سياسة وطنية شاملة للعلوم والتقنية اعتمدها المقام السامي

سياسة وطنية شاملة للعلوم والتقنية اعتمدها المقام السامي

السياسات الوطنية للتقنيات المهمة التي سيتم تطبيقها قريبا وتقنية النانو أهمها،ستثمر عن مواكبة العالم المستمرة في هذه التقنيات التي ستحدث تغييرا اقتصاديا جذريا في كثير من المجالات ويلزمنا أن تواكب مناهج التعليم تلك القفزات التقنية، وتقنية النانو لها أثر كبير في الكثير من الصناعات للوصول إلى مواد أكثر صلابة وأخف وزنا وهذا يحدث ثورة في وسائل النقل،بشكل عام والطيران بشكل خاص. ومن مفاخر هذا الوطن أن تشترك المرأة السعودية في تطوير تقنية النانو واستثمار نصف المجتمع في تقنيات تجيدها المرأة وتلائم طبيعتها، وجامعة الملك عبد الله ستسهم بشكل كبير في استقطاب الكفاءات العالمية والسعودية لخلق بيئة علمية مرتبطة بالإنتاج والصناعة، من أجل ذالك جمعت "الاقتصادية" علماء سعوديين لتسليط الضوء على تقنية النانو والتقنيات المصاحبة، وإلى الندوة:
هل يمكن أن تتغير خواص النفايات لتصبح مواد جديدة يستفاد منها عن طريق هذه التقنية؟
الأمير تركي: أي مادة يمكن أن تنظر إليها على مستوى النانو يمكن تغيير صفاتها، ولكن بعد أن يتم تحليل جزيئاتها، وهناك وسائل علمية لتحويل المادة إلى مستوى النانو، وإذا استطعت أن تنظر للجزيئات على هذا المستوى، استطعت أن تركبها التركيبة المناسبة التي تعطيك الخواص المطلوبة.
هل يمكن تطوير صناعة الطائرات بتقنية النانو؟
نعم، وذلك بصناعة أجزاء الطائرات من مواد خفيفة جدا وبنفس القوة والمتانة التي هي عليها حاليا، وهذا سيكون له تأثيرات كبيرة جدا في اقتصادات النقل، خصوصا النقل الجوي، فهي تتحمل الحرارة الناتجة من احتكاكها بالهواء نتيجة السرعة الكبيرة، ومن الأشياء المهمة التي ينظر إليها، الطيران بسرعات عالية جدا بأكثر من سرعة الصوت بخمسة أضعاف، وتوفر تقنية النانو مواد تتحمل حرارة عالية تستطيع من خلالها صنع طائرات بسرعة عالية جدا، فالتقنية لها مردود كبير على كثير من التطبيقات، وبلا حدود للتخيل وفي مجالات كثيرة.
الشريهي: نقاط مهمة يهدف لها العلماء من خلال تقنية النانو، منها الحصول على منتجات أكثر جودة وقوة وأداء وأرخص ثمنا، وهذا يعتمد على التطبيق الذي تعمل عليه، إذا تبحث عن شيء أقوى وأكثر فاعلية وأيضا أرخص، وهذه النقاط هي متطلبات البداية لأي صناعة تريد إنتاجها، ويمكن أن تستخدم تقنية المعلومات كمثال، فالإنترنت في بداية ظهوره وإلى الآن، لك أن ترقب مدى التغييرات التي طرأت عليه، وتبدلت طريقة التفكير التي كانت في مرحلة ما قبل الإنترنت، و التجارة الإلكترونية باتت ممارسة جديدة مرتبطة بالإنترنت، وكذالك تقنية النانو، فكلما كان هناك تطور في تقنيات معينة فستنقلنا إلى تطور في ميادين علمية أخرى.
