الخميس, 1 مايو 2025 | 3 ذو القَعْدةِ 1446


مياه الصرف الصحي والنترات مصدرخطر على البيئة ومياه الشرب

التنميات المتسارعة لها ضريبتها البيئية على كل الموارد الطبيعية وأهمها الماء، تعرضت بيئتنا لعدة ملوثات بيئية،منها مياه الآبار السطحية وبعض الجوفية تلوثت بمادة النترات الناتجة عن استخدام الأسمدة النيتروجينية ومياه الصرف الصحي غير المعالجة لها آثار صحية بعيدة المدى، وإذا لم تقم الجهات المعنية بمعالجتها والاستفادة منها في الزراعة كأحد الموارد المائية المهمة، لأمن المياه وجب معرفة كمياتها وعمق طبقاتها ونوعيتها ونسبة أملاحها وأماكنها الجغرافية ليتم التعامل مع هذه المعلومات وفق معطيات واضحة المعالم،تغذية مصادر المياه وترشيدها وأيضا تخصيص المياه وحفظ حق الأجيال وعمل التشريعات اللازمة من أولويات عمل الجهات المعنية بها، وتكاليف جلب المياه من مكان لآخر ربما تفوق إنتاجها من أجل ذالك جمعت "الاقتصادية" نخبة من الخبراء في مصادر المياه ووسائل الترشيد والتعقيم فكانت هذه الندوة:

هل تواجه المياه الجوفية في بعض المناطق في المملكة، خصوصا في حائل، مشكلة ما يمكن أن نطلق عليه تلوثا إشعاعيا؟
العيسى: هذا ليس تلوثا إشعاعيا، هذه مواد مشعة طبيعية في طبقات الأرض، أما كلمة تلوث في تعد تجاوزا أتمنى ألا نقع فيه، وتوجد عناصر ثقيلة في المياه الجوفية، وهذه لا تعد تلوثا لأنها موجودة بصورة طبيعية، ويتم معالجتها بشكل كبير بطرق التنقية لمياه الشرب، وللأسف أحيانا نخشى شيئا ونعتاد أمرا آخر مخاطره عالية وهذه مشكلة كبيرة في تقييم مستويات المخاطر، ومثال يوضح ذلك: أنت تخاف من اليورانيوم في الماء أن يحدث تلوثا إشعاعيا، إنما الحقيقة أن الخوف من المخاطر الكيماوية أكبر بكثير من المخاطر الإشعاعية، والعناصر الثقيلة الأخرى الموجودة في المياه، مثل الزنك أو الزرنيخ الكادمبيوم، هذه كلها موجودة في كل المياه الجوفية ليس في المملكة فحسب بل في العالم كله، في طبيعتها وفي مستوياتها المتباينة، لكن وجود الرقابة على جودة مياه الشرب عامل مهم في بث الطمأنينة في نفوس الناس، والرقابة العالية على مستوى الجودة في المياه هي جوهر القضية.
لماذا أغلقت بعض الآبار في منطقة حائل؟
العيسى: أنا ليس لدي علم عن إغلاق أو حفر آبار المياه في أي منطقة، لكن إذا كان إغلاق بعض الآبار لهذا السبب فأنا أعتقد أن هناك ضرورة لإعادة النظر في بعض القرارات المشابهة، إذا كان الغلق لسبب تلوثها من عدمه فيحتاج إلى بحث وتفصيل.
مياه مدينة الرياض في جهاتها المختلفة، هل بجودة المياه نفسها، ولماذا؟
العيسى: في مستوى التلوث نفسه، أنا لا أعرف أن المياه في مناطق الرياض فيها تلوث، ولكن من المتوقع ألا يتم الاعتماد على التحليل المنطقي فقط بل لا بد من تحليل الماء في المختبرات، ودون القياس تأتي فرضيات كثيرة. أنا في رأيي أن تلوث الهواء في الرياض أشد من تلوث المياه، لكن أيضا دون قياس، ولا يمكن البناء على هذا الأمر، القياس للملوثات في المياه في شبكات الرياض، أما نوعية المياه فقد كانت هناك فترة عانت فيها المياه من تباينات في نوعية المياه، هذا التباين طبعا نوعية المياه التي أقصدها من ناحية الملوحة، هناك بعض الأماكن في حالة الطلب الشديد على المياه أثناء الصيف يرتفع الاستهلاك، ومع التطور في نسبة مياه التحلية في مدينة الرياض حدث تطور في حقول جديدة، هناك نحو 60 بئرا جديدة في حقل جديد بالحنين، وهذا يعطي كمية مياه أعتقد نحو 300 ألف متر مكعب من كل وحدة فقط، وهذه إضافة جديدة للرياض، وأيضا هناك توسعة في محطات تنقية المياه في الرياض وصلت إلى الضعف في بعض المحطات، فبالتالي القصور الذي كان موجودا في السابق لأسباب ولفترات محدودة ومقبولة من ناحية الاستهلاك، أيضا يتم تجاوزه الآن، لكن يجب أن تكون الخطط متصلة وتعتمد على دراسات وتوقعات مستقبلية مع العلم أن النمو في مدينة الرياض كان من الصعب التكهن به، لأنه كان نموا فريدا من نوعه مثلما ذكرت نحو 8 في المائة حسب أرقام الهيئة العليا لتطوير مدينة الرياض. وهذه نسبة نمو غير عادية تتطلب استهلاك كل شيء، حتى استهلاك أمني، هناك حاجة للتغطية الأمنية، حاجة للتغطية المرورية، وحتى مستوى الهواء والرعاية الصحية وغيرها من الأمور وليس فقط المياه.
