الولادة القيصرية تزيد فرص انسداد الأوعية الدموية وتخثر الدم فيها
تشير التقديرات إلى تزايد نسبة الولادات بطريقة الجراحة القيصرية حول العالم، ويعود ذلك لأسباب عديدة أبرزها قيام العديد من النساء باختيار هذا النوع من الولادات خوفا من آلام الولادة الطبيعية. إضافة إلى تفضيل الأطباء لهذا الإجراء على عمليات المخاض الطويلة وتطور وسائل ولادات التكنولوجيا الإنجابية، بالإضافة إلى التقدم الكبير في وسائل رعاية ومتابعة الأجنة. وحسب موقع الإذاعة الألمانية (دويتشه فيله) فإن ربع الأطفال الألمان يولدون بهذه الطريقة، ومع هذا فإن الكثير من النساء لا يعلمن سوى القليل عن عواقب هذه العمليات ومخاطرها. ولكن من ناحية أخرى قد تكون العملية في كثير من الأحيان الخيار الوحيد والآمن للأم والجنين معا.
أسباب وتحذيرات
Bildunterschrift:
ولأسباب طبية فإن بعض النساء قد لا يجدن خيارا لديهن سوى الخضوع لإجراء هذا النوع من العمليات وذلك في حالات مثل انغراس المشيمة أسفل الرحم، ما يعوق خروج الطفل أثناء الولادة أو عندما يكون هناك نزيف شديد أثناء الحمل يهدد حياة الأم والجنين معا. وحسب المصادر الطبية المختصة فإنه إذا حدث، على سبيل المثال، تغير في نبضات قلب الطفل خلال المخاض، فإنه لا مفر عندئذ من اللجوء إلا إلى الجراحة القيصرية. وهناك أيضا عدد من المؤشرات التي تسبق الولادة والتي تقتضي إجراء عملية قيصرية، بما في ذلك الوضع المستعرض (الذي يكون فيه وضع الجنين معكوسا داخل رحم الأم)، وكذلك النساء اللواتي لديهن أحواض مشوهة للغاية.
يعكف الأطباء على تقييم بعض المؤشرات الطبية بطريقة مختلفة، على أنه من المهم التفكير في عواقب ومخاطر العمليات القيصرية، ومن بينها زيادة فرص انسداد الأوعية الدموية والتخثر (تجلط الدم في هذه الأوعية). وفي هذا السياق يقول البروفيسور كلاوس فيتر، نائب رئيس الجمعية الألمانية للأمراض النسائية في برلين: "تحتاج المرأة إلى معرفة أن أثر الجراحة في حوضها يمثل نقطة ضعيفة، إذ إنه في حالات الحمل اللاحقة هناك خطر أكبر من حدوث التصاق للمشيمة، ما يسبب تمزقا في غشاء الرحم لدى الأم".
الجدير بالذكر أن العملية القيصرية تتم عن طريق عمل فتحة أفقية في بطن الأم وفي الرحم ومن ثم يتم إخراج الجنين. وتستغرق هذه العملية ما بين 45 إلى 60 دقيقة، يتم إخراج الطفل خلال أول 5 أو 10 دقائق وبقية الوقت يستغرق في غلق الجرح وتضميده. وعادةً تكون الغرز الداخلية من النوع الذي لا يحتاج لفك، والغرز الخارجية يمكن أن تكون من النوع نفسه أو النوع الذي يحتاج إلى فك. في كلتا الحالتين سيكون مكان الجرح بسيطا كما يتم استخدام مخدر كلي أو مخدر الإبيدورال لتخدير الجزء السفلي. إذا تم التخدير عن طريق الإبيدورال، فستكون الأم واعية طوال مدة الولادة وسترى طفلها بمجرد نزوله.
عملية كبيرة
وبالرغم من شيوع الولادات القيصرية وضرورة اللجوء لها أحياناً، إلا أنها تعتبر من العمليات الكبيرة وتحتاج إلى مدة أطول من الولادات الطبيعية للشفاء. عادةً تحتاج الأم إلى مسكنات بعد الولادة ويستغرق التئام الجرح بعض الوقت.
وتبقى الأم في المستشفى بعد الولادة القيصرية من ثلاثة إلى خمسة أيام، ومعظم الأمهات تبدأن في الشعور بالعودة لحالتهن الطبيعية بعد أسبوع. وتشعر ببعض الآلام في البطن والكتفين وبعض الألم حول مكان الغرز. ويتم فك الغرز والتخلص من الضمادة عادةً خلال أسبوع تقريباً، لكن يستغرق الجرح الداخلي نحو ستة أسابيع لكي يلتئم وسيختفي مكان الجرح إلى حد ما خلال ثلاثة إلى ستة أشهر. ويوصي الأطباء الأم ببذل كل جهدها للعودة إلى حالتها الطبيعية بعد الولادة، من خلال اتباع الوصايا التالية:
* عند إرضاع طفلك، قد يسبب حملك له مشكلة نظراً لحساسية الجرح. استخدمي مخدات لرفع طفلك لمستوى الصدر.
* يمكنك البدء في عمل تمرينات خفيفة معينة – اسألي طبيبك عن تلك التمرينات – في اليوم التالي للولادة، لكن التمرينات الشديدة يجب أن تؤجل لمدة ستة أسابيع. اسألي طبيبك عن التمرينات التي تبدئين بها.
* لا تحملي أي شيء أثقل من طفلك خلال الأسابيع الأربعة التالية للولادة، ولا تصعدي أي سلالم خلال الأسبوعين التاليين للولادة.
* اجلسي وقفي وأنت مفرودة تماماً، ولا تميلي إلى الأمام.
* عندما تسعلين أو تضحكين، اسندي الجرح بيديك.
* اطلبي من أسرتك وصديقاتك مساعدتك في أمور الطهي، التنظيف، ومراعاة الأطفال الأكبر سناً.