شركة سياحية تحارب منافسيها بـ "تحقيق "الاقتصادية" حول المسابقات الوهمية
سعادة رئيس تحرير صحيفة "الاقتصادية"
حفظه الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
أرفق لكم فيما يلي تفاصيل الموقف الذي مررت به الأسبوع الماضي مع إحدى الشركات السياحية الوطنية والتي أعتقد أنه ومن منطلق الدور التوعوي الذي تقوم به صحيفتكم الغراء في تثقيف المواطنين ونقل معاناتهم إلى المسؤولين وإثارة الرأي العام حول القضايا التي تهم المواطن ورفاهيته بغية الحيلولة دون إساءة استغلال جهل المواطن بالأنظمة بغرض سلبه أمواله لقاء وعود وخدمات ومميزات وهمية.
منذ أيام رن الهاتف وكان على الطرف الآخر مندوب إحدى الشركات الوطنية المتخصصة في السياحية – كما قدم نفسه، وأخبرني بأن الغرض من المكالمة كان لإبلاغي بأني وأسرتي قد تم اختيارنا من ضمن عشر أسر فقط من مدينة الرياض، وعند سؤاله عن نوعية أو ماهية هذه الجائزة فأجاب أنها عبارة عن ليال مجانية في أي من منتجعات بلادنا الحبيبة دون الاشتراك في أي من البرامج التي تقدمها الشركة وأنها هدايا مجانية، واستطرد في استعراض عن الشركة وتفاصيل نشاطاتها لكني اضطررت إلى مقاطعته بأني ليس لدي فائض من الوقت وسألته عن قيمة هذه الجائزة وهل هي تستحق أن أحاول أن أقنع زوجي لنحضر إلى الشركة لتسلمها فبادر مندوب الشركة بالتأكيد على أنها هدية قيمة وأنها تعادل عشرة آلاف ريال وأنها ستكون خمسة آلاف باسمي وخمسة أخرى باسم زوجي وذلك إذا ما حضرنا إلى مقر الشركة.....!!!
وفي سياق حديثه المطول والممل عن الشركة ونشاطها ونجاحاتها أفاد بأنهم بخلاف غيرهم من الشركات الأخرى ذات النشاط نفسه وسمى شركة بعينها وأكد لي أنه تم إيقاف تلك الشركة لمخالفتها للأنظمة المرعية في المملكة، وقد وقع هذا الأمر مني وقع المفاجأة وأقلقني ما ذكر عن إقفال تلك الشركة حيث إن إحدى قريباتي اشتركت الصيف الماضي في أحد البرامج التي تقدمها الشركة التي أكد لي أنها أغلقت، الأمر الذي دفعني لسؤاله هل لديه ما يؤكد زعمه؟ ووعد بأن يطلعني على وثائق رسمية تؤكد ما يزعم. وبالكاد أنهيت المكالمة وبعد أن وعدته بأني سأتدارس الموضوع مع زوجي وننظر في جدوى زيارة مكتب الشركة وتسلم الجوائز التي وعدونا بها.
بادرت بإخبار زوجي بالقصة وما دار مع مندوب الشركة الذي أكد لي أن هذه الشركات لا تكون عادة صادقة، لكننا اتفقنا على المرور على مكتب هذه الشركة بعد أن علمنا أنه يقع في أحد المجمعات التجارية المعروفة بمدينة الرياض والذي أرغب في زيارته للتسوق على أي حال.
وصلنا إلى مكتب الشركة وبسؤالنا عن المندوب صاحب المكالمة والذي حدد لنا الموعد أوصلنا أحد الموظفين إلى صالة تحتوي على عدد من الجلسات تفصلها قواطع متحركة وأجلسنا على إحدى الطاولات ومن ثم حضر المندوب وانطلق يحدثنا عن الشركة وأنشطتها، وفي خضم ذلك طلبت منه إبراز الدليل الذي ادعى حيازته لإثبات أنه تم إيقاف نشاط إحدى الشركات التي حدثني عنها على الهاتف فقدم لنا مقالة نشرت في جريدة "الاقتصادية" قبل نحو ستة أشهر بعنوان "شركات تروج أسابيع سياحية بمسابقات جوائزها وهمية" وادعى أنها هي الدليل المتوافر لديه لإيقاف الشركات التي تسوق العروض السياحية. ثم تابع شرح العرض الذي تقدمه شركته على الرغم من تأكيدنا له أننا نود أن نتسلم الجائزة ومن ثم نقيم ما يقدمونه لننظر في جدوى الاشتراك في البرامج التي يقدمونها ومدى مناسبتها لنا. ومع ذلك استفاض في المزايا الكبيرة التي يتمتع بها المشتركون معهم في المنتجعات التي يديرونها مباشرة أو من خلال المنتجعات والشقق الأخرى والأندية التي تتعاون معهم وأدهشني التطابق الكبير بين ما عرضه المندوب علينا وما جاء في قصاصة التحقيق المنشور في جريدة "الاقتصادية" وخاصةً تلك الابتسامات واللباقة المتناهية التي ارتسم بها محيا مندوب الشركة وأسلوبه التي ما لبثت أن اختفت وتحولت إلى "تكشيرة" وعبوس عندما علم أننا لم نحضر لديه إلا لتسلم الهدية التي وعدنا على الهاتف، ونهض ممتعضاً وأحضر لنا بطاقة تخيرنا بين خمس جوائز، والعجيب أن هذه البطاقة تحوي شروطا غريبة لتسلم الجائزة، من أغربها أنه يحق للشركة إلغاء أو تغيير أي من الهدايا دون إخطار مسبق!
وتجدر الإشارة هنا إلى أن تحقيق الأستاذ جابر الحجي لم يحدد شركة بعينها إنما حاول المحرر أن ينبه ويحذر القراء من أوهام وألاعيب مثل هذه الشركات ويؤكد مسؤولية الجهات الرسمية التي تقع على عواتقها مسؤولية تنظيم نشاط هذه الشركات بما في ذلك مندوبوهم المنتشرون في غالبية المجمعات التجارية ويسوقون لبضاعة ربما لا تكون نظامية، لكن للأسف الشديد يبدو أنه لم يستفد من هذا التحقيق سوى الشركات السياحية ذاتها في الاستمرار وربما التوسع في مزاولة نشاطاتهم !!!
أختكم
أم أحمد