السعود: بالنسبة للملوثات، لكل قطاع ملوثاته الخاصة، فالقطاع الزراعي مثلا له ملوثات بالأسمدة والمبيدات، وملوثات بالنتروجين خاصة في مناطق معينة التي يستخدم أهلها على سبيل المثال المياه من الآبار مباشرة إذا كانت نوعية المياه جدية لدرجة أنها تستخدم مباشرة فيؤدي النيتروجين مثلا على حدوث الفشل الكلوي وغيره من الأمراض، طبعا الملوثات لها المسببات نفسها، المبيدات التي نستخدمها، فبعض الحالات يسرف المزارع في استخدامها وبصورة تتجاوز المطلوب، وكذلك يقال بالنسبة للأسمدة، كما يستخدم الري استخداما غير رشيد، ومع هذه الاستخدامات المبالغ فيها يحدث ما يسمى بغسيل التربة من سطح الأرض على أن تصل التأثيرات الملوثة إلى المياه الجوفية ثم تستهلك المياه بطريقة مباشرة من الآبار في بعض الأحيان فهذا يسبب تلوثا قد يؤدي إلى بعض الأمراض والآثار الصحية السلبية الضارة، لكن نرجع مرة ثانية للقطاع الزراعي ملوثات مصادرها معروفة.
أما فيما يتعلق بما يمكن أن يسبب تلوثا لمياه الشرب فحسب علمي وأنا مستهلك، أنا أعتقد أن مياه الرياض نوعيتها جيدة جدا وآمنة.
ما ملوثات مياه الشرب بشكل عام وكيف نأخذ الحذر منها؟
السعود: الملوث عنصر غير مرغوب فيه، وقد يأتي من مصادر عديدة، لكن بالنسبة لمدينة الرياض فاحتمال وجود الاختلاط أو ما يسمى بالدورات، وهي أن تضطر إلى وقف ضخ المياه في الشبكة لمدة أسبوع لتعود المياه بصورة سليمة مرة أخرى، فإذا كان هناك تسرب إلى الشبكات من 30 إلى 40 في المائة فمعناه أن عندك عائدا بهذه النسبة بطريقة أو بأقرب، أي يدخل ملوث بالنسبة نفسها على داخل أنابيب الشبكة. وأتوقع أن مياه الرياض في الغالب هي مياه آمنة وغير ملوثة.
الزرعة: يمكن تقسيم الملوثات إلى نوعين: طبيعية وإن كانت تجاوزا كما ذكر الدكتور العيسى لا تعد ملوثات، ولكن للتصنيف فقط وهذه قد توجد في الطبقات الأرضية فتلوث المياه في هذه الطبقات، لكن هناك أيضا التلوث من النشاطات البشرية سواء كانت بلدية أو زراعية، فالبلدية قد تنحصر في عدم وجود شبكة صرف صحي وهذه مسألة مهمة جدا، في بعض مناطق المملكة التي لا توجد فيها شبكة صرف الصحي يحدث تلوث للمياه السطحية وليس المياه العميقة.
وفقد شبكة مياه الصرف الصحي في بعض المناطق أدى إلى ارتفاع منسوب المياه السطحية كما في الرياض مثلا وجدة وبعض مناطق الشرقية الأحساء وهناك الآن طرق مغطاة كاملا بمياه الصرف الصحي لعدم توافر شبكة الصرف الصحي، وهذا يتسبب في معاناة السكان في هذه المناطق ويجب أن يوجد حل سريع لهذه المشكلة البيئية فقبل تلوث المياه هناك مشكلة صحية على الإنسان نفسه.
أيضا هناك الملوثات الزراعية وهي وفق بحث أجري في الرياض وربط التلوث أو زيادة النترات في المياه بالنشاط الزراعي حول البئر، حيث وجد ارتباط بين النشاط الزراعي وزيادة النشاط في بعض الآبار، خاصة الآبار السطحية في بعض الوديان، فوجد أن هناك زيادة في النترات التي تعد ملوثة للمياه وتؤثر في الصحة، خاصة صحة الأطفال.
ولعلي هنا أنادي بشكل خاص أصحاب القرار والمسؤولين في وزارة المياه أن يتخذ قرار سريع لإيجاد حل جذري لمشكلة ارتفاع منسوب المياه السطحية في بعض المناطق التي تفتقد شبكات الصرف الصحي.
الشايع: بصراحة هذا الموضوع ليس مجال تخصص لكني أعتقد إذا تردد أو ثبت وجود تلوث من نوع ما، فيفترض إحالته إلى المختصين في الجامعات أو مراكز الأبحاث لنفي أو إثبات مدى وجود التلوث من عدمه.
هل يمكن تطبيق فكرة خطين للمياه داخل المنزل الواحد، أحدهما للشرب والآخر للأغراض المنزلية ؟
العيسى: يبدو أنك تتكلم عن تكاليف نوعية المياه، وفي تقديري أن استخدام المياه المعبأة يكون أفضل وأسهل من وجود خطين وبقية المياه في جودة غير مناسبة للشرب لكن مناسبة للاستخدامات الأخرى، هذا إحدى الوسائل، أو اللجوء إلى تدوير المياه الاستهلاكية داخل المنزل لأعمال أخرى أو ما يسمى بالمياه الرمادية، كل هذا يقع تحت مسمى أوسع من هذا النطاق وهو إدارة مصادر المياه من المخزون المائي إلى مستوى الاستهلاك الفردي وهذا يحتاج إلى استراتيجية وطنية أكثر منها مبادرات معينة ، وبالتالي نرى أن هذا هو الحل الأمثل والوحيد للمشكلة، فالمفروض أن تكون لدينا نظرة شاملة، فالنقاش والتداول يبقى محصورا في طاولات البحث لكن لن تكون هناك إضافة حقيقية في غياب استراتيجية وطنية لإدارة المياه.
السعود: فكرة الخطين متعبة في بعض المناطق، لكن المشكلة هنا تكمن فيما يسمى بالتكاليف الثابتة وهي ضخمة جدا فأنت هنا تنشئ شبكة أخرى بحجم مدينة الرياض نفسه، الاستثمار فيها ضخم فأعتقد أن الفكرة ومن وجهة نظر مطروحة على الطاولة غير مناسبة للتطبيق لكن يمكن وضع خطين في بعض المنشآت بشكل مستقل مثل استخدام المياه الجوفية المحلية، كما هو مسموح حاليا في مدينة الرياض إذا كانت المساحة في حدود ألف أو 1500 متر مربع، تستطيع أن تحفر بئرا داخل المنزل وتستخدمها في الأغراض المختلفة.
فهذا أمر ممكن التطبيق على مستوى المنشأة، لكن أن تطرح فكرة شبكة أخرى لمدينة مثل مدينة الرياض مساحتها نحو 2400 كيلو متر مربع 40 x 60 كم، فبالتالي تصبح غير ملائمة اقتصاديا، ولكن تبقى فكرة تناقش.
الزرعة: صحيح أن هذه الفكرة مطبقة في بعض دول الخليج، لكن أتفق مع الإخوان على أن مسألة التكلفة تجعل من الصعب تطبيقها لدينا، وأعتقد أن هذا قد يكون دور القطاع الخاص، خصوصا في المناطق السكنية الجديدة يمكن أن يكون فيها شبكتان، فيمكن دخول القطاع الخاص لإنشاء هذه الشبكة الخاصة بالأغراض المنزلية وشبكة أخرى للمياه، وهذه قد يستفيد القطاع الخاص إذا بدأ في تنفيذها خاصة في المناطق الجديدة، أما في المناطق القديمة فمن الصعب تنفيذ الشبكة فيها.
الشايع: أعتقد هناك تساؤلات أخرى لماذا اخترنا خطين، فعندنا حصاد الأمطار غير مطبق في المملكة بينما هو مطبق في دول أخرى، أعتقد أن ما يحسم الأمر قضية التكاليف الثابتة كإنشاء شبكة تكلفتها عالية جدا، فهناك أحياء جديدة تعاني مشكلة إقامة شبكة لخط مياه التحلية، فما بالنا بشبكة ثابتة لمياه الاستخدامات المنزلية لنحو ستة أو سبعة ملايين نسمة هم سكان مدينة الرياض مثلا، أتوقع أنه من الصعب جدا أن تناقش مثل هذه الفكرة لأن تكاليفها عالية جدا فالأمر في رأيي يعتمد على التكاليف.
العيسى: لماذا لم نفكر مثلا في معالجة المياه في المنزل بمحطة تقنية صغيرة، أنا في رأيي أن الوزارة تتجاوز هذا حتى تضمن سلامة المياه و مستواها واحد وبالتالي تحتاج إلى أن تتأكد أن نوعية المياه مناسبة للجميع، وهذا أحد الحلول، ويمكن أن يغنينا عن إنشاء شبكة أخرى وإدارتها فعندنا الآن عجز في تغطية هذه الشبكة لكثير من المناطق، والتسرب لهذه الشبكة وإداراتها فهذه تحديات كبيرة، فكيف نضيف عبئا كبيرا إلى عبء موجود فهذا حقيقة ليس الخيار الأمثل.
السعود: حتى كود البناء من المفروض أن تتخذ في وضع استراتيجية لإدارة الماء داخل المنزل، نحن في وطن يعاني كله مشكلة مياه، ومن المفروض تقنين كود البناء داخل المنزل بحيث يعالج تفاصيل التفاصيل داخل المنزل، لما يوفره على سبيل المثال استخدام المواد المرشدة لاستهلاك المياه.