ما الخطة الاستراتيجية لتوطين تقنية النانو في المملكة؟
الأمير تركي: هناك مبادرة وطنية لتقنية النانو، ونعمل عليها منذ فترة وستنتهي قريبا وهناك فريق عمل وطني لها، والخطة تراجع الآن من قبل مختصين في الجامعات وإن شاء الله تطبق في أسرع وقت ممكن، وهناك سياسة وطنية للعلوم والتقنية اعتمدت من المقام السامي ومن مجلس الوزراء وهذه الخطة تتضمن عددا من البرامج وأهمها التقنيات الاستراتيجية، وهناك نحو عشر تقنيات استراتيجية منها تقنية النانو، ولكل تقنية من هذه برامج ومشاريع تجري في الجامعات والمراكز البحثية وأيضا في "المدينة"، وهناك الآن لجنة للتقنيات الاستراتيجية والمتقدمة من "المدينة" والتعليم العالي ووزارة المالية ووزارة التخطيط والجامعات لتوحيد الجهود والإشراف على العمل على مستوى المملكة بحيث يكون العمل متكاملا وتكون الرؤية شاملة غير مجزأة ويكون كل مشروع في أي جامعة مكملا للمشروع الآخر، ولا يكون هناك مشاريع تشكل ازدواجية في العمل، وأيضا نركز على التوجهات الاستراتيجية، وهناك احتياجات وطنية من خلال هذه الخطة الاستراتيجية وبعد الاتفاق عليها إن شاء الله ستكون المشاريع في هذه المجالات جيدة ومتنوعة، وأيضا يرتبط بها التصنيع وليس البحث فقط، وكذلك الخطة تشمل حاضنات تقنية ومراكز تميز في الجامعات لعدد من التقنيات، وسوف يكون هناك مراكز تميز لتقنية النانو في عدد من الجامعات السعودية، في كل من جامعة الملك عبد العزيز، جامعة الملك سعود، وجامعة الملك فهد للبترول والمعادن، وأيضا الجامعات الأخرى مثل جامعة أم القرى وجامعة الملك خالد وغيرها، أيضا هناك مركز وطني أنشئ لتقنية النانو في مدينة الملك عبد العزيز على أن يشمل المعامل الرئيسة التي تخدم الجميع بتجهيزات ضخمة والتي يحتاج لها المختصون وغرف نظيفة ومهيأة ومخصصة للبحث ينبغي أن تكون في مركز واحد واستخداماتها تكون محددة من كل جهة، والعمل قائم على إنشاء الغرف وأيضا تم طلب عدد من الأجهزة، الآن نحن في مرحلة التطبيق، وأعتقد أنه خلال السنوات القليلة المقبلة سوف تكون المملكة سباقة إن شاء الله في مجال تقنية النانو.
ولا يفوتني أن أشير إلى الدور المهم في هذا العمل للسيدات الباحثات السعوديات، وكذلك قامت "المدينة" قبل نحو عامين بتنفيذ برنامج المنح الصيفية للباحثين السعوديين من أساتذة الجامعات رجال وسيدات.
وكنا في البداية بعثنا ثلاثة باحثين فقط، وهذا العام أرسلنا في بعثات خارجية نحو23 أستاذا وأساتذة خلال الصيف الماضي، ولله الحمد فإن التقارير التي حصلنا عليها بحوث مهمة جدا وسنستمر في هذه الجهود بإذن الله في الاهتمام بالتقنيات المختلفة. وتقنية النانو هي تقنية أفقية تخدم كثيرا من المجالات، وأصبح في بعض الجامعات تخصصات في تقنية النانو، فيها المهندس ويختص في مجال الميكانيكية والكهرباء، الكيميائي، الفيزيائي، وفي مجال الأحياء، كلهم يعملون في تقنية النانو، فهذه المنح الصيفية تساعد في تحويل اهتمام الباحثين إلى هذه التقنية، لأنه من السهل أن يغير المختص من اهتمامه ومن خلال هذا التعاون يذهب إلى مركز متقدم للتعاون مع الباحثين فيه ويكتسب الخبرة ثم يبدأ اهتمامه بهذا المجال، والنتائج التي خرجنا بها كانت رائعة جدا، وكان من ضمن المبتعثين الدكتور أسامة الدريهم ونشر عددا من الأوراق، والدكتور عبد الرحمن المهنا كان أيضا من ضمن المبتعثين وكانت له براءة اختراع في هذا الموضوع، وهذا العام كانت الدكتورة مها خياط أيضا من المبتعثات إلى جامعة كامبريدج، ومن أفضل التقارير التي حصلنا عليها نتائج الدكتورة خياط، فأنا أعتقد أنه ولله الحمد عندنا نواة جيدة في تقنية النانو على مستوى المملكة، وهناك مختصون يهتمون بتقنية النانو، ومع الدعم ومع الاستراتيجية ومع توفير مراكز البحث والاهتمام بالصناعة أنا أعتقد أن المملكة ستستطيع إن شاء الله أن تنافس كثيرا من الدول في هذا المجال. وأشير في هذا الخصوص إلى مراكز التميز وحاضنات التقنية المرتبطة بها، وتم توقيع اتفاقية مع وزارة التربية والتعليم لإنشاء مراكز تميز للباحثات السعوديات في كليات البنات، وهذا يخدم الباحثات في جامعات المملكة ككل ويركز على ثلاث تقنيات ومنها وأولها تقنية النانو وإن شاء الله يكون هناك حاضنة للتقنية مرتبطة بهذا المركز لتطوير المنتجات بشكل تجاري وتطبيقها في الصناعة وتملك هذه الشركات الباحثات وسيدات الأعمال السعوديات، وأنا أعتقد أن الأمل كبير إن شاء الله في أن يكون للمملكة ريادة في هذا المجال في المنطقة.
