المكسرات منجم من الألماس
انتشرت في الآونة الأخيرة ظاهرة بيع المكسرات أمام المحال التجارية وبطريقة بعيدة عن الاشتراطات الصحية إذ يتم عرضها مكشوفة أمام المارة، مما يتسبب في تعرضها للتلوث من قبل الحشرات الطائرة أو عوادم السيارات والأتربة والغبار، إضافة إلى بيع بعض أنواع المكسرات (الحب أو الفصص الأبيض) بصورة رطبة، حيث يتم نقعه في الماء لفترة زمنية معينة ثم بيعه في أكياس بلاستيكية أو عرضه في أوان بلاستيكية دون غطاء من قبل بعض السيدات الكبيرات في السن مفترشات أرصفة بعض الأسواق الشعبية، والهدف من بيعه في تلك الصورة الرطبة زيادة نكهته وبالتالي إقبال المشترين ورغم خطورة هذه الطريقة على صحة الإنسان، حيث الرطوبة المناسبة وارتفاع درجات الحرارة تساعد على نمو وتكاثر الكائنات الحية الدقيقة (الفطريات)، حيث إنها تنمو على المكسرات وخاصة فطر الأفلاتوكسين Aflatoxin، الذي يفرز (سمومه) عليها وتعتبر تلك السموم من المواد المسرطنة التي تسبب سرطان الكبد والرئة والمعدة، كما أنها تعتبر من المسببة للفطريات، إضافة إلى أنها تسبب التشوهات الجنينية.
لذلك يجب الحذر من تناول المكسرات في هذه الصورة أو في حالة وجود ثقوب أو بقع داكنة اللون عليها وعدم شرائها من البائعين الجائلين أمام المحال التجارية والمفترشين الأرصفة في بعض الأسواق الشعبية, وعند شرائها تحفظ في الفريزر لضمان حفظها إلى فترة طويلة ولمنع تكون وتكاثر الفطريات عليها حتى يمكن الحصول على العناصر الغذائية منها، حيث تعتبر المكسرات من الأغذية الغنية بالعديد من العناصر الغذائية المهمة، إذا تحتوي على نسبة جيدة من الألياف الغذائية، كما في البندق والكاجو، كما أنها غنية ببعض مضادات الأكسدة (فيتامين هـ)، التي تعمل على زيادة مناعة الجهاز المناعي ومنع تكوين الشقوق الحرة داخل الخلايا، حيث أثبتت الدراسات قدرته على مكافحة السرطان وكذلك يعمل هذا الفيتامين على زيادة الإخصاب عند حيوانات التجارب، كما أن المكسرات غنية ببعض العناصر المعدنية كالكالسيوم، الحديد، الفسفور، البوتاسيوم، والكبريت، كذلك أظهرت الدراسات الحديثة التي أجريت على المكسرات أنها غنية بالدهون غير المشبعة وبالتالي تقلل من احتمالات الإصابة بأمراض القلب والسرطان، حيث أكدت الدراسات أن الفول السوداني والفستق والجوز من المكسرات الغنية بتلك الدهون وهي بالتالي تساعد على خفض نسبة الكولسترول في الدم والمحافظة على مستويات سكر الدم لذلك سميت المكسرات بمنجم الألماس.
*متخصصة في التغذية