لكن في الوقت نفسه نعود لكود البناء فإلى الآن الناس يبنون بانيو، ومسبحا، حتى المسبح ليس مناسبا لفيلا صغيرة ويستوعب كمية مياه ضخمة جدا يدفع صاحبها فاتورة تماثل ما يدفعه صاحب فيلا كبيرة، قيمة التعرفة يجب أن تختلف فهو في ذلك يسدد مبلغا مماثلا لصاحب الاستهلاك الأقل، فإذا أراد المسبح فليدفع على الأقل تكلفة المياه.
الزرعة: كنت أريد أن أؤكد على كلام الدكتور العيسى أنه يجب أولا الاستفادة من المياه الموجودة والمستخدمة في المنزل أي إعادة تنقية المياه الرمادية، وهذه أعتقد من السهولة خاصة في ري الحدائق في المنزل، وهذا جدير أن يبحث من قبل وزارة المياه بدراسة هذا الموضوع وجدواه.
مياه الصرف الصحي كيف يمكن الاستفادة منها بالصورة المثلى والقصوى؟
العيسى: الحقيقة أن مشاريع معالجة مياه الصرف الصحي هي المشاريع المكلفة إلى حد كبير والشاقة من الناحية الهندسية، وعادة ما تكون في آخر القائمة وبالتالي لا تلقى ما تلقاه مياه الشبكات، فمياه الصرف الصحي في الرياض مثلا إذا يستهلك 1 إلى 1.5 مليون متر مكعب في محطة من محطات المعالجة في الرياض تعالج بما يصل 600 ألف متر مكعب وهناك محطة أخرى ستضاف قريبا في حي السلي حسب علمي، يستهلك منها أو تنتج 300 ألف متر مكعب من هذه المياه، والبقية تطلق في واد جديد في الرياض تستخدم المياه المعالجة والمشكلة بالنسبة لهذه المياه المعالجة ليست في أنها غير مناسبة، إنما المشكلة في عملية إطلاق مياه الصرف الصحي في نقاط أخرى من الوادي، وبالتالي تسيء إلى نوعية هذه المياه، المياه التي تنتج من المحطة تعتبر من الناحية الهندسية والتصميمية جيدة ومفروض ألا تبقى في هذا الوضع ويجب أن يكون هناك رقابة و تقييد أكبر في متابعة صرف مياه الصرف الصحي الأخرى التي تجمع في الناقلات وترمى في هذا الوادي، وإعادة النظر في مسألة معالجة مياه الصرف الصحي وتغذية بعض التكوينات الجوفية وهذا يدعو مرة أخرى إلى النظر في عملية اختيار محطات الصرف الصحي في المدن، وفي مرحلة مبكرة الاستفادة من نقاط التغذية الجوفية بعد معالجة هذه المياه ولا أقصد أنه تغذية المياه الجوفية من مياه الصرف الصحي دون معالجة، ولهذا يجب معالجة مياه الصرف الصحي وتحتاج إلى رقابة في الجودة ومختبرات داخل هذه المحطات. وهذا الأسلوب في رأيي يعوض بشكل كبير حتى فيما يتعلق بالإنتاج الزراعي، إذا لم يعد استخدامها مباشرة يمكن أن تستخدم عن طريق التغذية الجوفية وهذا يتم الآن دون تخطيط في محطة الحائر في الرياض، تغذي متكون العرب وتنتج مياه في آبار في الطرف الآخر ويتم تغذية بعض المزارع بها ومنسوب هذه الآبار ارتفع بسبب التغذية السطحية، ترك الأمر على هذا الوضع والاعتماد على إلقاء الماء وبالتالي نسبة البخر الكبيرة وتأثيرها البيئي كبير مما يؤدي إلى مشاكل بيئية تحتاج إلى أن يكون هناك تصميم هندسي أمثل في معالجة هذا الموضوع.
الشايع: بالنسبة لمياه الصرف المعالجة في وطن كالمملكة تعد مصدرا من مصادر المياه وتمثل قيمة عالية ومن المفروض أن نستفيد من كل قطرة من المياه.
ما حجم مياه الصرف الصحي التي تعالج في محطات الرياض وما الكميات التي لا يتم معالجتها؟
العيسى: ما أعرفه في هذا الموضوع كمطلع أن هناك نحو أقل من خمس المياه التي تغذي الرياض يتم إعادة تدويرها ومعالجتها وتستخدم في الزراعة والفائض أيضا من هذه المياه التي يتم جمعها من شبكة الصرف الصحي يتم إطلاقه في وادي الحائر بمياه معالجة وصحية طبعا ليست مناسبة للاستهلاك.
المشكلة أن مياه الصرف الصحي أيضا في خزانات جمع مياه الصرف الصحي أو الموجود في البيارات، ويتم تجميعها أيضا بحاويات ويتم إطلاقها من قائدي هذه الحاويات أو الناقلات إلى هذه المنطقة وهذا يؤدي إلى تلوث المنطقة وبالتالي في رأيي قد يفهم أن مياه محطة المعالجة ملوثة وليس بالضرورة أن هذا الكلام صحيح.
