لا شكر على خيانة!

لا شكر على خيانة!

[email protected]

عزيزي مرسل القصيدة أو المقالة إلى "بالمحكي"، لا تشكر أحدا على النشر في هذه الصفحات لأن نشر المادة لم يتم تقديرا لاسمك أو لشخصك مع احترامنا لهما، بل كان النشر لو تم بسبب جودة وجمال ما أرسلت، ولا تغضب من عدم نشر مقالتك أو قصيدتك أو ما أرسلت أيا كان، فغضبك غير مبرر نهائيا، لأن شخصك الكريم مقدر كثيرا لمجرد اختيارك لـ "بالمحكي" وسيلة لنشر ما كتبت، ولأنك لو لم تثق بهذه الصفحات لما أرسلت ما أرسلت، وهو أمر يوحي لنا بالتقدير لأشخاص العاملين فيهما، وسبب عدم النشر هو المحتوى فقط!
بصراحة أتضايق كثيرا من هذه المسألة، وأحسب أن غيري كثيرين كذلك، فالشكر على مثل هذا الأمر يدخلني في دوامة التشكيك في عملي! وأسئلة من نوع: "لماذا يشكرني؟ هل مادته لا تصلح من وجهة نظره للنشر.. وبالتالي فمعياري الخاص بالنشر خطأ"! كذلك هم الغاضبون من عدم نشر موادهم، وهم أخطر وأشر على نفسي مني، فهم يزايدون بين محبتك لعملك ومحبتك لهم، ولا مجال لي إلا بترجيح الأولى، لأن أغلبهم لم يكن ليحبك إلا بسبب تلك!
بمعنى آخر أكثر وضوحا: عزيزي قارئ هذه السطور، لو أرسلت مادةً إلى صفحة ما، ونُشرت مادتك التي أرسلتها في هذه الصفحة، فلا تشكر مسؤول الصفحة عن ذلك لأنك كمن تقول له: جاملتني وأنا أقدر لك مجاملتك التي تتطلب خيانتك لشرف المسؤولية! أما إن نشرها لجمالها وجودتها فأنت صاحب فضل عليه وعلى صفحته التي كرست الجمال والجودة، فالشكر هنا لك وليس لمسؤول الصفحة!
وعلى الطرف الآخر في حال عدم النشر، فإن الغضب من مسؤول الصفحة يعني عدم ثقتك بمسؤوليته، وعدم ثقتك بمسؤوليته يعني أنك أرسلت له وأنت غير مقتنع بصفحته، وإرسالك له مع عدم اقتناعك يعني أن همك الظهور فقط، وهذا الهم هو هم التافهين فقط! وصدقا لا يهمني التافهون.

الأكثر قراءة