خالد الصاوي..نجم انطلق من الشعر المحكي واستنطق الموقف ..!

خالد الصاوي..نجم انطلق من الشعر المحكي واستنطق الموقف ..!

أنا قد وعدي حجيب لهم تفاح
من فوق شجر عالي لهذا الحد
وعلى الحصيرة حنشتهي نرتاح
وان كان حبايبي مجرمين وبجد
نايبي ف يمينهم والشمال سكيني
يكفيني أكتب فوق قساوتهم
على ديني عشت وأموت على ديني
قد يتعجب الكثيرون حين نخبرهم أن المقطع الشعري أعلاه هو للممثل المصري خالد الصاوي، أحد نجوم المرحلة الحالية، والذي بدأ يشق الصفوف نحو حضور جميل ومتقن، ولعل مشاركته في فيلم"عمارة يعقوبيان" ومثل خلاله دور رئيس تحرير شاذ جنسيا أكسبته الكثير من المتابعين، ولكن كانت المفاجأة التي قادتنا لها الأسئلة والبحث عن تاريخ هذا الممثل الجميل، أنه بدأ كشاعر محكي، وكاتب يطرح الهموم المسرحية والسياسية بجرأة لافتة، وليس ثمة غرابة في ذلك، كون للإبداع لغة واحدة، وحضور واحد، وأدوات يستطيع من يملكها أن يلون الجهات ويرسم أشكالاً مختلفة.
يقول الصاوي في إحدى لقاءاته: "الشعر عندي أسبق من التمثيل"، حيث تركزت اهتماماته حول الأدب والشعر إضافة للهم السياسي الذي تناوله في الكثير من كتاباته، ولعل الجميل أن الصاوي رغم شهرته التي انطلقت من خلال التمثيل ظل وفيا للشعر الذي تمنى أن يطرحه بصوت عال، حيث كانت مراحله المدرسية والجامعية محفلاً مهماً لنتاجه وأفكاره التي بدأت تعاد للجمهور بعد أن تخطى مرحلة الظهور والشهرة كنجم مهم في السينما المصرية.
ولأننا نتابع ونرصد الكثير فيما يخص حركة الشعر المحكي، فإننا على ثقة أن تجربة الصاوي الشعرية شكلت له رؤية واضحة وعميقة يحاول أن يقدمها من خلال الأعمال الفنية التي يقدمها، خاصة أنه ما زال يمارس الكتابة والنقد، كما نعي أن الصاوي ما زال يحاول أن يضيف على نصوصه مؤثرات درامية وتصاعد فني كبير، ناقلا الأدوات "التمثيلية" للنص المكتوب، ولعل الصورة تتضح من خلال هذا النص الذي رسمه الصاوي بإتقان :
"غصنين زتون
وحمامة بيضا وقبلتين
عالخد ده والخد ده
يا رب يملكنا اللقا
سامحوني لما تقدروا
اذكرني لما أوحشك
وافتح كشاكيلي القدام
مانسيتش حاجة خدت كل اللي افتكرته ف سكتي
طبعا حداوم عالكتابة والسؤال
ما تقلقيش
العمر واحد.. للأسف
لو جت مكالمة حولوها وحولوه
وإن جه جواب ممكن بدالي تقطعوه
وافتكروا دايما قعدتي في الكرسي ده
وقهوتي في الحتة دي
وضحكتي.. ودوشتي.. وصحابي نهر من الزعيق والكركعة
وافتكروا لما كنت طفل.. عيون شقية ملعلعة
وافتكروا لما كنت شاب.. عيون طموحة مسبلة
وافتكروا أيام الشغب
وجنوني يكبر زيو.. زيي
من مرحلة لمرحلة
العمر مر؟ ده شيء طبيعي .. زينا
زي الغنا .. زي الأنين
وطمنوني على عيونكم يا ترى
قدرت تعدي في البكا وتهزم العمر الحزين؟
وماتقلقوش
يكفاكو عمر من القلق
وما تندموش
والله عملتم ما استطعتم والنبي ما تفكروش
يارب يملكنا اللقا ثاني
يمكن نكون بعد السحابة منورين ثاني
ونبص عالعمر اللي فات
وننتصر عالذكريات
وصدقوني ربما أزمة وتعدي
وربما عقدة ونعرف حلها تاني
ويارب يبقى الحل أحلى من البكا
ونحب بعض من البداية
ونبتدي العمر الأخير
العمر مر؟ ده شيء طبيعي للأسف
يمكن يثير فينا المرار
يمكن يزيد فينا الأسف
لكنه مر بكل ما فيه من مرار ومن أسف
سامحوني يالله عشان أعيش
سامحوني.. لما تقدروا
وحياة ضياعي بحبكم أكثر من العالم ده كله
لكن حرام البهلوان يعزم حبايبه على حبال الموت
سيبوني أفوت
غصنين زتون
وحمامة بيضا وقبلتين
سامحوني يالله عشان أعيش وأكتب لكم
من فضلكم
من فضلكم".
ونحن بدورنا نقول لخالد الصاوي: من فضلك أستاذ خالد كثف هذا الحضور فهو كأوكسجين وصباح، يرتب مدى ينتهي بمدى آخر، وتصبح للحياة طعم فرح، ولا يفوتني أن أشكر الزميل سامي الجار الله كونه أهداني فكرة هذا الموضوع.

الأكثر قراءة