل.
وكان الدكتور صالح متأثرا وهو يروي القصة، حيث وصف فقده الدبل بثالث أكبر خسارة له في المجتمع الرياضي بعد وفاة عبد الفتاح ناظر عام 1994، ثم الأمير فيصل بن فهد عام 1999، والثالثة عبد الله الدبل، مبيناً "كنا نمثل مع الدبل وعبد الفتاح ناظر ثلاثيا في الاتحاد السعودي لكرة القدم لمدة 20 عاما".
من جانبه، روى كذلك فيصل العبد الهادي الأمين العام للاتحاد السعودي لكرة القدم جزءا من اللحظات الأخيرة للفقيد، قائلا: عندما كانا في مجلس الأمير سلطان بن فهد في قصر الإمارات نتبادل الحديث حول مستوى المنتخب السعودي كانت كلمته الأخيرة ماذا قدمنا في الملعب حتى نريد الفوز اليوم؟ (البارحة الأولى)، وبعدها بدقائق لاحظت عبد الله الدبل ـ رحمه الله ـ أثناء شعوره بالدوار وبعد أن أعطاه الدكتور صالح الماء لاحظته عند شربه الماء ارتد الماء من فمه عندها علمت أن في الأمر شيئاً فقمنا بإنزاله وتمديده على الأرض وعندما لمست يده لجس نبضه كان نبضه ضعيفاً إلى حد ما، وكذلك قمت بلمس عضلة القلب فكانت مشدودة جدا فقمت بإجراء تنفس اصطناعي للفقيد ثم جاء الإسعاف الأولي فتم إعطاؤه جرعات كهربائية لم يفتح عينيه إلا بعد ثالث صعقة كهربائية فقمنا مباشرة بنقله إلى مستشفى الشيخ خليفة بن زايد بسيارة الإسعاف وكان الطريق مزدحما بسيارات جمهور الإمارات حتى وصلنا المستشفى إلا أنه كان قد لفظ أنفاسه الأخيرة وفارق الحياة وهو في سيارة الإسعاف قبل الوصول إلى المستشفى.
ووصف العبد الهادي فقدان الدبل بالفاجعة والخسارة الكبيرة للرياضة السعودية، وزاد "هذه قدرة الله عز وجل والحمد الله على كل حال، وقد كان رحمه الله رجلا طيبا ومتسامحا وبشوشا في وجه الجميع وأسأل الله له الرحمة والمغفرة وأن يلهم أهله وذويه الصبر والسلوان".
وكان قد رافق الفقيد من الفندق إلى المستشفى الأمير نواف بن سعد نائب رئيس الوفد السعودي المشارك في "خليجي 18"، الدكتور صالح بن ناصر، وفيصل العبد الهادي، حيث ظل الأمير نواف بن سعد في المستشفى طوال ليلة البارحة الأولى، وكان يواسي الجميع ويهدئ من أحزانهم ورافقه بعد نقله إلى ثلاجة الموتى في المطار.
ويعد عبد الله الدبل أحد أهم الكوادر الرياضية الإدارية التي خدمت الكرة السعودية وتولى العديد من المناصب والمسؤوليات في الاتحاد الدولي لكرة القدم والاتحاد الآسيوي.
وكان الأمير سلطان بن فهد قد استقبل المعزين من وفود دورة الخليج الـ 18 في مقر إقامته البارحة في فندق قصر الإمارات في أبو ظبي، حيث سادت حالة من أجواء الحزن على جميع المشاركين في الدورة من إداريين وإعلاميين طوال أمس، وكانوا يتحدثون عن مناقب الفقيد وإسهاماته في تطوير الرياضة العربية والخليجية والآسيوية، فيما كانت المراكز الإعلامية طوال يوم أمس مليئة برجال الإعلام الذين كانوا يكتبون تقارير عن الفقيد لجميع الوكالات ووسائل الإعلام.
يذكر إن للدبل له من الأبناء أربعة هم: خالد, فهد, فيصل، وسلطان، وكان ابنه فهد الذي يدرس في أمريكا موجودا بصحبته في دورة الخليج الحالية أثناء فترة إجازته السنوية، وقال له رحمه الله قبل أيام "عد إلى الدمام للجلوس مع والدتك قبل سفرك، حيث كان من المقرر أن يغادر اليوم إلى أمريكا لاستكمال دراسته".
وقد تولى الدبل رئاسة نادي الاتفاق في الدمام وهو في أواخر العشرينيات من عمره في عام 1978، انضم إلى عضوية الاتحاد السعودي لكرة القدم في بداية الثمانينيات الميلادية، وقدمه الأمير فيصل بن فهد عضوا في الاتحاد الدولي لكرة القدم في منتصف الثمانينيات الميلادية، قبل أن يتولى أكبر منصب كعضو اللجنة التنفيذية في الاتحاد الدولي لكرة القدم لمدة 24 عاماً.
وتولى رئاسة اللجنة العليا المنظمة لكأس العالم للقارات بعد انضمامها إلى "فيفا"، رئاسة اللجنة المنظمة العليا لبطولة العالم للأندية، عضوية لجنة الاحتراف في الاتحاد الدولي لكرة القدم، رئيس لجنة المسابقات في الاتحاد الآسيوي لكرة القدم، ثم عين عضو شرف الاتحاد السعودي لكرة القدم، وأخيرا رئيس لجنة الاحتراف وأوضاع اللاعبين.
وكون عبد الله الدبل علاقات قوية ومتينة مع القيادات الرياضية في أنحاء العالم كافة ومع اتحادات كرة القدم فيها، وقد كلف بالعديد من الملفات الخاصة بجلب المدربين للمنتخب السعودي كان آخرها ملف الأرجنتيني كالديرون، وتولى رئاسة لجنة سكرتارية الإعداد لمشاركة المنتخب السعودي في كأس العالم 2006، وكلفه الاتحاد الدولي لكرة القدم بتولي العديد من المهام والمسؤوليات في تنظيم وتطوير كرة القدم وراقب العديد من المباريات في كأس العالم 2006، تولى رئاسة اللجنة الإعلامية في الاتحاد الآسيوي لكرة القدم 2004، إضافة إلى العديد من المهام والمسؤوليات التي كان يتولاها من وقت لآخر في الاتحاد السعودي لكرة القدم والاتحاد الدولي والآسيوي.

الأكثر قراءة