أبوظبي تودع "شاعر المليون".. ودبي تستعد لاستقبال "شاعر المليونين"!
بعد بث أسبوعي وتغطية شاملة دامت قرابة الأربعة أشهر أكملت النسخة الأولى لبرنامج شاعر المليون حلقاتها الثلاثاء الماضي، وتابعها الآلاف عبر الشاشات في مختلف الدول الخليجية والعربية، ليستريح بذلك معدو البرنامج ويريحوا المشتركين وقبلهم المتابعين.
المسابقة التي شارك فيها أكثر من700 شاعر وشاعرة قامت اللجنة بإجازة 48 منهم، بدت حلقتها النهائية مرتبكة التنظيم نوعا ما، ولم تكن آلية التصويت واضحة للمشاهدين الذين سيتأزم العديد منهم في نهاية هذا الشهر بعد صدور فواتير جوالاتهم!
نجاح البرنامج هيأ لمحطات فضائية أخرى لاقتباس الفكرة والاستفادة من تسويقها، إذ تجهز قناة دبي الفضائية حاليا برنامجا مماثلا أسمته "تنافسا" شاعر المليونين، وهو الأمر الذي يخيف محبي الشعر على مستقبل أدبهم المحكي بعد أن تنازعته الأفكار التسويقية!
.. وكغيره من البرامج حظي "شاعر المليون" بنصيب وافر من الشائعات تفاوتت بين الحماقة والطرافة والخيال، وهدف بعضها إلى النيل من البرنامج بسخرية وفكاهة، بينما أطلقت شائعات أخرى بهدف تبرير خروج الشاعر الذي يحبه مصدر الشائعة، علما أن النصيب الأكبر من الشائعات غلب عليه الطابع المادي البحت، والمبالغات في المبالغ والهبات الخفية التي يتم تسليمها من تحت "البشت" والطاولة، وهذه بعض الشائعات الأكثر تداولا:
- زواج الشاعر الوسيم عبد الرحمن الشمري من المذيعة روضة.
- حجب 21 ألف صوت عن الشاعر العراقي في الحلقة الأخيرة.
- كل شاعر تسلم مليون ريال وسيارة رينج روفر!
- قطر تفتح باب التصويت المجاني لدعم مرشحها ابن فطيس.
- النتيجة محسومة والفائز إماراتي (شائعة انتهت بفوز ابن فطيس)!
- ابن فطيس يحصل على عشرة ملايين لتبرعه بالمليون.
- خلافات بين أعضاء اللجنة، والدكتور غسان يهدد المريخي (وهذه الشائعة بالذات استمرت على شكل مسلسل ولم تنته حتى الآن)!
ويتفق المراقبون على أن أهم إيجابيات البرنامج كان في ظهور شعراء مبدعين، حيث تأهلت في المراحل الأخيرة أسماء غير معروفة، على حساب من كانوا نجوما حتى قبل اشتراكهم، ولكن الشعر لم يسعد بهذا الانتصار كثيرا، إذ كان لسيوف القبلية وخناجر التعصب المقيت دور في تمزيق جسده، وتشويه وجهه الجميل.
المدهش أن بعض أعضاء اللجنة إن لم يكن كلهم أبدو استياءهم وتذمرهم من عزف بعض الشعراء على ربابة القبيلة و "اللابة" واستجداء الفزعة، ولكنهم في الوقت ذاته كانوا يحيون هذه النزعات من خلال تصرفات كثيرة ليس آخرها مناداتهم للشاعر باسم قبيلته أو بلده وليس اسمه، مرورا بعبارات كثيرة من نوع "أنت خير من يمثل قبيلتك!"
التنظيم في الحلقة الأخيرة كان الأضعف بين جميع الحلقات، بدليل الفوضى التي تلت إعلان اسم الفائز، في حين كان يفترض أن تسير الحلقة الأخيرة بتسلسل متصاعد تكون نهايته إعلان اسم الفائز ويختتم بعدها البرنامج، لكننا شاهدنا الحلقة تستمر وتستمر ليتحدث أعضاء اللجنة ويتحدث الشعراء بينما الجمهور يضج في أحاديث جانبية وهتافات ويبدأ بتفحص جيوبه استعدادا لمغادرة شاطئ الراحة ما اضطر أحد مقدمي البرنامج إلى التذكير بأن محمد عبده سيغني بعد دقائق.
<div align="center"><img title="" height="142" alt="" src="/picarchive/EQT_P16_2303200asa7_ED1.jpg" width="415"></div>
<p align="center"><u>عزيزي العميل: أنت على وشك استهلاك حدك الائتماني.. "وخل التصويت ينفعك"<br>
لم تتوقع شركات الاتصالات الخليجية أن تكون على موعد موحد لازدحام شبكاتها بسبب فيضان رسائل التصويت التي اكتسحت "سيرفراتها" لتنقذ نجمها المحبوب من الغرق، ولتجعله يطفو على رؤوس منافسيه، فبينما استبشر البعض بهذا البرنامج الذي يحمل رسالة شاعرية جميلة بعيدة عن الكسب المالي البحت، أبدى البعض الآخر تذمره معتبرا تحريض الجمهور على التصويت واستفزازه نسخة كربونية من برامج ستار أكاديمي وغيرها، وبعيدا عن هذا وذاك يبقى لنا نحن المصوتون والمصوتات أن نتأمل واقع هذه الرسائل.. فلمن نصوت؟ ولماذا نصوت؟ وماذا سنجني لو فاز نجمنا؟ وماذا سنخسر لو خسر؟ ألسنا أولى بقيمة هذه الفواتير؟ وأليست المسابقة لفوز الأجدر لا الأكثر قابلية؟ فقط قليلا من التأمل قبل الضغط على زر الإرسال!