إذا كانت هذه التقنية بهذه الأهمية القصوى فلماذا تأخرت عالميا ؟
الأمير تركي: الفكرة بدأت في الخمسينيات الميلادية من عالم مشهور حصل على جائزة نوبل وكان أستاذا في جامعة كالتك، ألقى محاضرة تحدث فيها أنه من الممكن إعادة تركيب المواد وعمل آلات منها، وكان كلامه آنذاك مضحكا لكثير من الناس واتهموه بأنه من قبيل الخيال أو الجنون العلمي، وكانت هناك فعلا على مستوى الذرة بحوث ضخمة جدا ربما على مدى قرن مضى تقريبا لكن المشكلة الرئيسية كانت تكمن في التحكم في المادة أو رؤيتها على هذا المستوى المتناهي الصغر والتحكم فيها، هذه كانت العقبة أو العائق، وانكسر هذا الحاجز، في بداية الثمانينيات بتطوير مايكروسكوب ساعد في رؤية المادة على هذا المستوى، وأيضا التحكم فيها والميزة أن يكون لديك مواد على هذا الحجم وأن تغير في خصائص تركيبها فالتحكم في المادة ضروري، فلم تكن آنذاك وسيلة للتحكم في تركيب المواد إلا بهذه الأجهزة وبعد تطويرها انتشرت التطبيقات وكانت قاصرة على المعامل حتى صدرت مبادرة كلينتون في عام 2000، التي ركزت أنظار العالم وزادت دعم البحث العلمي في هذا المجال وأصبحت الدول الأخرى تحاكي وتنافس أمريكا في هذا الأمر، فدخلت اليابان وأوروبا مجال النانو، وطبعا الدول الأخرى ومنها المملكة رأت أن تدخل هذا المجال لأهميته الكبيرة.
أين مكاننا عالميا في مجال تطبيقات تقنية النانو؟
الأمير تركي: نحن في بداية الطريق مثل الآخرين.
مداخلة المهنا: أود أن أضيف لما ذكره الأمير تركي بخصوص المبادرة حيث تعتمد على أربع ركائز أساسية، الأولى: البنية التحتية، الثانية البحث والتطوير، الركيزة الثالثة التي أرى أنها من أهم الركائز التي يجب أن نهتم بها هي التعليم وتطوير القوى البشرية، والركيزة الرابعة: هي التصنيع وكيف تحول البحث إلى تطبيقات صناعية ومنتجات وإنشاء الشركات المتخصصة.
فالمبادرة تقدم توصيات لكل ركيزة من هذه الركائز، ووضعت نظرة وتوجها لكل منها، أما بخصوص السؤال حول أسباب تأخر العالم في اعتماد تقنية النانو رغم أهميتها القصوى أعتقد أننا نستطيع أن نعمل الكثير في هذه التقنية والعقبة الوحيدة أن العالم لم يكن لديه المجاهر التي تجعلنا قادرين على تحليل المواد والتحكم فيها، إلى أن تم اكتشاف المجهر عام 1986.
الدريهم: الجواب عن هذا السؤال مثل الإجابة عما يقال عن تأخر تقنيات سابقة مثلا الحاسب الآلي لماذا تأخر إلى منتصف القرن العشرين ولماذا تأخر الحاسب الشخصي إلى الثمانينيات من القرن نفسه؟ فالعلوم هي امتداد وسلسلة متكاملة ، فالناس لم تعرف أهمية تقنية النانو إلا عندما اكتشفت التقنية، فأهمية الموضوع لم تظهر إلا بعد رؤية الأجسام والجزيئات عند مقياس النانو ومثلما ذكر الإخوان بدأت السيطرة على تركيبة جسيمات المواد عند هذا المقياس.
الشريهي: أنا أعتقد أنه لم يكن هناك تأخر في التوجه العالمي نحو تقنية النانو، وأنها كانت نتيجة لتراكمات علمية سابقة.
خياط: أتصور أن ما أجاب عنه الزملاء هو إجابة ممتازة، فالتوجه نحو تقنية النانو تسلسل طبيعي، فلا يمكن أن ننخرط في عمل شيء إلا بعد أن نكتشف أدواته، لكن الشيء الجميل حقيقة أن المملكة سارت في هذا المجال دون تأخير وبالتوازي مع الدول الأخرى بل والمتقدمة.
مداخلة الشريهي: أتمنى أن تكون هناك أهداف محددة في المبادرة الوطنية وتوضع آلية لقياس ما تحقق من هذه الأهداف، فالنانو بدأت فعليا في عام 1995 في أمريكا، فحددوا الأطر والتحديات التي تواجهها وكان هناك أكثر من 500 شخص في الجامعات والصناعة وحددوا التحديات التي تواجه الصناعات الكيماوية ووضعوا الخطوط العريضة للأبحاث التي يجب إجراؤها، فأنا عندما أشاهد الوثائق الخاصة بعام 1995 وما حدث فعليا حتى الآن، فهم الآن يتحدثون عن تطبيقات "السي إف دي" والآن صارت أكثر استخداما من ناحية "السيلولوشن"، ومن ناحية تطوير مواد جديدة ومنها النانو فأنا أتمنى أن يكون هناك شعار تتبناه مدينة الملك عبد العزيز للعلوم والتقنية بحيث يكون على سبيل المثال في 2020 مثلا أن يكون في المملكة عشر براءات اختراع أو 15 براءة اختراع، وأن يكون هناك هدف أو طموح نسعى إليه.
الأمير تركي: أنا أعتقد أن ما ذكره الدكتور الشريهي هو كلام في محله، فالمبادرة هذه هي بجهد كثير من الإخوان في الجامعات و"المدينة"، ولكن سوف تعرض المبادرة من خلال ورشة عمل يدعى لها المختصون من الجهات المختلفة وتعرض المبادرة ونستمع لآرائهم في هذا المجال سواء كانوا رجالا أو نساء أيضا بحيث يكون هذا العمل وطنيا ويكون الجميع مشاركين فعلا في هذه المبادرة، وهي الآن منتهية وسنراجعها ولا بد أن نخطط وبسرعة لتنظيم ورشة عمل خاصة بهذه المبادرة وتصدر بشكلها النهائي وتعتمد إن شاء الله من خلال البرامج المدعومة من الخطة.
و الخطة معتمدة من المقام السامي وهذه الاستراتيجية، وأصبح علينا التنفيذ، الموضوع بيدنا والمبالغ مخصصة ولا يوجد أي إشكال، المهم أن الجميع يعمل ويكون هذا العمل جماعيا، ووجود اللجنة للتقنيات الاستراتيجية الآن بين "المدينة" والجامعات والجهات البحثية وبوجود هذه الدراسة بعد أن يتفق عليها الجميع نبدأ في تنفيذها إن شاء الله.
هل تلتقي مخرجات التعليم لدينا مع تقنيات النانو؟
الأمير تركي: أحد محاور المبادرة الوطنية تطوير التعليم وتطوير القوى البشرية في مجال تقنية النانو، كما أنها تقنية أفقية يمكن المختصون في مجال الفيزياء والكيمياء والهندسة أن يعملوا على هذه التقنية، ووجود برامج وشهادات متخصصة، ومن الأمثلة الجيدة جهات في أوروبا وأمريكا بدأت تعطي شهادات الماجستير في تقنية النانو، وأيضا هناك توجه لمنح الدكتوراه فيها، و من "المدينة" هناك اثنان من المبتعثين للحصول على شهادتي الدكتوراه لأحدهما والآخر رسالة ماجستير في تقنية النانو، وقد يأخذ الشخص شهادة في النانو وهو يستخدم بالفعل هذه التقنية، ولكن تحت مسمى آخر مثل الكيمياء أو الفيزياء، ومن هنا فإن هذا يدل على اهتمام الجهات التعليمية بهذا المجال. وأعتقد أن المبادرة تدعو الجامعات السعودية إلى أن يكون لديها برامج للماجستير والدكتوراه في هذا التخصص، أيضا في التعليم العام يستحسن أن يكون هناك مادة علمية وهذا طبيعي أن مناهج التعليم تتطور باستمرار وهذا ما قاله وزير التربية والتعليم لكي تواكب التقنية وأتوقع إن شاء الله أن يكون هناك تطور، وأعتقد أن المبادرة تشير إلى هذا الأمر، وأن تكون المناهج التعليمية متضمنة شرحا لتقنية النانو من خلال المواد العلمية مثل الفيزياء أو الكيمياء، لهذا أنا على يقين أنه سيحدث إن شاء الله وسيتطور التعليم العام والجامعات بإذن لله بما يتواكب مع هذه التقنية.
المهنا: أعتقد أنه لدينا ولله الحمد عدد كبير من المتخصصين في الجامعات السعودية، وتقنية النانو، كما هو معروف، تعتمد على عدة مجالات وتخصصات، ونحن لدينا أصحاب خبرات جيدة من أعضاء هيئات التدريس في الجامعات، ونحتاج إلى بعض التوجهات الجديدة للمناهج بحيث تواكب التقنيات الجديدة، ويكون برنامجا خاصا أو شهادة تعطى للطالب بعد انتهاء مرحلة الماجستير، بحيث يمكن أن يحصل على مجموعة من البرامج، بحيث يمكن أن يمنح شهادة خاصة في تقنية النانو، هذا كبداية ثم تطور إلى شهادة جامعية وتخصص، إضافة إلى أننا في المبادرة ننظر إلى الطالب من مرحلة متوسطة ونحاول أن نقوم في المركز الوطني بوضع برامج تعليمية لطلبة المرحلتين المتوسطة والثانوية حتى يستفيدوا ويستوعبوا ما تعنيه هذه التقنية حتى نعدهم ونجهزهم للمرحلة الجامعية. وأنا أعتقد أنه بجهود "المدينة" وجامعاتنا وأيضا وزارة التعليم فإن الوضع بإذن الله سيتحسن من ناحية تأهيل الشباب في هذا المجال.
ومن ناحية تدريب الطلاب هذه إحدى المهام التي سوف يضطلع المركز الوطني بالقيام بها، إضافة إلى ما نأمل به من مشاركة القطاع الخاص بأن يدعم هذا المجال وتدريب القوى البشرية في المملكة.
