مكتبات المدارس .. عزوف من المعلمين والطلاب .. الكتاب موضة قديمة!
الكتاب عشق المبدعين وعضد العلماء والمفكرين الباحثين عن المعلومة من منابعها رغم أهميته للمتعلمين في المدارس في المكتبة، إلا أنه عانى الهجران كثيرا خاصة في السنوات الأخيرة ولم يعد ذلك المكان الذي يرتاده الطلاب ويحرصون عليه، مودعين الكتاب ومقبلين نحو الإنترنت والفضائيات التي سحرت ألبابهم الصغيرة بلون الموضة والصرعات الحديثة التي لا تضيف لهم شيئا.
يؤكد يوسف العتيق أمين مركز مصادر التعلم في إحدى المدارس الثانوية قائلا: نحن نعاني من قلة رواد المكتبة المدرسية أو المكتبات بشكل عام ويرجع ذلك لأسباب كثيرة لعل من أهمها: أن الطالب لم ينشأ على حب القراءة والاطلاع فهو دائما يحب أن تأتيه المعلومات دون عناء أو جهد يذكر، وسيطرة الإعلام على عقل كثير من الطلاب فليس الكتاب هو المتنفس الوحيد للطالب, فهناك الكثير من الملهيات التي تلهي الطالب عن الكتاب.
وأضاف: من خلال تجربتي كأمين مكتبة (مصادر التعلم) لعل من النادر أن أجد طالبا يدخل المكتبة (المصادر) لكي يبحث عن كتاب ما وهذه مشكلة فنحن نعلم أن الكتاب لا غنى لنا عنه.
ويرى المعلم خالد الحزيمي أن هناك عزوفا كبيرا من الطلاب وغيرهم عن زيارة المكتبات والاستفادة مما تحتويه هذه المكتبات من كتب ومراجع ولعل ذلك يعود إلى طريقة التربية سواء كانت في البيت مع الأسرة أو في المدرسة، لأننا لم نرب أولادنا على القراءة والبحث المستمد عن كل جديد من الكتب والروايات. ولهذا تجد أن الطالب لا يستطيع التعبير عما يريد لضعف ثقافته, ومن هنا أوجه رسالة إلى المسؤولين في الوزارة إلى مراعاة هذا الشيء.
وعن أسباب هجر المكتبة أكد الطالب عبد العزيز الغامدي في المرحلة الثانوية أنه وبقية زملائه في الحقيقة يريدون زيارة المكتبات المدرسية للاطلاع على الكتب وكل ما هو جديد في عالم الكتب ولكن كيف تريد أن نفعل ذلك ونحن نرى من يعلمونا من المعلمين لا يهتمون بهذا الجانب فنحن من خلال دراستنا لم نجد إلا القليل أو بالأصح النادر الذي يوجهنا إلى الذهاب إلى المكتبة والاستفادة.
وتابع: لعلك تتعجب إن قلت لك إن من يرتاد المكتبة المدرسية يوصف بعبارات غريبة غير لائقة وبالاستهزاء أو الضحك تارة أخرى!
كما يعترف الطالب سعيد المعاري بأنه وزملاؤه الطلاب لا يهتمون بزيارة المكتبات العامة و المكتبات المدرسية خاصة، فهذه المكتبات المدرسية لا يوجد فيها ما يلبي رغباتنا فأغلبها كتب قديمة فكيف تريدنا أن نقرأ ولا يوجد من الكتب والقصص ما نريد!!
ويقول الطالب عادل المطيري: هذا الزمن ليس زمن الكتاب والمكتبات المدرسية، إنه زمن التطور الإعلامي فالكتاب اسمح لي أن أقول إنه (عفى عليه الزمن) فقط أريد أن أسأل هل هناك من يقرأ؟ّ