الزراعة في الجنادرية

النشاط الزراعي السعودي في الماضي القريب كان يعتمد في عملياته الزراعية على الطرق البدائية في الري والحراثة والحصاد باستخدام الحيوانات التي كانت عاملا مساعدا في تلك العمليات، وكانت هي وسائط النقل لنقل المنتجات الزراعية للأسواق، وكانت العامل المساعد في التجهيز فيما بعد الحصاد، واستخدمت الطرق البدائية في حفظ مخرجات نشاط الزراعة مثل تجفيف اللحوم والتمور والفواكه الأخرى وكذلك مشتقات الألبان. وفي الأمس كان المزارع يدفع ثمن فاتورة احتياجاته ومستلزماته اليومية له ولأفراد أسرته بجزء من منتجاته يتم دفعها بعد جني المحصول. والزائر لمهرجان الجنادرية المنعقد هذه الأيام يلحظ الارتباط الوثيق لهذا النشاط بحياة الأفراد في هذه البلاد حيث إن كل منطقة من مناطق المملكة المشاركة في هذا المهرجان تبرز موروثها وفي مقدمته الأدوات المستخدمة في الزراعة وصيد الأسماك سواء مدخلات أو مخرجات لهذا النشاط وتتجلى الصورة بشكل أوضح في جناح وزارة الزراعة حيث تبرز ملامح القطاع الزراعي والسمكي قديمه وحديثه فمن قطاع تقليدي سمته البدائية وكان من أهم مفرداته الجصة، الصميل، والقفه، أحواض حفظ الحبوب، والمخرف، المسحاة، الفاروع، العتلة، وشباك صيد أسماك متهالكة، وأنظمة ري تقليدية مثل السواني والسواقي والأحواض.. إلى قطاع استثماري سمته التطور والتكيف مع المتغيرات المحيطة باستخدام التقنيات الحديثة لتحقيق عوائد مجزية أسهمت في تنويع القاعدة الإنتاجية وزيادة الإنتاج الزراعي المحلي وتحسين الكفاءة الاقتصادية والتسويقية الزراعية أدت إلى زيادة الإنتاج بشقيه الحيواني والنباتي، ونظم ري حديثة مرشدة لاستهلاك مياه الري، وتسخير التقنية للتنوع في نظم الإنتاج ومن أهمها الزراعة في البيوت المحمية وأصبح القطاع الزراعي أحد أهم القطاعات الإنتاجية التي تسهم في رفع مستوى معيشة المواطن في المناطق الريفية، وتوفير فرص عمل جديدة لهم، وتهيئة هذا القطاع للتعامُل بمرونة وكفاءة مع التطورات والمستجدات المحلية والإقليمية والدولية. ومع تلك التغيرات اختلفت الأهداف للنشاط الزراعي مما تحقق معه الاكتفاء الذاتي في بعض المنتجات الزراعية الرئيسية، وتنوعت المجالات المتعددة المتصلة بالقطاع الزراعي مثل الثروة الحيوانية والأسماك والبيوت المحمية إضافة إلى المحاصيل الحقلية مثل القمح والتمور وغيرها وزادت الدوائر المرتبطة به كحلقات أمامية وخلفية. و تحولت المزارع في المملكة من مزارع صغيرة تقليدية إلى مزارع ومشاريع استثمارية تستخدم التقنية بأوجهها المختلفة. وصاحبت هذه النقلة تعقيدات متشابكة وتغير في المفاهيم الإنتاجية والتسويقية أفرزت معها خبرات وطنية مؤهلة تقود الشركات الزراعية المختلفة، وعبر هذه الحقبة من الزمن التي مر بها القطاع الزراعي يستمر كرفيق على الطريق مع الفرد السعودي وإرث تتوارثه الأجيال في هذه البلاد.
والله ولي التوفيق.

[email protected]

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي