دعوة للاستفادة من 11 مليون طن سنوياً من المخلفات الزراعية

دعوة للاستفادة من 11 مليون طن سنوياً من المخلفات الزراعية

كشف الدكتور أحمد العمود رئيس مجموعة العمل للعلوم الزراعية والبيئية في مدينة الملك عبد العزيز للعلوم والتقنية، أن حجم المخلفات الزراعية المختلفة التي لا تتم الاستفادة منها وتنشأ عنها مشكلات بيئية مختلفة يقدر بأكثر من 11 مليون طن سنوياً، مشيراً إلى أن حجم مخلفات جريد النخل على سبيل المثال يقدر بنحو 300 ألف طن سنوياً. 
ونبه الدكتور العمود خلال فعاليات اللقاء  العلمي لبحث الآثار البيئية الناجمة عن مخلفات الأنشطة الزراعية والطرق المثلى للاستفادة منها، من الأخطار الناجمة عن المخلفات الزراعية ومنها انتشار الأمراض والأوبئة، وانبعاث الروائح الكريهة، وتوالد وتكاثر الآفات ونواقل الأمراض، وتلوث مياه الشرب، وتلوث الغلاف الجوي، فضلاً عن تلوث المياه الجوفية. 
وبيّن العمود أن هناك العديد من التقنيات والأساليب التي تمارس في معظم دول العالم للاستفادة من المخلفات الزراعية وتحويلها إلى منتجات ذات قيمة اقتصادية يمكن استخدامها في تغذية الإنسان والحيوان والطيور أو إنتاج الأسمدة العضوية، إلى جانب حماية صحة الإنسان والحيوان والبيئة وتحقيق التنمية المستدامة.
من جهة أكد الدكتور صالح العذل رئيس المدينة مسؤولية الجيل الحالي في الحفاظ على البيئة من التدمير والتلوث بجميع أشكاله، وتسليمها كأمانة إلى الأجيال المقبلة التي من حقها أن تستفيد كما استفدنا نحن من البيئة. 
وقال الدكتور صالح العذل في كلمة ألقاها خلال تدشينه أمس فعاليات اللقاء العلمي لبحث الآثار البيئية الناجمة عن مخلفات الأنشطة الزراعية والطرق المثلى للاستفادة منها:" إن الوفرة والزيادة الإنتاجية الكبيرة التي حققها القطاع الزراعي في المملكة بشقيه الحيواني والنباتي في السنوات الأخيرة، نتج عنها تراكم في المخلفات الزراعية بشكل كبير".
وأضاف الدكتور العذل أن هذه المخلفات لها جانب إيجابي يتمثل في  كيفية الاستفادة الاقتصادية منها سواء في الزراعة أو الصناعة أو الطاقة، والجانب الآخر سلبي يؤدي إلى تدهور البيئة. 
وأشار إلى قيام المدينة بتكوين مجموعات عمل للتطبيقات المختلفة ومنها مجموعة العلوم الزراعية والبيئية، حيث تضم هذه المجموعات الباحثين والمهتمين من القطاعين العام والخاص، وتقوم بتلمس المشاكل ومساعدة إدارة منح البحوث في المدينة لتحديد مجالات البحوث التي تسهم المدينة والجامعات السعودية في مناقشتها وإيجاد الحلول المناسبة لها، متمنياً أن تكلل الجهود بالنجاح وأن يتم التوصل إلى توصيات علمية تطبق على أرض الواقع. 
في حين دعا الدكتور محمد الصيادي من الشركة العربية للخدمات الزراعية إلى الاستفادة من المخلفات الزراعية في تصنيع الأسمدة العضوية والأعلاف غير التقليدية. من جانبه لفت الدكتور رجب طعيمه خبير زراعي بيئي من جامعة الطائف، إلى أن المخلفات الزراعية تسهم في تلوث الغلاف الجوي على المستويين المحلي والعالمي نتيجة لحرق هذه المخلفات في العديد من دول العالم، مقدرا الكتلة الحيوية التي أحرقت خلال الفترة 1970-2005 بنحو 8.9 مليار طن سنويا.
وأكد طعيمة أن إحراق المخلفات الزراعية يؤدي إلى انبعاث طاقة حرارية عالية، إضافة إلى تصاعد الدخان، تكوّن أحماض على شكل أبخرة منتشرة في الغلاف الجوي، واختلال في الدورة الطبيعية للأحياء الدقيقة، حيث يؤدي اللهب المباشر إلى موت عدد كبير من الأحياء الدقيقة.
من جهته عرض الدكتور رضا عبد الظاهر حلولا للتحكم في المخلفات الزراعية واستخدامها وتحويلها إلى منتجات ذات قيمة اقتصادية يمكن أن تستخدم في تغذية الإنسان مباشرة، أو تستخدم كعلف للحيوان والدواجن أو إنتاج الأسمدة العضوية لزيادة خصوبة التربة. وقال عبد الظاهر:" لقد سبقتنا دول كثيرة في استخدام هذا النهج الجديد لحماية صحة الإنسان والحيوان والبيئة والاهتمام بالتنمية المستدامة للأجيال الحالية والمستقبلية، لقد حان الوقت لتطوير الموارد المتجددة في المملكة وتنميتها مع عدم استنزاف هذه الموارد الطبيعية المتاحة".
وتم خلال هذا اللقاء إلقاء الضوء على الوضع الراهن لحجم المخلفات الزراعية في المملكة ومناقشة الأساليب والتقنيات الحديثة المستخدمة في معالجتها وتدويرها والمعوقات التي تواجه ذلك من خلال إصدار التوصيات القابلة للتطبيق وتزويد الجهات ذات العلاقة بها.
وتضمن اللقاء عقد ثلاث جلسات بمشاركة نخبة من كبار المختصين والخبراء في المجال الزراعي وحضور كبار الشخصيات ذات الصلة، حيث قدمت  في الجلسة الأولى محاضرتان الأولى عن حصر المخلفات الزراعية والثانية بحثت آثار المخلفات الزراعية على البيئة.
واشتملت الجلسة الثانية على تقديم ثلاث محاضرات الأولى ناقشت قضية التحكم في المخلفات الزراعية، المحاضرة الثانية تم خلالها التعريف بطرق الاستفادة من المخلفات الزراعية، أما المحاضرة الأخيرة فتناولت الصناعات القائمة على المخلفات الزراعية، في حين بحثت الجلسة الثالثة الأنظمة والتشريعات مع عرض لنتائج بعض التجارب الناجحة في كيفية الاستفادة من المخلفات الزراعية .

الأكثر قراءة