السعود: الصرف الصحي أقل من 20 في المائة من المياه يعاد استخدامها لكن هناك نحو 50 – 60 في المائة من المياه من مياه الرياض لا تعود للمحطة كمياه صرف، فشبكة الصرف لا تغطي مدينة الرياض كلها، لاحظوا أننا نتكلم عن مدينة الرياض، ولو مررت على قرى المملكة جميعها وخمس إلى ست مدن هي التي تملك صرفا صحيا، بينما المدن الصغيرة لا يوجد فيها محطة صرف، ربما لدينا نحو 22 محطة صرف لكن المدن الصغيرة لا يوجد فيها محطة صرف ولا وسائل جمع مياه الصرف الصحي، جمع مياه الصرف الصحي ثم التخلص منها بالمعالجة هذا مطلب وطني لأنه أمر بيئي يؤدي للتخلص من هذه المياه بمعالجتها لخدمة الوطن لأنها تحمي المواطنين من أضرارها والأمراض التي تتسبب فيها، ونستخدمها للتقليل من الضغط على استهلاك المياه الجوفية، وأهم نقطة في الصرف الصحي التخلص من النفايات الضارة الموجودة، وهذا أهم من إعادة الماء المعالج في رأيي مسألة ضرورية، فالمفروض أن نتجه اتجاها إلى هدف معالجة 100 في المائة من مياه الصرف الصحي، والمفروض أن هذا الهدف المهم ينبغي أن تتبناه وزارة المياه.
الزرعة: أعتقد أن الموضوع تشعب بعض الشيء من ناحية الصرف الصحي، لكن أنا أنظر إلى الموضوع من زاوية أخرى، لو لم يتم معالجة هذه المياه، ماذا سيحدث؟
هناك مشكلة بيئية يجب أن تحل، حيث هناك كميات هائلة من مياه الصرف تلقى بها في مكان واحد، ماذا سيحصل بعد عشر أو 15 سنة بهذه المياه، أين تتسرب، لا بد أن تجد حلا لهذه المشكلة بإعادة تدويرها، قد لا تكون مقبولة اجتماعيا بالنسبة للأشخاص الذين يستخدمون هذه النوعية من المياه، لكن هناك مجالات مثل الزراعة وهي المستهلك الأول للمياه. والصناعة الآن قطاع مستهلك بكميات كبيرة من المياه، وهناك قطاعات تستخدم المياه للتبريد كالتوربينات ، وهناك صناعة الأصباغ والأقمشة، ففي بعض مناطق المملكة وجدت مصانع تستهلك كميات كبيرة من المياه، فهذه يجب التركيز عليها والاستفادة منها في القطاع الصناعي، لأنها غير مقبولة اجتماعيا لاستخدامها من قبل الفرد السعودي، حتى لو عولجت وأصبحت آمنة للشرب.
الشايع: أعتقد أن منطقتي الدرعية والعمارية تستخدمان مياه الصرف الصحي المعالجة، منطقة الخرج منطقة زراعية وقريبة من الرياض، إذا تحدثنا عن تخصيص مياه الصرف، فيفترض الاستفادة من هذا الجانب، قضية تخصيص مياه الصرف كما أشرت تستخدم في الحصول على الأسمدة من هذه المياه في دول أخرى فيفترض أننا أولى بهذا الجانب.
لا أدري بالضبط كم نسبة مياه الصرف التي تلقى في جنوب الرياض ،فإذا كانت مدينة الرياض بحجمها السكاني الكبير تنتج كميات كبيرة من مياه الصرف الصحي، فيجب أن يخطط مستقبلا لمواجهة هذه المشكلة، ويمكن أن تكون منطقة الخرج الزراعية والقريبة من الرياض مستفيدة من جانب من هذه المياه، وطبعا دراسة هذه الأمور دراسة متأنية والبحث عن أفضل وأمثل الحلول يعود على المجتمع ككل بالفائدة.
العيسى: بحكم اختصاصي وانتمائي لمدينة الملك عبد العزيز للعلوم والتقنية، أود أن أضيف بالحديث عن تجربة بحثية أجريت في "المدينة" في معالجة مياه الصرف الصحي من جانبين، الأول: جانب التلويث الكيماوي والثاني جانب التلوث البيولوجي ومعالجته بالتشعيع وهذه تجربة منتشرة عالميا لكن درسناها وجربناها محليا. وفي هذا الإطار يوجد مشروع الآن في مدينة الملك عبد العزيز لإنشاء معالج إلكتروني بسيط، ويعتبر إحدى وسائل التشعيع للحفظ الغذائي أو للتعقيم الطبي أو المعالجة البيئية للغازات السامة التي تخرج من العوادم، وأيضا لمعالجة مياه الصرف الصحي، ولنا تجربة بحثية وأيضا مشاريع في هذا الإطار.
