غبي منو فيه!
من المخجل ألا يتقبل المواطن الخليجي، النتاج المحكي العربي الخارج عن حدود جغرافيته، ويبدأ في ممارسة الإقصاء عمدا، مستندا على رأي غريب مفاده أن الشعر فقط "هنا"، في حين أن الآخر يحتاج إلى مترجم حين يستمع لإحدى القصائد "هنا". ولعل اللهجات الأخرى تظل صاحبة قدرة أكثر على فرد الكلمات بسلاسة وسهولة فيأتي المعنى مكثفا بصور جميلة. ولا أظن أن اللوم يقع على شعراء الدول الأخرى كونهم لا يعرفون "الذيب" و"المرقب" و"الونة" و ثقافة "ياراكب اللي"، ولكن الأكيد أن ثمة شعر محكي جميل جدا في مصر والسودان ولبنان وسورية وليبيا وباقي البلدان العربية، وقد يفوق بجماله كل المطروح" هنا"، ولكن كيف لنا أن نبني ذائقة تستوعب الجمال بلا حدود.. إلا إذا كان العقل"هنا" يحتاج إلى جواز سفر كي يفهم الآخر!
لاستيعاب الأمر فقط، عليكم تخيل جورج بوش الابن وهو يلقي قصيدة شعبية على طريقة "يا راكب من عندنا فوق بعرور"، لا أعتقد أن الكثيرين سيعجبهم المنظر، وهو كذلك لدى الكثيرين أيضا من إخواننا العرب الذين يُفرض عليهم شعر لا يفهمونه!
وعجبي!