الشرقية: تسميد المزروعات عضويا من خلال بقايا الأشجار
دخلت المنطقة الشرقية بقوة في مجال الزراعة العضوية من خلال افتتاح أول مصنع من نوعه يستخدم الأوراق وفروع الأشجار وبقايا المسطحات الخضراء إلى سماد عضوي.
وفي هذا الإطار، دشن المهندس ضيف الله بن عايش العتيبي أمين المنطقة الشرقية أخيرا مشروع تدوير المخلفات الزراعية وتحويلها إلى أسمدة ومختبر تكاثر زراعة النخيل بالأنسجة في مشتل الأمانة المركزي.
وقال العتيبي إن مصنع الأمانة لتدوير النفايات الزراعية وتحويلها إلى أسمدة عضوية يتيح الفرصة للأمانة للتخلص من مخلفات الأشجار والزراعات المختلفة بوجه عام بطرق تحافظ على البيئة نظيفة وصحية، وتنتج كميات وفيرة من الأسمدة يصل إلى نحو (48360) متر مكعب سنويا ، وهذا يزيد على احتياجات الأمانة منها ويوفر عليها تكاليف تأمينها وتكاليف نقل تلك المخلفات إلى المقالب العمومية.
أما مختبر الأمانة لزراعة النخيل بالأنسجة فإنه يوفر للأمانة ما تحتاج إليه من فسائل النخيل المتميزة بأنواعها المختلفة وذات قوة وقدرة على مقاومة الأوبئة التي قد تتعرض لها أشجار النخيل، ويبلغ عدد فسائل النخيل التي سيوفرها المشتل سنوياً نحو 40 ألف فسيلة.
وبين العتيبي أن هذه التقنية تهدف إلى التخلص من مخلفات الأشجار بطرق صحية تحافظ على البيئة وإنتاج كميات من الأسمدة العضوية. حيث نفذ مصنع تدوير المخلفات الزراعية وفق دراسات تحليلية تم عملها على المخلفات الزراعية الناتجة من قص وتقليم الأشجار والمسطحات الخضراء في مدن المنطقة الشرقية (الدمام، الخبر، الظهران، والقطيف) للمحافظة على البيئة نتيجة للزيادة المطردة في المساحات الخضراء وتشجير الشوارع تقابلها زيادة في كميات المخلفات الزراعية.
وبين أنه يترتب على ذلك تكاليف مضافة في العقود من معدات وسيارات نقل وعمالة تقوم بنقل هذه المخلفات يومياً إلى المقالب العمومية خارج المدينة إضافة إلى تأثيرها الصحي من تجمع النفايات والذي يؤدي إلى انتشار الروائح الكريهة وتكاثر البكتريا الممرضة والحشرات والطفيليات والقوارض والذباب. ونتيجة للتكاليف العالية لجمع ونقل المخلفات وآثارها الصحية، اليوم أصبح دور مصانع الأسمدة العضوية مهماً جداً في مجال معالجة وتدوير تلك المخلفات الزراعية. ويعتبر مصنع تدوير المخلفات الزراعية في أمانة المنطقة الشرقية أول مصنع نموذجي يستخدم المادة الأساسية من أوراق وأغصان وفروع الأشجار وبقايا قص المسطحات الخضراء على مستوى المملكة وتحويلها إلى سماد عضوي (بتموس).
وتشمل المرحلة الثانية من المشروع التقليب حيث يتم تجهيز المادة الأساسية من مخلفات الأشجار بعد طحنها وتجميعها على شكل كومات في هيئة صفوف طولية مثلثة الشكل بارتفاع 1.5 متر وعرض ثلاثة أمتار ويتم تقليبها بآلة التقليب بصورة متكررة باستخدام نظام هيدروليكي للارتفاع والانخفاض للوصول إلى مرحلة التقليب الجيد. ويضاف إلى هذه الخطوط ما نسبته 25 في المائة من الأسمدة البلدية وبكتريا بنسبة كيلوجرامين إلى كل 100 متر مكعب. ويستمر التقليب لمدة من 45 إلى 50 يوماً حتى تصل درجة الحرارة المنبعثة إلى ما فوق 50 درجة مئوية تكفي لقتل الكائنات الدقيقة الضارة ويرقات الحشرات والطفيليات ومسببات الأمراض النباتية الأخرى. ويبدأ الفني المتخصص بالتأكد من أن كومات السماد وصلت إلى مرحلة التحلل النهائية عن طريق بعض الاختبارات الكيميائية التي يقوم بإجرائها ثم تنقل إلى المرحلة الأخيرة.