وتتم طريقة تشعيع مياه الصرف الصحي لتعقيمها ومعالجتها بيولوجيا عن طريق تعريض مجرى الماء إلى حزمة من الإلكترونات أو الأشعة السينية على حسب التصميم الهندسي تعرضها إلى جرعة كفيلة بتعقيم هذه المياه بشكل كبير جدا ينافس حتى وسائل التعقيم المعمول بها الآن وأيضا تكسر كثيرا من السموم والملوثات في هذه المياه خاصة الملوثات العضوية مثل الملوثات المضافة الآن للبترول فيما يتعلق بمادة "إم تي بي أيه" وهي الإضافة البديلة للرصاص في وقود السيارات، هذه تعمل بشكل كبير على تفكيك هذه المواد الملوثة وجعلها أكثر صلاحية للشرب، لكن تظل هذه دراسات تحتاج إلى تطبيق عملي ودراسات جدوى اقتصادية وتشغيلية فيها.
أنفقنا أكثر من 100 مليار ريال في تحلية المياه، هل تساوي واحدا من المشاريع الكبيرة، لو وجهت لمياه الشرب وعوض أصحابها؟
العيسى: أولاً نحن نحتاج لصرف هذا المبلغ وأكثر مرة أخرى على صناعات تقنية التحلية وليس فقط التحلية، ولكن مسألة الأرقام والتعويض، الماء عصب الحياة فمهما دفعنا فيه وتكلفنا فهو أمر لا بديل عنه.
ما مصادر المياه التي تستهلكها الشركات المنتجة للأعلاف؟
العيسى: يبدو أنه لا توجد ثقة في قراءة الأرقام، عندما نقول 80 – 90 في المائة من مياه الري تستخدم في الزراعة، هذه المياه غير صالحة للشرب بالضرورة وهذا الذي أقصده وطرحته من المطالبة بضرورة وضع إدارة شاملة لمصادر المياه ومن تكويناتها أن هذه المياه الصالحة للشرب يجب ألا تستخدم للزراعة والمياه الأقل صلاحية تبدأ عملية الموازنة ما بين استخدامها في الري واستهلاكها في مجالات أخرى، وهذا أمر ملح، لماذا أجلب مياه تحلية مثلا للجوف أو لحائل أو للقصيم، وأنا أستطيع أن أجد مياها في مستوى جودة مناسب لهذه المناطق، فأعتقد أنه من المهم عملية توزيع المياه وإدارتها حسب التكوينات ومصادرها، وتكلفة نقل مياه التحلية للرياض في رأيي، وهو رأي المختصين حسب ما اطلعت تعادل تقريبا تكلفة إنتاجها، إذن عملية النقل لا ننساها، العملة ليست عملية إنتاج فقط، وأيضا عملية التشغيل لا ننساها، العمر الافتراضي هذه أمور اقتصادية كبيرة يطول الحديث فيها، لكن لا نأخذ جزئية ونعلق عليها، الأمر يجب النظر بشمولية لإدارة مصادر المياه ولا أعتقد أنه سيكون هناك أولى وأشمل من دراستها من خلال الجهات المختصة لوزارة المياه.
السعود: بالنسبة للمياه التي تستخدم في الزراعة على سبيل المثال لو تم تحويل الماء من البسيطا إلى الرياض، فبعد مصادر المياه عن التجمع السكاني، خاصة في المياه الزراعية أمر واضح، حرض مثلا فيها كمية مياه جيدة لكنها بعيدة عن أقرب مكان حضري وهو الرياض والخرج، فهذا واحد من العوامل. وكما أشار الدكتور العيسى أن تكلفة النقل ربما توازي تكلفة الإنتاج أو ربما ضعف التكلفة، الأمر الثاني يتمثل في نوعية المياه، فالمياه مثلا في البسيطا نوعيتها جيدة لكن كثيرا من المناطق الزراعية الموجودة في المملكة ربما تكون نوعية المياه فيها تحتاج إلى عملية تحلية ولو بسيطة أقل مما يتم في الجبيل وينبع من تحلية كاملة لمياه البحر، لكن في الوقت نفسه هناك عملية تكلفة التحلية، إذن وزارة المياه يمكن أن تجربها في بعض المدن الصغيرة، وبالتالي المقارنة هنا ليست مقارنة دقيقة، هل هي 100 مليار أم أخذ مياه البسيطا، فمياه البسيطا إذا مددتها إلى طبرجل أو سكاكا، فهذا أمر مناسب لكن إذا افترضنا الهفوف التي يأتيها الماء من البحر، فبالتالي سعر الماء الجوفي الذي تستخدمه في الزراعة قريب من تكلفة مياه التحلية، وبالتالي البسيطا تقارنها بالرياض لا يصح، ولا حتى تقارنها بحائل.
الزرعة: طبعا ليس كل مناطق المملكة تستخدم مياه التحلية، هناك كثير من المناطق تعتمد على المياه الجوفية، القليل من المدن الرئيسية تعتمد على مياه التحلية، فكثير من مناطق المملكة مثل حائل والقصيم تصلها مياه التحلية، وما زالت بعض المناطق مثل تبوك والجوف تعتمد على المياه الجوفية، وإن كانت المياه تستخدم في الزراعة تبقى مصدرا أساسيا لمياه الشرب، يجب المحافظة والموازنة بين الأمرين الشرب والزراعة، يجب ألا يكون هذا على حساب ذاك، فيجب المحافظة كذلك على نوعية المياه الجيدة والتي تصلح للشرب مباشرة، حيث يكون معدل تركيز الأملاح فيها منخفضا جدا. فأنا أعتقد أنه يجب أن يكون هناك وعي من الجانب الزراعي في المحافظة على المياه للأجيال المقبلة، خاصة أنها المصدر الوحيد للشرب في بعض المناطق التي لا تصل مياه التحلية إليها، لأن تكلفة النقل تكون عالية جدا.
الشايع: قضية نقل المياه من جهة إلى جهة أعتقد أنه أمر استثمار اقتصادي قبل كل شيء، قضية التحلية نحن قطعنا فيها باعا كبيرا وكانت خيارات مدروسة حتى كان هناك خيار قديم خلال عهد الملك فهد بن عبد العزيز يرحمه الله، يتمثل في اللجوء إلى مياه دجلة والفرات أو شراء المياه عن طريق تركيا، وكلها كانت خيارات استراتيجية تم دراستها لكن تم اتخاذ قرار تحلية المياه وهو الذي اتضح مع الوقت مناسبته وحكمته، حتى إنه في أمريكا ينظر لهذا القرار باحترام، فتحلية مياه البحر مورد ثابت ليس له دخل بمواردنا من المياه الجوفية. وقضية النقل ترتبط بالتكاليف فقط لا أقل ولا أكثر، وأعتقد المسافة التي تقطعها المياه من الجوف إلى الرياض مسافة كبيرة جدا، وكذلك من شمال حائل إلى الرياض، فقضية ضخها هي التكاليف نفسها، أما قضية تعويض أصحاب الاستثمارات هذا خيار أكبر من أن نحله في هذه الندوة، فهو خيار استثماري راجع لسياسة وزارتي المياه والزراعة.
لكل ما مضى هل لدينا أمن مائي؟
العيسى: إذا كان الأمر يخص الموارد فهي متوافرة سواء مياه جوفية أو بحار، أما فيما يخص إدارة موارد المياه وتقنيات معالجتها بشكل يجعلها صالحة للشرب، فتحتاج إلى الكثير من إعادة النظر برفع المستوى للأمن المائي مستهلك للماء وأجده في المنزل، وأعتقد أنه موجود، لكن السؤال عن الطاقة يوجه لجهة الاختصاص وهي وزارة المياه.
السعود: أعتقد أن الماء موجود ومستمر، فالخوف ليس على مياه الشرب، فالأمن المائي يدخل فيه الأمن الزراعي، بالنسبة لمياه الشرب شخصيا لا أعتقد أن لدينا مشكلة إن شاء الله، حتى لو ارتفعت التكاليف في ظل الطفرة الاقتصادية، فلا أعتقد أن لدينا مشكلة في مياه الشرب، المشكلة حقيقة وأرى أنها تواجه مزارعا ظل يزرع لمدة 15 عاما ثم توقف لأنه لم يجد الماء، فهذه هي المشكلة، وهي حقيقة موجودة وقبلناها.
فالأمن المائي في بعض الأحيان حتى يدخل فيه الأمن الوظيفي، بمعنى أن هذا الشخص لم تعد لديه مزرعة منتجة، المشكلة عندنا ليست في مياه الشرب بل في مياه الزراعة.
الزرعة: الماء قديما يقال كان فيه أرخص موجود وأعز مفقود، فبالنسبة للأمن المائي، لا شك أن وزارة المياه لها خطط استراتيجية تضعها في مجال الأمن المائي، لكن هناك مياها جوفية، فالمملكة حباها الله سبحانه وتعالى بوجود خزانات مياه جوفية كبيرة، يجب المحافظة عليها لتحقيق الأمن المائي.
تعريف الأمن المائي من وجهة نظركم ما هو؟
الزرعة: الأمن المائي أن أجده وقتما أحتاج إليه، ويجب أن نسعى جميعا لتأمينه وتوفيره لأبنائنا وللأجيال المقبلة، وعلى وزارة المياه أن تضع الخطط للمحافظة على المياه الجوفية غير المتجددة، وأنا أصر على أنها غير متجددة، خاصة العميقة منها، فيجب المحافظة عليها وإطالة عمر هذه المكامن الحاملة للمياه، ولتحقيق الأمن المائي للأجيال المقبلة، والمياه الجوفية لها عمر افتراضي فهي كمناجم الفحم إذا استهلك نضب المنجم، فأعتقد المياه أحافير عمرها ما يزيد على عشرين ألف سنة أو أكثر، ولا شك أنها ناضبة يوما ما، ويجب العمل على المحافظة عليها وإطالة عمرها.