الدريهم: مثلما هو معروف فإن تقنية النانو هي تقنية حديثة على مستوى العالم، والخبراء في هذا المجال محدودون، لكن من السهل إيجاد خبرات وطنية عندنا في هذا التخصص، ولدينا الأساسيات ولحسن الحظ أن هذه التقنية ليست مركزة على تخصص معين وإنما جميع التخصصات تشارك في هذه التقنية ومبادرة مدينة الملك عبد العزيز للعلوم والتقنية، التي شرح تفاصيلها الأمير تركي إضافة لمكرمة خادم الحرمين الشريفين الأخيرة بدأت تعمل استراتيجيات إعداد تأهيل هيئات التدريس وإعدادهم لهذا التخصص العلمي المهم، وهناك توجه من قبل بعض الكليات المتخصصة عندنا من توجيه أبحاث طلاب الدراسات العليا لإجراء بحوثهم في الماجستير على تقنية النانو، والمحفزات موجودة الآن ونأمل إن شاء الله في المستقبل القريب أن يتم إيجاد برامج خاصة في هذا المجال، والمبادرات المقبلة ومراكز التميز التي تؤسسها "المدينة" سيكون لها أثر كبير لإيجاد برامج في مجال تقنية النانو، وأيضا في الجامعات الآن ما يسمى بواحات التقنية أو حاضنات التقنية، وجزء من عمل هذه الحاضنات والواحات احتضان أفكار ومنها ما يختص بقضايا النانو وهذا يساعد بشكل كبير في حركة البحث العلمي وإيجاد برامج أكاديمية في هذا المجال.
الشريهي: لو جئنا مثلا لننظر إلى الصورة إلى العالم ككل فيقدر عدد العاملين في مجال تقنية النانو بنحو 20 ألف شخص ويتوقع أن يرتفع إلى مليوني شخص في عام 2015، وهذا يحتاج إلى تغيير كثير من النظم التعليمية في جامعاتنا، وهناك بعض الاقتراحات التي يمكن أن تساعد في رفع الوعي ولعلنا نتجه لعقد مؤتمر سنوي يدعى إليه المتخصصون والمهتمون من الداخل والخارج، لنتبادل الآراء ومعرفة كل ما هو جديد في هذا المجال. وكما ذكر الإخوان إقامة دورات تدريبية يمكن أن تسهم في الإسراع بإيجاد قاعدة أساسية لقيام بيئة مهيأة لانتشار وتعزيز تقنية النانو، والتقنية كما نتفق هي جديدة، والمبادرة الوطنية تعتبر أول مجهود فعلي أو إعلان لتقنية النانو في المملكة، فبدأ الاهتمام ووضعنا الحالي، لا يوجد أي شيء في المناهج الدراسية عن هذه التقنية، ولا حتى إذا تكلمنا عن متخصصين في هذه التقنية، لا أعتقد أن لدينا متخصصين فيها بشكل كاف، فهي علم جديد.
خياط: التعليم عندنا في المملكة لا يتواكب مع أي تقنية، هذه الحقيقة ويجب أن نتفق على الشفافية والصراحة فهذا هو الواقع، لكن يمكن إنقاذ الوضع من خلال مبادرة مدينة الملك عبد العزيز للعلوم والتقنية، وكما ذكر الدكتور المهنا أنها تستند إلى أربع ركائز، إحداها الاهتمام بالتعليم العام فلا بد من تغيير المناهج وإضافة جانب عن تقنية النانو على مستوى التعليم العام قبل الجامعة، وفي الجامعة تتواصل المناهج حول هذه التقنية، ويمكن أن نضيق الفجوة بين التعليم العام وتقنية والنانو من خلال الإنترنت وإتاحة الفرصة للطلبة لتوعية أنفسهم عن هذا الموضوع العلمي، ونقترح إيجاد قاعدة بيانات عن تقنية النانو عبر الإنترنت تشرف عليها مدينة الملك عبد العزيز بحيث يكون كل مختص يعمل في هذا التخصص في الملكة يضاف اسمه إلى هذا الموقع، بحث لا تقتصر المسألة فقط على الجامعة فهي عملية طويلة وتحتاج إلى تكثيف المعلومات وتحديثها.
مداخلة الأمير تركي: بخصوص ما ذكر عن موضوع التعليم، فورشة العمل التي نظمتها مدينة الملك عبد العزيز في بداية هذا العام وشارك فيها خبراء من أمريكا ومن خلالها كان هناك شرح جيد على المستجدات حول تقنية النانو وكانت فعلا مفيدة للجميع.
وحضر هذه الورشة نحو 200 باحث من المملكة، وهناك عدد كبير من المهتمين بهذا المجال، وكما ذكرت هي تقنية أفقية تشمل كثيرا من المجالات، وهناك عدد جيد وأنا متأكد من الإقبال الذي حدث على البعثات والمنح الصيفية، أتوقع أن يزداد هذا العدد بشكل كبير، صحيح أن هناك توجها لكي يكون هناك تخصصات، ولكن لا يزال العاملون الذين يعملون في مقياس النانو قليلين، وليس ضروريا أن يكون لديه شهادة في تقنية النانو، فقد لا يحتاج الشخص إلى أن يكون لديه شهادة في هذا المجال، لكن وجود الشهادة ووجود المجالات هذه يكون هناك تركيز أكبر والشخص تستفيد منه بطريقة أكبر وأكثر فائدة في مجالات البحث والتطوير لوجود خلفية أكبر لديه في هذا المجال، وذكرت في أمريكا بدأوا الاهتمام بهذا المجال قبل سنتين فقط فيه كتخصص وتجد الجامعات المتميزة في أمريكا لا تزال ليس عندها هذا التخصص ولكن لديها التطبيق، ونتمنى أن يحدث هذا عندنا ولكن عدم وجود التخصص في مجال تقنية النانو في جامعاتنا لا يعني حرماننا من الاستفادة من تقنية النانو.
مداخلة المهنا: ذكرت وجود خبرات في تقنية النانو أو التقنيات المتعلقة بها ولكن إذا أردنا أن يكون التعليم ليس فقط في هيئة التدريس بل البحث في هذا المجال يجب أن يعتمد اعتمادا أساسيا على طلاب الدراسات العليا، فالذي يعمل في المعمل هو طالب دراسات عليا والمشرف عادة يكون لديه أكثر من طالب يشرف عليهم ويوجههم فلذلك لا بد أن يكون هناك خطة للاعتناء بطلبة الدراسات العليا وجذبهم إلى هذه التقنية الجديدة، لأن هذا هو أهم عنصر في مجال البحث العلمي ليس في تقنية النانو فحسب وإنما في البحث العلمي بشكل عام، فنجد الآن الكثير من طلبة الدراسات العليا غير متفرغين للدراسة وهذا يكون له تأثير سلبي في ناتج بحث هؤلاء الطلاب.
مداخلة الأمير تركي: أنا أود أن أعلق على كلام الدكتور المهنا وأنا بداية أثني على كلامه، لكني أريد أن أشير إلى أن هناك كما تعلمون قرار إنشاء جامعة الملك عبد الله للعلوم والتقنية، وهذه الجامعة تم دراسة فكرتها من قبل وزارة التعليم العالي ومدينة الملك عبد العزيز مع وزارة التربية والتعليم والهيئة العامة للاستثمار، وكان من نتيجة هذه الدراسة أنه تم التركيز على تقنية النانو. والتقنية الحيوية، وترشيد المياه وتحلية المياه، وتقنية المعلومات والاتصالات، هذا ما ركزنا عليه وأيضا هي جامعة تهتم بالدراسات العليا وهي فقط ماجستير ودكتوراه، فلا شك أن الكلام الذي ذكره الدكتور المهنا مهم، وأعتقد أن الجامعة هذه ستساعد في هذا الأمر، ولا شك أنه أيضا سيكون للجامعات الأخرى في المملكة ومن خلال الدعم وضرورة وجود حوافز من الكليات للطلبة كي يتفرغوا للبحث، وهذه مشكلة عندنا وهي عدم وجود الحوافز لهم، وعالجنا هذا من خلال جامعة الملك عبد الله للعلوم والتقنية. لأنه سيكون هناك مكافأة للباحثين، وهي ستستقطب أفضل الباحثين سواء كانوا طلبة من داخل المملكة أو خارجها، لكن بالنسبة لعدم وجود الحوافز سيؤثر في إنتاجية الدراسات العليا مثلما هو حاصل الآن.
مداخلة الشريهي: قضية الدراسات العليا، والأبحاث، لا توجد أبحاث من دون دراسات عليا، فالدراسات العليا هي المحرك الأساس للبحث في أي جامعة، وللأسف أن الجامعات السعودية خصوصا التخصصات العلمية بالذات هناك شح بشكل كبير في قضية طلبة الدراسات العليا، وأضف إلى ذلك عدم التفرغ حتى الفنيين ومساعدي الباحثين، الموارد البشرية والقوى البشرية ضعيفة جدا، فإذا أردنا أن نتجه وهذا واحد من أسباب النجاح توفير الموارد البشرية في الجامعات السعودية للقيام بمهام البحث ومن دون الموارد البشرية مهما كان لديك من المليارات، وتجهيزات ومبانٍ فلن تحقق أي إنجاز.
