قتل نمري النماص يفرز تفاعلا جماهيريا لصالح التوعية البيئية
أوجد التجمع البيئي - الذي أقامته الهيئة الوطنية لحماية الحياة الفطرية وإنمائها في محافظة النماص ـ تابعة لمنطقة عسير ـ لبحث مسألة الحفاظ على النمر العربي الذي يواجه خطر الانقراض - تفاعلا كبيرا من قبل أوساط المجتمع في المنطقة الأمر الذي أفرز بدوره حجماً من التوعية البيئية التي من شأنها أن تسهم في المحافظة على الكثير من الحيوانات البرية المهددة بالانقراض.
وبدا تفاعل أهالي النماص ـ شمال مدينة أبها ـ والمراكز والقرى القريبة منها واضحا مع توصيات الملتقى الذي حمل عنوان "النمر العربي وخطر الانقراض"، حيث تناقلته الكثير من المنتديات والمدارس إلى أن أصبح حديث المجالس.
وكان الملتقى قد أطلع أهالي النماص التي شهدت حادثة قتل نمرين عربيين في جبل الشعبة الواقع في عقبة تلاع شمالي المحافظة بالسم، على بعض خصوصيات النمر العربي وفوائده البيئية وأماكن وجوده وخطر انقراضه أو قتله على البيئة.
ومن أمثلة تفاعل أهالي المنطقة مع الملتقى ما قامت به عدد من المدارس من خلال تخصيص برامجها الإذاعة الصباحية لعدة أيام للحديث عن النمر العربي، إلى جانب الرسائل المباشرة التي تدعو إلى المحافظة على النمر العربي والتي نقلها المحافظون والمسئولون ومشايخ وأعيان القبائل بعد خروجهم من جلسات الملتقى ليقدموها للأهالي ويطلبون منهم تطبيقها والتمسك بها.
وعرض الملتقى معلومات مهمة عن النمر العربي وأهمية تواجده في البيئة والأخطار التي تهدده، إذ إن معظم تلك المعلومات كان مجهولة لدى الكثيرين ممن حضروا الملتقى، وقد تمثلت هذه الأخطار في القتل المباشر للنمر العربي أو تسميمه، تدهور أعداد النمر بالصيد الجائر، إضافة إلى تدهور وتدمير بيئات النمور الطبيعية وتجزئتها والذي تتسبب فيه دائما إنشاء الطرق والمشاريع العشوائية التنموية في الوديان والعقبات والغابات، وكذلك ضعف الوعي العام بدور النمور في التوازن البيئي وعدم تطبيق تعليمات وضوابط حمايتها.
ودعا الملتقى إلى ضرورة إنقاذ النمر العربي من الانقراض والتوقف الفوري عن استخدام السموم التي توضع في المواشي النافقة وتقدم للنمور لقتلها والتخلص منها، وكذلك التوقف عن قتل النمر أو الاتجار به والمحافظة على النظام البيئي الطبيعي وعدم التعدي عليه. كما دعا الملتقى إلى عدم صيد الوبر والأرانب والطيور البرية والحجل العربي وكذلك الاحتطاب الجائر والحد من قطع الأشجار.
وأعلنت الهيئة الوطنية لحماية الحياة الفطرية وإنمائها عن الترتيب لعقد مؤتمر عالمي للنمر العربي في منطقة عسير، بعدما كشف المشاركون في الملتقى الذي أقيم ليوم واحد عن ترحيبهم بهذه الفكرة التي أيدها استجابة المواطنين للحفاظ على البيئة وتقديرهم لجهود الهيئة والجهات المختصة للمحافظة على النمر العربي والذي لا يتجاوز عدده الـ 250 نمرا وبحاجة كبيرة للمحافظة عليها من الانقراض لأهمية تواجدها في الحفاظ على التوازن البيئي.
وأثبتت المسوحات أن النمر العربي بشكله المميز والمختلف عن غيره بصغر حجمه ولونه الفاتح نسبيا مصنف كنوع عربي يوجد في الجزيرة العربية فقط ويستوطن المناطق الجبلية في كل من: السعودية، اليمن، عمان، والإمارات، وقد انحسر وجودها بشكل كبير في العقود القليلة الماضية في بقع متناثرة مشكوك في قدرتها على الاستمرار كمجموعات حيوية في المواقع النادرة في جبال السروات والحجاز في غرب المملكة.