ساعة هلوسة
أراد "سلطان الغنامي" أن يقنعنا هنا بأنه "يهلوس"، ورفض الكل تصديقه! فبساطته وعمقه في الوقت نفسه لا يليقان بركبهم، ومفرداته غاية في الجمال الذي لا يتواءم مع توجهاتهم، وهو سلطان الغنامي الشاعر الجميل الغني عن تعريف صفحات الشعر ومطبوعاته، المتحيز للحزن المعجون بوجع الرغيف والرصيف.
ألف.. يوم
هاء.. ساعة
يا عقارب تلسع العمر انتظار
صار هالتفكير حيلة للفرار
من فراغ وليل معجون برماد
وباب مغلق وانحدار
نحو شيء لا معلوم..
يمكن يكون "انكسار"
فرد محتاج لجماعة
أو تأوّه شعب منهك
فقر وأمراض ومجاعة
أو سوى ذلك من المجهول
يعني/ لو فرضنا.. انقرضنا:
من يشيل الأرض طينة فوق متنه
ومن يصب الغيم في كاسه ويشرب
ومن بيصبر لا فقد هالشرق مِتْنه
ومن بيشرق عندما هالشمس تغرب
ومن بيقطف هالثمر لاحل حتنه
ومن بيوقف لا بدا هالزحف يقرب
ومن بيسترنا لا صرنا أجساد نتنه
ومن بيبكي لا فنوا أبناء يعرب
تهت في عمق البحر
وابحث عن المرسى
النوارس بيضا .. بيضا
والسما خرسى
ما قالت اسمعنى مطر
ينزل كذا قطر .. قطر
ادفن "هوى بلادك" معك
في الموقدة واشرب "حبر"
وانس الف يومك لا انتهى
في هاء ساعة هلـوسة!