مداخلة الدريهم: الإخوان وضعوا أيديهم على الجرح، فالبحث العلمي في الأصل هو قائم على طلاب الدراسات العليا ولا يمكن بصراحة الاكتفاء في البحث العلمي بطلاب الدراسات العليا السعوديين فقط. لا بد من فتح الباب في الجامعات من خلال الإجراءات والآليات لاستقطاب طلاب دراسات عليا من الخارج وهذا قائم ويحدث في الدول الأجنبية، فطلاب الدراسات العليا في الأصل أجانب وعمل البحث العلمي لا يمكن أن يتم من دون طلاب دراسات عليا والقوى البشرية المساعدة، وتقنية النانو هي قائمة على الكليات العلمية وخصوصا الهندسية منها، وهذه الكليات عندنا فيها قصور، مثلا جامعة الملك سعود طلاب الدراسات العليا في تخصص الهندسة الميكانيكية ثلاثة فقط، إضافة إلى أنهم غير متفرغين ولا يوجد عندنا برنامج دكتوراه في القسم والوضع نفسه في الجامعات الأخرى، فكيف برنامج دراسات عليا يقوم على ثلاثة أشخاص؟ فهذه لا يمكن الاعتماد عليها في مجال البحث والتطوير، للموارد البشرية وتعديل الأنظمة وفتح الباب لطلاب الدراسات العليا من الخارج هذا مطلب أساس وهو المحرك الرئيس لعملية البحث العلمي.
مداخلة الشريهي: أعتقد أن واحدة من أهم الركائز لتطوير البحث العلمي فيما يخص تقنية النانو استقطاب الكوادر العالمية، لا يمكن أن تستغني عن الآخرين في التقدم والبحث العلمي.
أعرف أن هناك كثيرا من الناس الموجودين في مناطق كثيرة من العالم يتمنون أن يعيشوا في المملكة خصوصا في هذه المرحلة، فأنا أعتقد أن لدينا فرصة لاستقطاب الكثير من الكوادر البشرية الموجودة إذا أعطوا من الميزات التي تساعدهم في العيش في المملكة.
ماذا يضيف العنصر النسائي لتقنية النانو؟
الأمير تركي: المرأة السعودية تنافس الرجل في كثير من المجالات، خصوصا المجالات العلمية وتحديدا التقنية الحيوية وتقنية النانو وتقنية المعلومات، فهناك باحثات في عدد من الجامعات السعودية مهتمة بتقنية النانو والدكتورة مها خياط هي واحدة من الكفاءات الوطنية التي نعتز بها. ووجود المركز الوطني في "المدينة" إن شاء الله سيدعم هذه الكفاءات ويعطيهن الفرصة، وأعتقد مثلما ما ذكر الدكتور صالح العذل رئيس مدينة الملك عبد العزيز في توقيع اتفاقية إنشاء المركز للباحثات أن الباحثة السعودية لم تعط حقها من الدعم. وأعتقد أنه يجب علينا أن نوفر لها الدعم الكافي والتجهيزات وتسهيل قيامها بعملها، وأتمنى أن تعطى الفرصة في مجال تقنية النانو، وأنا أعرف أن هناك عددا كبيرا من الباحثات المتميزات في التخصصات المرتبطة بتقنية النانو، ولا شك أن المرأة السعودية ستضيف الكثير لوطننا الغالي.
المهنا: العلم لا يعرف أو يفرق بين ذكر وأنثى، كلٌ بمجهوده، فتجد مثلا لطالبات الدراسات العليا في كليات البنات جهودا متميزة وملحوظة ونتائجهم في الأبحاث أيضا متميزة، وقد تكون أعدادهم في بعض التخصصات أكبر بكثير من الطلاب في الدراسات العليا، طبعا يوجد المتميز من الجانبين، كما يوجد لهن معامل يستخدمنها في الضوئيات والليزر، هناك كثير من طالبات الدراسات العليا يحضرن الماجستير في هذه التخصصات.
الدريهم: المرأة السعودية أثبتت وجودها في المجال العلمي وحتى في الجانب التطبيقي والعملي، فنشاهد المرأة السعودية في المجال الطبي تنافس الرجل في الإنتاج والإبداع. أعتقد أن المجال مفتوح للمرأة للعمل في مجال تقنية النانو، وإن كانت المساهمة في شتى المجالات مفتوحة للمرأة السعودية، ويمكن أن تفتح حتى آفاق جديدة في المجال الاقتصادي وفتح فرص أخرى أمام طالبات العمل، وأن تحقق نجاحات مميزة، ويمكن حتى في مجال تقنية النانو وهو أفق جديد يمكن للمرأة السعودية أن ترتاده وتنجح فيه أيضا وأن تطلق فرصا اقتصادية جديدة فيه، وأنا أعتقد أن سبب قلة الوظائف أمام المرأة السعودية يرجع إلى التخصصات، حيث كان التركيز في السابق على وظائف التعليم والذي تم تغطيته بالكامل، فبدأت آفاق جديدة تفتح أمام المرأة السعودية.
خياط: المرأة السعودية قادرة على العطاء والتميز لكنها تحتاج إلى دعم وتشجيع من الرجل وإيمانه بما تستطيع أن تقدمه المرأة لمجتمعها وأيضا إيمانها بوطنها لا يقل عن إيمان الرجل بالوطن، لكن لا ننسى أن المرأة في خضم انخراطها في التعليم والعمل لا تقصر في مسؤولياتها كزوجة وكأم، بل وهي أسبق في غرس العلم والفهم والوعي والقيم في الأبناء حتى قبل الأب والمجتمع.
