العمل في مجال الإعلام الإلكتروني فرصة ذهبية على الفتيات السعوديات اقتناصها

العمل في مجال الإعلام الإلكتروني فرصة ذهبية على الفتيات السعوديات اقتناصها

أكد لـ "المرأة العاملة" مختصون في التقنية والاتصالات على وجود فرص عمل كبيرة للمرأة في مجال الإعلام الإلكتروني لم تستغل بالشكل المطلوب رغم ما تشهده المواقع الإلكترونية من حراك واضح، مشيرين إلى أن العديد من المواقع الإخبارية الإلكترونية ومواقع الصحف نجحت في جذب عدد كبير من الزوار خاصة من فئة الشباب لما تتيحه من فرصة إبداء الرأي والتعليق على المواضيع المختلفة, ولم يقتصر ذلك على مواقع الصحف فقط حيث ظهرت عدد من المواقع المستقلة استطاعت تحقيق شعبية كبيرة فأصبحت تنافس وسائل الإعلام التقليدية في نقل الأحداث اليومية وطرح قضايا المجتمع ومناقشتها بمستوى عال من المهنية و الحرية.
"المرأة العاملة" استطلعت في هذا التحقيق رأي خبراء حول مدى منافسة الإعلام الإلكتروني للإعلام التقليدي وكيف يمكن أن يكون فرصا حقيقية لعمل المرأة؟ وما الذي يحتاج إليه هذا النوع من الإعلام ليساعد المرأة على تحقيق دورها في التنمية المستدامة في المجتمع فإلى التفاصيل.

عالم الإنترنت والمرأة

في بداية أوضح ممدوح الروحاني مستشار اتصال تسويقي في معهد الملك عبد الله للبحوث والدراسات الاستشارية أن الخدمات الإلكترونية بصورة عامة بما فيها الإعلام الإلكتروني من المجالات التي تتوافر فيها فرص وظيفية مناسبة للنساء خاصة في مجتمعنا، وبالتالي ستوفر فرصا وظيفية للباحثين والباحثات عن العمل شريطة أن يمتلكوا الحد الأدنى من المؤهلات والمهارات بالإضافة إلى الحس الفني والاتصالي, إلا أنه يجب عدم المبالغة في عدد الفرص التي يمكن للصحف الإلكترونية توفيرها تبقى مجالات مثل التجارة الإلكترونية وخدمات الدعم والخدمات الإلكترونية المرتبطة بعلاقات العملاء ومساندة التسويق من أكثر المجالات الإلكترونية توفيرا للوظائف خاصة للنساء.
من جهته يؤكد الدكتور فهد الخريجي متخصص في الإعلام الإلكتروني على أن الشبكة الإلكترونية فرصة  للمواءمة بين  طبيعة وثقافة المجتمع في المملكة مع فرص العمل عن بعد, لغير القادرات من النساء بسبب الالتزامات الأسرية كرعاية الأطفال وغيره وبالنسبة لفرص العمل في الصحافة الإلكترونية سوف تكون نوعية ومحدودة, بسبب طبيعة العمل الرقمي الذي يتطلب كوادر بشرية أقل مما هو عليه الحال في الصناعات التقليدية، لكن الفرص الكبرى تكمن في جميع هياكل الدولة الجديدة والقطاع الخاص المعولم, الذي يتجه إلى العمل في بيئة الحكومة الإلكترونية, كما أن العالم الافتراضي يتطلب كوادر ومهارات جديدة نوعية في أمن المعلومات وسوف يكون لكل دولة جيش جديد من جنود وخبراء في الحرب إلكترونية مطالبا بالإعداد لهذا الجيل الذي سوف يساهم في صد الأعداء والهجوم إذا تطلب الأمر ذلك.

 الشباب والعمل الإلكتروني

ولفت الدكتور فهد في حديثه إلى أن نصف المجتمع السعودي من الشباب يعيش حالة من الانفصام عن الواقع والبيئة المحلية, لتفوقه في استخدام تقنية الحاسب وعيشه في عالم افتراضي بحسناته وسيئاته, ونحن مازلنا ننظر لهم نظرة دونية, رغم أنهم تفوقوا على الآباء في التعامل مع الحاسب والشبكة كما أن مؤسسات المجتمع الرسمية والخاصة لم تدرك هذه الحقيقة, وهنا علينا  التفكير في النصف الآخر الشباب وليس النساء فقط فنحن بحاجة إلى القلق على هويتهم الوطنية وقيمهم الأصيلة,  و لابد أن يحظى الشباب برعاية خاصة لأنهم يمثلون قوة الحركة في المجتمع السعودي حيث يشكلون 60 في المائة من هذا الكيان والعناية بهم أمر حتمي حتى لا تدور عقاربهم عكس الساعة.

تحديات التقنية في المملكة

ونوه الدكتور الخريجي إلى أن واقع الإعلام الإلكتروني في المملكة أفضل من غيره مقارنة بالعالم العربي, لكن هناك  مجموعة من التحديات التي تواجهه وتدور حول عدة محاور منها بناء ثقافة المجتمع المتواضعة حول هذا المفهوم, ثانياً أن البنية التحتية (أنظمة وشبكات وخطوط الاتصال الهاتفية والكيبل التقليدية) القديمة لم يتم اجتثاثها من جذورها وبناء هيكل جديد قادر على التعامل مع البيئة الرقمية السريعة التي لم تعد تتعامل مع (البت والبايت) بل مع ( القيقا والميقا والتيرا بايت) والسبب  في ذلك يعود  لأسباب اقتصادية من أجل تحقيق أرباح أفضل لشركات للاتصالات,  لذا يجب تبني بيئة تحتية قائمة على أساس خطوط الفئة السريعة مثل الألياف البصرية و الكابلات المتقدمة و الأقمار الاصطناعية و البث الرقمي لتشمل جميع مدن المملكة الرئيسية كحد أدنى, ثالثاً هناك مشكلة في بناء كوادر وطنية رقمية قادرة على المساهمة في  تكوين و إدارة و توزيع المحتوى، وهناك مشكلة في استيعابها قبل الوصول لمرحلة الاكتفاء الذاتي بسبب منافسة القوى العاملة غير السعودية.

تجربة الإعلام الإلكتروني
في الوقت الذي  أبان فيه الروحاني أن حداثة التجربة لدينا وقلة مستخدمي شبكة الإنترنت نسبيا تؤثر سلبا في إقبال المعلنين إلا أن العامل الأهم في نظري هو عدم جدية بيوت الإعلان في التعامل مع هذه المواقع وعدم نجاح هذه المواقع في تسويق نفسها لدى بيوت الإعلان الرئيسية, مشيرا إلى أن الإعلان دائما مرتبط بحجم الجمهور, فالمعلن يبحث دائما عن الوسيلة التي توصله إلى أكبر عدد ممكن من أفراد شرائح المجتمع المستهدفة، فيما يرى
الدكتور الخريجي بأن الإعلام إلكتروني ينافس التقليدي معنويا فقط أي أنه استطاع سحب البساط من الصحف فلم تعد المصدر الأول للأخبار فهناك اتجاه متزايد للاعتماد على المواقع الإلكترونية الإخبارية في الحصول على أحدث المستجدات على الساحة المحلية والعالمية لما يتوفر في تلك المواقع من ميزات لا تتوفر في الإعلام التقليدي مثل التعليق المباشر على الأخبار والمواضيع المختلفة والقدرة على حفظ وإرسال الأخبار .

الأكثر قراءة