أدوات شفط السم خطيرة وجرح اللدغة يصيب بالغرغرينا
حذر المركز الوطني لإنتاج الأمصال واللقاحات بالحرس الوطني من قيام بعض مؤسسات الخدمات المنزلية بترويج منتج مستورد لديه القدرة – حسب الادعاء – على امتصاص السم من الأشخاص المتعرضين للدغات العقارب والثعابين، وقال مدير عام المركز الصيدلي محمد بن سليمان الأحيدب أن هذا المنتج لا يعدو كونه قمعا مطاطيا موصولا بشافط بلاستيكي يشبه المستخدم في الحقن الطبية، ويسحب هذا الشافط فيفرغ القمع من الهواء ويشفط الجزء الملدوغ.
وحول بلد المنشأ لهذا المنتج قال الأحيدب إن غالب هذه المنتجات لا تحمل أي معلومات، بينما كتب على بعض هذه المنتجات بلد المنشأ واسم الشركة المصنعة، وهي ليست من الشركات المعروفة أو المشهورة، ولا تصنعه بكميات كبيرة، وإنما يتم تصنيع كميات قليلة خصيصا للموردين. الذين يؤكدون أن هذا المنتج بديل عن عملية المص المعروفة وأنه أكثر أمنا منها.
وأكد الأحيدب أنه ثبت منذ أكثر من 25 سنة أن عملية جرح المكان الملدوغ ومصه عديمة الجدوى فالسم مادة بروتينية ذات وزن جزيئي كبير يحقنه الثعبان أو العقرب في العضل أو تحت الجلد ولا يمكن بأي حال من الأحوال شفطه وإخراجه من الأنسجة. ليس هذا فحسب بل إن هذه العملية خطرة على الملدوغ والشخص الذي يقوم بعملية المص، وقال موضحا إن عملية تجريح مكان اللدغة استعدادا لمصه يزيد من مساحة امتصاص السم في الجسم، وشبه هذا العمل بعملية تتبيل اللحم المعد للشوي، حيث يقوم بعض الأشخاص بتشريح اللحم من أجل زيادة انتشار التوابل داخله، إضافة إلى وجود خطورة من مص السم في حالة وجود تقرحات في اللثة أو فراغات بين الأسنان أو جروح في المريء وفي هذه الحالة ينتقل السم إلى الجسم بواسطة الدم، واستبعد الأحيدب أن يتأثر من يمص لدغة الأفعى أو العقرب لأنه لا يمص السم أصلا.
أوهام متوارثة
وأكد الأحيدب أنه بالإضافة إلى مص اللدغة فإن هناك بعض الأوهام الأخرى التي يتناقلها الناس حول كيفية استخراج السم من الملدوغ كوضع تمرة على مكان اللدغة أو عجينة أو قطعة من عجلة السيارة (لستك) أو عجينة معينة مخلوطة بأعشاب وخلافه وهم يعتقدون أن هذه الأشياء تمتص السم من الملدوغ.
وسبب هذا الاعتقاد – كما يقول الأحيدب – أنه عند حدوث اللدغة يحدث في مكانها رشح للأنسجة، حيث ترشح سائلا ليمفاويا أصفر عند دخول أي جزء غريب في الجسم وتبدأ الخلايا البيضاء بمحاربته وحينما يرشح هذا السائل على الشيء الذي وضع على مكان اللدغة يعتقد الناس أن هذا السائل الذي خرج هو السم، وهذا السائل سيخرج سواء وضعت على الملدوغ تمرة أو أي شيء آخر، والأمر نفسه يحدث في هذه الأجهزة التي لا تمتص سوى السائل الليمفاوي.
وأشار الأحيدب إلى خطورة أخرى في هذا المنتج حيث عمد موزعوه إلى إرفاقه بحبتين من مضاد الهستامين على شكل قرصي دواء صغيرين وهو في الأصل مضاد للزكام فيعتقد الملدوغ أن هاتين الحبتين علاج للدغة وبالتالي يمتنع عن الذهاب للمستشفى للعلاج وفي هذا خطر كبير؛ حيث إن أهم عامل في نجاة الملدوغ – بعد لطف الله – هو سرعة إسعافه، وعندما يعطى دواء يوهمه بأنه سيشفيه ولا يذهب للمستشفى فإن السم في هذه الحالة سيستفحل وستزيد المسألة سوءا.
