ندى

لان الهوى يقتحمني ويتراكم شعور
واصير صوت وتردّدني عيونك صدى
.. ويبقى الشعر الأدب الأسرع وصولا إلى بديهة الباحثين عن جمال، فيزرعنا كلمة، ويروينا بيت، وننمو قصائد تعلقت في وجدان كثيرين من الباحثين عن جمال، سلطان الغنامي أحد هؤلاء المجانين العقلاء، الذين يزرعون ويروون وينمَّون الجمال في حدائق المتذوقين، يلتقط الأفكار التقاطا من بحره، ويرميها بكل ثقة إلى أفواه الباحثين عن لقمة شعر!

صبّي ندى طهر وجهك في يدين الزهور
حتى يدوم الصبا ويطول عمر الندى
للشمس والعشب الاخضر والسما والطيور
بكتب قصيدة واعلّق خافقي في المدى
وابرسم الغيم قارب.. والفضا بحر نور
والأرض مينا عواطف تشتعل وتهدى
لان الهوى يقتحمني ويتراكم شعور
واصير صوت وتردّدني عيونك صدى
ياحُرّة انتي جدودك من قديم العصور
ما ينتهي فعلهم بين القبايل سُدى
للمجد يا الغالية بنوا قلاع وقصور
لطّامة العايل اهل الطيب سُمّ العدى
يزورني طيفك الغالي واسافر غرور
باحضان حلمِ قليل احسان ضايع جدى
ما بينك وبيني الا خطوتين وحضور
أجيك كلّي ضلالة وانتظارك هدى
تصير يمّك حدود الأرض نقطة عبور
عمري عشانك يا عمري لو فقدته فدا
تدرين عنّي وانا المنثور بين السطور
مفتوح قلبي ولا والله عرفت الردى
أخاف يقسى زمانك واتهم بالقصور
والاّ التعب لاخنقني قمت اجرّ الحدا
موجوع كنّي عقب كبَّرت اعدّ الدهور
طفلٍ خذتْه بيده شهب السنين وغدا
مسكون فقر وكسر وديون واحساس جور
ابحث عن الما "وطن".. والما متى يا ندى؟