الأمير تركي: المرأة تتميز في مجال التقنيات الدقيقة عالميا، فتجد كثيرا من الصناعات ذات التقنيات الدقيقة تعمل فيها المرأة أكثر من الرجل، فالعمل على المستوى الدقيق مثل المايكروسكوب أو الأشياء ذات التفاصيل الصغيرة تجد المرأة فيها أكثر قدرة لأنها بطبيعتها صبورة، أيضا المرأة عندنا في الملكة متميزة في قطاعات التقنية فلدينا في مدينة الملك عبد العزيز مشكلة توظيف طلبة في مجال التقنية الحيوية، فالباحث لا بد أن يكون معدله جيدا جدا وصعب أن نجد هذا المعدل في مجال الكيمياء الحيوية، ففي لقاء مع عميد كلية العلوم في جامعة الملك سعود وكنا نتطرق إلى هذا الموضوع، قال إن عدد الطلبة الذين يتخرجون بهذا التقدير في مجال الكيمياء الحيوية محدود، لكن بالنسبة للطالبات هناك عدد كبير من الحاصلات على تقدير امتياز وجيد جدا، وأظن كان هذا العام أربع من الباحثات قبلن في جامعة أكسفورد، فهذا يدل على أن المرأة متميزة بصورة أكبر في هذه المجالات .. تقنية النانو والتقنية الحيوية وتقنية المعلومات، ولهذا ركزنا في مركز الأبحاث على البنات أن يهتممن بهذه المجالات ولنرى أن المرأة قد تتميز عن الرجل في هذه المجالات.
مع إنشاء المدن الاقتصادية في المملكة كيف يمكن الاستفادة من ذلك في تقنية النانو؟
الأمير تركي: هذه المدن الاقتصادية العملاقة تشتمل على نشاط صناعي وتعليمي وبحثي فهناك مراكز للبحث والتطوير، ولا شك أن هذه المراكز ستكون مهتمة بالبحث الذي يهم الصناعة بشكل عام ولكنها ستعطي اهتماما متميزا للتقنيات الحديثة المرتبطة باقتصاد المعرفة وأهمها تقنية النانو والتقنية الحيوية وتقنية المعلومات والاتصالات، ولا شك أن هذه المدن ستقدم فوائد كبيرة ودعماً للأبحاث في مجالات التقنية التي ذكرتها، خصوصاً وأن لديها مراكز أبحاث وتطوير متقدمة تخدم هذه المدن وأعرف أن الهيئة العامة للاستثمار أجرت دراسة حول الصناعات المستقبلية ومنها الصناعة المبنية على المعرفة، وهي بلا شك المعلومات والاتصالات وتقنية النانو والتقنية الحيوية هي من ركائز الصناعة المعرفية، وأعتقد أن هيئة الاستثمار لديها توجه في هذا المجال، ويجري التنسيق بيننا في مدينة الملك عبد العزيز للعلوم والتقنية وبينهم في هذا المجال.
كيف يتم تعاون الجهات العلمية والهيئة العامة للاستثمار والمطورين للمدن الاقتصادية؟
الأمير تركي: لا شك ستكون هناك مشاركة مع الجهات ذات العلاقة ومنها هيئة الاستثمار، وذكرت أن هناك اتصالات بيننا لعمل التعاون في بعض المجالات، وأعتقد أنه سيكون هناك تعاون بناء سيعمل جدياً على تطبيق التقنيات الحديثة في هذه المدن الاقتصادية.
المهنا: أود أن أضيف إضافة إلى ما ذكره الأمير تركي بخصوص المدن الاقتصادية، فهذه المدن سيكون فيها تسهيلات للمستثمرين الأجانب فأعتقد أنها ستكون دفعة قوية لتقنية النانو إذا اتحد المستثمرون السعوديون مع شريك أجنبي متمرس في هذه التقنية وبدأوا في إنشاء شركات كبيرة في تقنية النانو، هذا سيساعد المستثمرين الآخرين أن يستثمروا في هذا المجال وأهم من ذلك تطوير القوى البشرية لدينا وتأهيلهم وتدريبهم في هذه الشركات.
الشريهي: المدن الاقتصادية هي مدن المستقبل حيث سيكون هناك تأثير كبير في كثير من الصناعات باستخدام تقنية النانو. وأتمنى أن ما يبنى في هذه المدن يجب أن يأخذ في الاعتبار أفضل وأحدث ما توصل إليه العالم، وأتمنى أن تؤخذ أشياء كثيرة في الاعتبار، خصوصاً الاستثمارات طويلة المدى، وأنه سيكون هناك تغييرات وهل سيكون لها تأثيرات مباشرة على المدى القريب أم أن تأثيراتها على المدى البعيد، وأتمنى أن نفكر من الآن في المشاريع المستقبلية ومدى التأثير في تقنية النانو سلبياً أو إيجابياً.

الأكثر قراءة