المبيدات لا تقتل الثعابين والعقارب
من جهة أخرى فند مدير عام المركز الوطني لإنتاج الأمصال واللقاحات ما تدعيه تلك المؤسسات من قدرة مبيداتها على قتل العقارب والثعابين وأكد أن هذا أمر مناف للمنطق، فالثعابين والعقارب لا تخرج من بيوتها إذا رش شيء عليها ومن ثم رشها مباشرة كما يحدث مع الحشرات، كما أن الحشرات لها أماكن معروفة داخل المنزل بخلاف العقارب والثعابين، ولو رأى الإنسان الثعابين أو العقارب أمامه فسوف يقتلها مباشرة بدون مبيد، كما أنها ليست بأعداد كبيرة بحيث تحتاج إلى رش، الأمر الآخر – والمهم - أن المبيدات الحشرية لا تؤثر إطلاقا في الثعابين، حيث إنها من الزواحف ذوات الدم البارد، ولو كان المبيد يؤثر في الثعبان لأثر كذلك في الإنسان.
أما العقارب فمع كونها ذات فقريات ولكن لديها مناعة شديدة للمبيدات حتى مع الرش المباشر - مع أن الرش المباشر غير منطقي فلا يمكن أن يجد الإنسان عقربا ولا يقتله مباشرة - والحشرات تؤثر فيها المبيدات بالملامسة فلو مرت على المبيد أو شعرت برائحته في الجو تموت مباشرة، وهذا لا يحدث مع العقارب بل يحدث معها هيجان شديد وبالتالي قد تخرج العقارب بعد الرش هائجة ويزيد ضررها، وفي إحضار هذه الشركات لإبادة العقارب والثعابين إتلاف أموال بغير حق.
وأكد أنه لا صحة لما يقوم به البعض من حرق الثعبان بعد قتله اعتقادا منهم أن النمل الذي أكل من جثته ستزيد قوة لدغته، فسم الثعبان يوجد في غدة سمية في آخر الفك، ولا يوجد في أنحاء جسمه كافة.
إسعافات أولية
وحول الثعابين وأنواعها في المملكة ذكر الأحيدب أن المملكة فيها أكثر من 40 نوعا غير سام، و سبعة أنواع من الثعابين السامة، وتختلف سرعة انتشار السم من نوع لآخر، فمنها ما تؤثر لدغته في الدورة الدموية وهذه غالبا لا تقتل بسرعة إذ تبدأ بآثار موضعية كتورم العضو وغير ذلك، وهناك ثعابين يكون تأثيرها في الجهاز العصبي المركزي وهذه تقتل بسرعة وتتراوح سرعة تأثيرها من 20 إلى 45 دقيقة، وحدثت حالات حصلت فيها الوفاة في أقل من هذا الوقت.
وعن الإسعافات الأولية للملدوغ نصح الأحيدب باتباع الخطوات التالية:
1- ربط العضو المصاب؛ لأن في ذلك منعا لتسرب السم في الدورة الدموية ومنها إلى القلب وبالتالي توزيعه للجسم، ولا تكون الربطة مشدودة بشكل قوي لئلا تمنع تدفق الدم للعضو وبالتالي يصاب العضو بغرغرينا، ولا تكون خفيفة جدا بحيث تكون عديمة الفائدة، وتربط بين مكان اللدغ والقلب.
2- رفع العضو المصاب ووضع الملدوغ على جانبه الأيمن أو الأيسر حسب العضو الملدوغ. لأنه يصاحب اللدغة التقيؤ، ويوضع المريض على جانبه لتسهيل خروج القيء.
3- طمأنة المريض وهي من أهم الخطوات وأثبتت جدوى كبيرة في الاستجابة للعلاج.
4- نقل المريض إلى أقرب مستشفى.
أضرار المبيدات
وعن أضرار المبيدات الحشرية التي تستخدمها تلك المؤسسات أكد الأحيدب وجود أضرار لها على البشر في حال كان تركيزها شديدا، ولكن إذا استخدمت بتركيز خفيف وبالطريقة الصحيحة فلا ضرر منها، أما لو وقعت على أطعمة وأُكلت فإنها بالتأكيد ستؤدي إلى أضرار، واستدرك الأحيدب قائلا إن عمال الرش في هذه الشركات مجرد عمالة عادية غير متخصصة، ومن مستويات تعليمية منخفضة، ولذلك لا نتوقع منهم اتخاذ احترازات آمنة، ولذلك نهيب بالجهات المعنية بسلامة وصحة الإنسان أن تكثف جهودها في حماية المستهلك من استقدام عمالة غير مؤهلة في أمور خطرة.