هل هناك تقديرات متوافرة عن العمر الافتراضي لهذه المياه الجوفية؟
الزرعة: ليس هناك تقديرات دقيقة، وهناك دراسات لم نطلع عليها وأعتقد أنها متاحة للمستشارين في وزارة المياه يمكن الاطلاع عليها، وهناك آبار عشوائية لا تعرف عنها الوزارة، وهذه أيضا لا تؤخذ في الحسبان عند تقدير حجم الاستهلاك، وبالتالي معرفة العمر الافتراضي للمياه الجوفية، فكل هذه مجتمعة قد تعطيك دلالة على العمر التقديري للمياه الجوفية ومتى ستبقى؟ ستطول أم ستقصر؟ أنا أعتقد أن هناك أرقاما تقديرية موجودة لدى الوزارة تعتمد على المعلومات المتوافرة لدى الشركات الاستشارية التي قامت بدراسات لحقول مهمة مثل حقل الوجيد، أم رضمة، هناك حقول أيضا ستدرس، فهذه الخطة موجودة لدى الوزارة لدراسة وتقدير العمر الافتراضي للحقول الرئيسية العشرة الموجودة في المملكة، وأيضا بإمكانك إذا قدرت حجم الاستهلاك اليومي من هذه الحقول أن تقدر العمر الافتراضي لهذه الحقول.
الشايع: أعتقد الإجابة على الأمن المائي يحتاج إلى أن أعرف مصادر المياه الموجودة في المملكة، نحن لدينا مصدران، مصادر تقليدية ومصادر غير تقليدية، طبعا المصادر التقليدية هي السطحية والجوفية ويجب أن نقيم هذه المصادر سنويا وماذا يطرأ عليها؟ وهل هناك انخفاض كبير في منسوب المياه الجوفية ؟ والمياه السطحية ومدى تغذيتها للمياه الجوفية، أيضا المياه غير التقليدية وهي مياه البحر المحلاة والمياه المعالجة، يجب أن يتم كذلك تقييمها سنويا ومعرفة المتغيرات التي تحدث عليها.
أعتقد أنه ليس هناك مزايدة على قضية الوطنية بشأن المياه، مستقبل الأجيال المقبلة متوقف على المياه والتنمية المستدامة، ويجب الاستخدام الأمثل للموارد المائية، سواء في الزراعة أو الصناعة أو غيرها، ويجب أن يعلم المزارع أن مصادر المياه ومشاكلها هي الأقرب له، لأن مهنته سوف تنتهي وتتوقف عندما تجف المياه، وربما يقع العبء على الجامعات والجهات البحثية مثل مدينة الملك عبد العزيز للعلوم والتقنية لتحديد الاحتياجات لكل طرف مثلما قال الدكتور الزرعة إذا عرفنا استهلاكنا اليوم في جميع المجالات، سواء في الإنتاج الزراعي أو في الاستهلاك الفردي، أو في الاستهلاك الصناعي والمدني، نستطيع أن نقدر المخزون المائي.
الزرعة: هناك غياب حقيقة للمعلومة في استهلاك كثير من القطاعات، فالقطاع الصناعي هناك محاولات عديدة لتحديد حجم استهلاك هذا القطاع من المياه، خاصة مع دخول المملكة مرحلة جديدة من الانفتاح على الاستثمار، وهناك الآن عدة شركات تستعد لدخول المملكة من أجل الاستثمار، وسيكون استخدامها للمياه جزءا من استثمارها، فالتعدين مثلا وهذا أيضا درس وقبل من جانب وكالة الوزارة للبترول، فأعتقد أن هناك غيابا للمعلومة الدقيقة، ويجب أن يكون هناك مناداة لأن يكون لدينا مركز للمعلومات المائية، ويجب على وزارة المياه أن تهتم بهذا الموضوع لتوفير المعلومة وتوثيقها أيضا بالنسبة لاستهلاك المياه في جميع القطاعات.
في وضعنا الحالي هل نحن نقوم بتنمية مستدامة للمياه أم لا ؟
العيسى: الحقيقة موضوع التنمية المستدامة نحن أبعد ما نكون عنه، في الوقت الحالي، خاصة في موضوع المياه، وأعتقد أن هذا شيء مدرك الآن، وأول خطوة إيجابية في هذا الاتجاه هو فصل موضوع المياه عن الزراعة، والخطوة الأخرى هي تخصيص المياه، وهذا جانب آخر حتى تصبح للوزارة القدرة على دراسة الموضوع والتحقق من تكامل جوانب التنمية المستدامة فيه، أنا أعتقد أننا نحتاج فقط إلى أن نسابق الزمن ويجب ألا نأخذ الأمور بهدوء شديد، لأن هناك سباقا بين الدول ونحن حبانا الله قدرة اقتصادية وأصبح لدينا أيضا قدرة بشرية ونوعية متطورة لهذه القدرة ومتميزة أيضا ونحتاج لأن نفعلها بشكل أكبر وأن نخطو بخطى أوسع مما نسير عليها الآن، فقط نطمح أن نرى هذه الإنجازات في حياتنا الراهنة.
الشايع: أنا الحقيقة آخذ السؤال بطريقة إيجابية أكثر من أن نأخذها بنقد الذات، لأن لدينا النقد الذاتي يرتفع بشكل عال جدا، وللنظرة الإيجابية أعتقد أن الحاجة ماسة لدينا إلى مجلس أعلى للمياه يجمع المستهلكين للمياه في الزراعة والصناعة والمجالات الأخرى.

الأكثر قراءة